مشكلات مرحلة المراهقة
بقلم غادة عبدالله
أصبحت كلمة مرحلة المراهقة كلمة ثقيلة ،وعبء شديد فى كل بيت في أي مكان في العالم ،لا يخلو من مشكلات تنشأ مع دخول الأبناء فترة المراهقة، فالكثير من الأمهات والآباء يواصلون التعامل ،مع الأبناء وكأنهم في مرحلة الطفولة ،ولا يدركون بعض التفاصيل الصغيرة التي ،قد تضايقهم أو التي ربما يحتاجون إليها.
ومع أختلاف الأجيال ورغبة الوالدين في رؤية أطفالهما في أفضل صورة، وهذه من أهم أسباب الخلافات خلال فترة مراهقة الأبناء، والتى يرغب فيها المراهق عادة في مواجهة أبويه ببعض الأمور التي تزعجه لكنه لا يفلح دوما في إقامة هذا الحوار معهم.
وتعرف مرحلة المراهقة :
بأنّها فترةٌ زمنيّة مُعيّنة من حياة الإنسان، تمتدّ من إنتهاء مرحلة الطفولة المُتأخِّرة إلى بدء مرحلة سن الرُّشد، وتتفرّد عن غيرها من المراحل بتغيُّر في حالة الإنسان العقليّة، والاجتماعيّة، والانفعاليّة، والجسديّة.
حيث تُعتبر المُراهقة من أخطر المراحل التي يعيشها الإنسان، إذ ينتقلُ الإنسانُ فيها من مرحلة الطّفولة إلى الرُّشد، ضمن تغييرات جديدة مُتعلّقة بجوانب النّمو المختلفة، كما يتعرّض الإنسانُ فيها للكثير من الصِّراعات الخارجية والدّاخلية.
حيث تختلف مشاكل المُراهقة فى فترة المُراهقة من إنسانٍ لآخر، كما تختلف من سُلالةٍ لأخرى، ومن بيئة جُغرافيةٍ لأخرى، وتختلفُ أيضاً حسب البيئة الحضارية المُحيطة بالطّفل في فترة تربيته، وتختلفُ من المدينة للرّيف، ومن المُجتمع المُقيِّد والمُتزَمِّت الذي يُقيّد نشاط المُراهق إلى المُجتمع الحُرّ الذي يفتح له الآفاق وُيتيح له الفُرص،وقد أثبتت الدراسات أنّ الأساليب الاجتماعية المُعاصِرة هي ما يُسبب للمراهق أزمة المُراهقة، إذْ إنّ هذه الأزمات والمشاكل توجد بشكلٍ أكبر في المُجتمعات الغربية مقارنةً مع الدُّول والمُجتمعات الإسلاميّة والعربيّة.
إقرا إيضآ:
التربية الصحيحة للأطفال
وقد جاء في دراسة لمعهد “فييسب البرازيلي”، المختص بالشؤون الاجتماعية والأسرية:
وقد اوضحت أيضآ الدراسة إن هناك القليل جداً من برامج التوعية، التي من الممكن أن تساعد المراهق على الأقل معرفة الأخطار، التي يواجهها من أجل تفاديها، أما المعضلة الأخرى، فهي تكمن في عدم اكتراث كثير من الأسر بتصرفات المراهقين منذ بداياتها وهو الأمر الذي يؤدي إلى خروج هذه التصرفات عن نطاق السيطرة.
وجاءت الدراسة بخمس نقاط خطيرة تهدد مرحلة المراهقة وهما :
المخدرات:
حيث أكدت الدراسة بأن المخدرات تنتشر بسرعة كبيرة بين صفوف المراهقين في معظم المجتمعات عبر العالم. وما هو خطير في الأمر هو أن المراهق في أيامنا هذه ينخرط في الإدمان على المخدرات منذ سن مبكرة. فالتدخين بين صفوف المراهقين قل، ولكن في المقابل تنامت مشكلة الإدمان على المخدرات بشكل كبير، حتى يمكن القول بأن المخدرات بدأت تحل محل السجائر.
الجنس:
أوضحت الدراسة بأن مشكلة الجنس بدأت تأخذ أبعاداً خطيرة جداً في المجتمعات الغربية والأميركية اللاتينية وحتى العربية، بسبب تأخر سن الزواج وعدم وجود رادع أخلاقي قوي. ومن أهم النتائج الخطيرة للجنس هو ممارسته في هذه المجتمعات بطريقة عشوائية ومن دون حماية، الأمر الذي يؤدي إلى انتشار الأمراض الجنسية بشكل لم يسبق له مثيل.
ومن النتائج الأخرى السلبية للجنس بين المراهقين هو الحمل المبكر للفتيات بعضهن مازلن في سن الـ 18 من العمر.
العنف:
أكدت الدراسة بأن معظم مشاكل المراهقين يلفهم العنف من جميع النواحي. ففي المدارس يحمل مراهقون لا يتعدون الـ 13 من العمر أسلحة حادة. وتقع يوميا عشرات الشجارات بين الطلبة، واغلبها بسبب الصراع على نيل الفتيات من أجل الممارسة الجنسية.
الأكتئاب:
قالت الدراسة إنه مع كل ما يراه ويفعله المراهق، فإنه يتعرض للاكتئاب بشكل لم يسبق له مثيل، وهي مشكلة عالمية. كثيرون هم الذين لا يريدون الدراسة ويرغبون الكسب السهل للمال، ولكن أمام الصعوبات، التي تعترض طريقهم فإنهم يصابون بالاكتئاب الذي يكون على جانب كبير من الخطورة ويمكن أن يؤدي إلى الانتحار.
قيادة السيارات بعشوائية:
أكدت الدراسة بأن عدد ضحايا الحوادث المرورية، التي يتسبب فيها المراهقون الذين يقودون السيارات من دون رخصة قيادة وصل إلى 15 ألف قتيل في البرازيل وحدها منذ بداية العام وحتى الآن. وقالت الدراسة إن عدم حرص الأهالي، يغري المراهقين لدرجة سرقة سيارات ذويهم للتبجح أمام الآخرين.
وهُناك العديد من المَشاكل التي تواجه المُراهق أيضآ مثل:
الأغتراب والتمرد:
حيثُ يشعُر المُراهق أنّ والديه لا يستطيعان فهمه، مما يدفعه للانسلاخ عن رغبات وثوابت والديه، لتأكيد ذاته وإثبات تميُّزه.
العصبية وحدة الطباع:
حيثُ تطغى على تصرُّفات المُراهق العناد والعصبية، لكونه يُريد أن يُحقق رغباته ومتطلّباته بالعنف والقوة، ويغلبُ على طبعه التّوتر مما يُزعج من حوله.
الصراع الداخلي:
حيثُ تتشكلّ لدى المُراهق بعضُ الصّراعات الداخلية كالصِّراع ما بين طفولته ورغبات رجولته، وبين الانسلاخ والاستقلال عن أسرته وبين الاتّكال عليها، وبين غرائزه والتّقاليد المُجتمعية، وبين طموحاته وأهدافه الكبيرة وعدم التزامه وتقصيره، والصِّراع الديني بين ما تربّى عليه وبين ما يظهر له ويقرأ عنه ويُفكّر فيه.
السلوك المزعج:
يُريد المُراهق أن يُحقّق رغباته ومتطلباته بأيّ شكلٍ من الأشكال دون أي يُراعي مُقتضيات المصلحة العامة، ولذلك قد يتصرّف تصرّفات مزعجة كالصّراخ والضّرب والسرقة والتّخريب وعدم الاهتمام بمشاعر غيره، مما قد يُزعج المحيطين به.
الخجل والانطواء:
تزداد صراعات المراهق داخله، نتيجة متطلّبات المرحلة التي يلزمها الاستقلال والاعتماد على الذات، في حين يكون قد تعوّد على الدلال المبالغ، أو القسوة المُبالغة التي قد أشعرته باعتماده على الآخرين، مما يُلجئه بعد هذا الصّراع إلى الانطواء والانعزال والانسحاب.
وقد يفيد قرأة هذا:
تربية الأطفال فى الأسلام
فالمراهقة من أهم الأمور التي تمر في حياة كل إنسان منا ،وهي فترة يتقلّب فيها مزاج الإنسان ويتغيّر، والتي تعتبر هذه الفترة من أهم الفترات لتحديد شخصية الإنسان، في هذه المرحلة , نأمل ان نكون قد أفدناكم متابعينا الكرام بكل ما يخص مشكلات مرحلة المراهقة بجميع الجوانب فهذه الفترة تحدد مستقبل الإنسان وحضارة الأمم تعتمد عليها بشكل كبير .