بقلم_ فاطمة عبدالحميد
يعاني الكثير من اﻵباء واﻷمهات مع أطالفهم في مراحل نموهم المختلفة، حول كيفية التعامل معهم وخاصة في سلوكياتهم الجنسية، لأنه السلوك اﻷكثر حساسية لدى الطفل ولدى الوالدين، فنجد الحيرة والقلق هو المسيطر في معظم اﻷوقات على عقولهم، وﻻ يستطيعون إدراك اﻷمر والتصرف معه بشكل حكيم، وأيضًا ﻻ يستطعون التفرقة بين السلوكيات الطبيعية التي تفرضها الطبيعة عليهم وبين السلوكيات الشاذة التي ﻻبد أن تعالج وﻻ يمكن السكوت عليها، إضافةً إلى الرهبة التي تصيبهم من تلك اﻷمور.
وسوف يعرض عليكم موقعنا الكريم، موقع ومجلة سحر الحياة كيفية التعامل مع طفلك في تلك المرحلة، مع التنوية عن السلوكيات الطبيعية التي لا تسبب القلق للوالدين والسلوكيات الغريبة التي يجب التصرف واﻹهتمام بالطفل وتوعيته بأن تلك اﻷمور غير مسموحة، ولكن بطرق سلسة يتقبلها الطفل ويستطيع إدراكها دون تشكيل أزمات نفسية بداخله.
■ أسباب السلوك الجنسي الغير طبيعي للأطفال
عندما يكتشف الوالدان أن طفلهم له تصرفات جنسية بشكل غير طبيعية يثير القلق بداخلهم وأول شئ يذهب إليه تفكيرهم أن الطفل قد يكون تعرض ﻹيذاء جنسي وهذا هو السبب، ولكن حقيقةً يمكن أن يكون هذا سبب فعلا من عدة أسباب كثيرة سوف نعرضها عليكم وهي:
● ضعف التوعية الجنسية لدى الطفل أو انعدامها في بعض الحالات
حيث أكدت الدراسات الحديثة التي أجرتها منظمة اليونسكو عام 2007 أن التربية الجنسية للطفل تساهم بشكل كبير في تأخير ظهور السلوك الجنسي الغير سوي لديه، وتحليه بالمسؤولية، وﻻ يقصد بذلك التثقيف الجنسي اﻹباحية مطلقاً، بل تهذيب سلوكيات الطفل الجنسية.
● المشاهد الجنسية في وسائل الإعلام والإنترنت
فعندما تغيب رقابة اﻷهل عن اﻷطفال فيما يشاهدونه على اﻻنترنت أو التلفاز مع غياب تهذيب سلوكياتهم الجنسية سواء في المدرسة أو المنزل، يصبح اﻹعلام هو المصدر الذي يستمد منه اﻷطفال والمراهقون معظم معلوماتهم التي يبحثون عنها وغالباً ماتكون مضللة وغير مناسبة لسنهم وعقليتهم.
● انعدام اﻵمن في بعض الأسر
نجد الطفل في بعض الحالات يتعرض للإهمال والعنف من قبل الوالدين أنفسهم، أو العنف بين الزوجين أيضاً فهذا يؤثر بالسلب على سلوك الطفل ويوجهه الى سلوكيات غير سوية بشكل كبير نتيجة اﻹيذاء البدني والجنسي الذي تعرض له.
● رد فعل الوالدين عند اكتشاف سلوك الطفل
أحياناً يتجه اﻷطفال إلى استثارة الوالدين باﻷمور التي يكرهونها ويظهرون فيها عدم ارتياح عند رؤية سلوكيات أطفالهم الجنسية، لمجرد نيل اﻻهتمام والحصول على رد الفعل المرغوب فيه من الوالدين، وتلك الفئة من اﻷطفال هي الفئة العنيدة التي تريد الحصول على ما ترغبه بأي شكل وإن وصل اﻷمر ﻹزعاج الوالدين باﻷفعال المكروهه.
● الظروف المحيطة بالطفل
عند تغير اﻷشخاص الذين يعتنون بالطفل، أو ميلاد طفل جديد في اﻷسرة، وكذلك انفتاح اﻷسرة ودرجة تقبلهم لتلك السلوكيات من اﻷطفال، فاﻷطفال المقيمين في أسر يسودها الانفتاح أكثر إظهارا لتلك السلوكيات من غيرهم.
● تعرض الطفل للاعتداء الجنسي
الاعتداء الجنسي سبب قوي في إظهار الطفل سلوكيات سيئة جداً، وﻻ تكون تلك السلوكيات غريزة حقيقية إنما يقوم بقا الطفل مقلداً أو مجبراً، ويعد الاعتداء الجنسي السبب اﻷكثر شيوعًا للأطفال الذين تظهر منهم تلك اﻷفعال، إلا أن هناك أطفال يعرضوا لتلك الإيذاءات وﻻ تنحرف سلوكياتهم وﻻ يأتون بسلوكيات جنسية شاذة، ودائماً ما يصاحب الاندفاع والعدوانية وضعف العلاقات مع العائلة والأصدقاء السلوكيات الجنسية للطفل.
■ كيفية التعرف على السلوكيات الجنسية غير السوية عند الأطفال
نستطيع أن نتعرف على تصرفات الطفل الجنسية السوية أو غير السوية عند تحديد عدة عوامل هامة؛ وهي:”سن الطفل، اﻷسرة، درجة تطوره، سلوك الوالدين وردود أفعالهما تجاه سلوكيات الطفل”.
●الطبيعي أن اﻷطفال من عمر سنتين إلى 9 سنوات يمرون بمرحلة Sexual interest، وهي المرحلة التي يزيد فيها إهتمام الطفل باكتشاف أعضائه التناسلية، ومعرفة الفرق بينه وبين النوع اﻷخر على حد السواء من ذكر أو أنثى، وتزيد في هذه المرحلة أسئلة الطفل مع زيادة ألعابهم الجنسية “Sexual games” مثل لعبة الطبيب والمريض، العريس والعروسة حيث يتاح للطفل استطلاع أجزاء الجسم المغطاه ولمسها من أجسام أقرانهم.
وتستمر تلك الحالة لدى الذكور فترة أطول من البنات، فغالباً ما تنتهي تلك السلوكيات لدى البنات بعد سن المدرسة “6” سنوات ويزيد حيائهن عكس الذكور.
● أما السلوك غير السوي لدى الطفل يتجسد في إبداء سلوكيات جنسية ﻻ تتناسب مع عمره، أو وجود علامات بأعضائه التناسلية تدل على تعرضه للتحرش الجنسي.
● الهوس بالحديث الدائم عن الجنس، واﻻستمرار في طرح اﻷسئلة، ولمس أعضائه والتجرد من ملابسه حتى بعد تعليمه أن هذا التصرف مرفوض.
مقالات ذات صلة
كيفية التعامل مع الطفل العنيد وأسباب العناد وعلاجها
كيف يتم التعامل مع اﻷطفال في مراحل نموهم وآلية التوجه والإرشاد السليم
الطفل أو الطفلة يحاول أن يختفي عن اﻷنظار عند ممارسة تلك السلوكيات، لذا يجب إتباع النصائح التالية للحفاظ على الأطفال من تطور تلك السلوكيات:
■ كيفية التعامل مع طفلك في تلك المرحلة
● تجنب مشاهدة أفلام أو مشاهد مخلة بالحياء أم الطفل على التلفاز أو اﻹنترنت.
● التأكد من عدم وجود إلتهابات لدى الطفل والتي تستدعي الحكة للمنطقة الملتهبة عن طريق سؤال الطفل بطريقة مبسطة وبهدوء هل يشعر بأي ألم في تلك المنطقة أو عرضه على الطبيب.
● يجب أن ينشغل الطفل باستمرار حتى ﻻ يختلي بنفسه وقطع تركيزه باستمرار بدون تعنيف في الكلام، وتوفير عدة أنشطة ليقوم بها وينشغل عن أي خلوة كقراءة قصة أو أنشطة يمارسها مع والديه، فيمكن لﻷم أن تجعله يشاركها المطبخ وإعداد السفرة، أن يتحدثا سويا ويكونا صديقين حميمين دائماً.
ً●ﻻبد أن يستعد الوالدان لتلقي أي أسئلة في أي وقت من أطفالهم وإشعارهم بذلك وإشباع فضولهم، ولكن دون تفاصيل مثيرة لمزيد من الفضول، ويجب الربط لدى الطفل دائماً بتلك المناطق الحساسة وبين النظافة وأن المؤمن نظيف ورائحته طيبة، والفتاة المسلمة نظيفة وجميلة ويجب أن تواظب على نظافة جسمها.
● يجب تعليم الطفل النظافة أوﻻ بأول وضرورة غسل اليدين جيداً بالماء والصابون عقب دخولة الحمام أو لمس تلك اﻷجزاء بأي شكل، وتعليمه خصوصية هذه اﻷماكن في جسم الإنسان.
● كثرة اﻷوامر تسبب الملل للطفل، فينبغي أن يتعامل الوالدان بشكل حكيم وأن يتقربا للطفل ويحاولان أن يناقشاه دون حدة أو تعنيف في الكﻻم، في البجاية ﻻبد من اقناع الطفل وتعليمه والعقاب يأتي ﻻحقا.
● الحث على ممارسة الرياضة أو تنمية الهوايات الملحوظة التي يمتلكها الطفل، وتعويد الطفل على ترتيب غرفته بنفسه ومكافأته على تلك اﻷعمال.
● المواظبة على تحفيظ الطفل القرآن الكريم وسرد قصص اﻷنبياء والسيرة النبوية أمامه باستمرار لتنمية روح الدين داخله وربطه بالمعاني السامية وتنميه مكارم اﻷخلاق لديه.
وختاماً أعزائنا القراء يجب أن يمتلك اﻵباء واﻷمهات المرونة الكافية في التعامل مع الطفل واحتواء ما يبدر منه من تصرفات وسلوكيات سوية أو غير سوية، ومعالجتها بهدوء وكثرة إطﻻع الوالدين لاكتسابهم الخبرة اللازمة للتعامل في تلك المواقف، مع التحلي بالحكمة والتقبل للأمور لأن الطفل يشعر بقلق الوالدين وتوترهم وهذا الشهور يؤثر عليه بالسلب.
موقع مجلة سحر الحياة
مقال في غاية الأهمية
نرجو أن يكون قد نال اعجاب سيادتكم. .وقدر يفيدكم بمعلومات قوية وهامة لتلك المشكلة