بقلم/إسراء أحمد
فتاة مثل قطرة الندى الطاهرة، التى تسقط في الصباح الباكر؛ لتغسل الزرع من أى ذنب ارتكبه فى الليل كالح السواد، فتزيده نضرة وجمالا، كوردة فى الربيع تتفتح يوم بعد يوم،وكل يوم تزداد أنوثة، أنثى لا تعرف فى الحياة سوى ربها، أهلها، علمها، فتاة كالعذراء، ولكنها لم تحتفظ بذلك كثيرا.
بجانب كل ذلك ، هى أنثى ، وفتاة ، مثل البقية، تريد فارس أحلامها، وتحلم به كل ليلة فى إطار علاقتها بربها، تريد أن يأتيها على حصان أبيض، ويخطفها بين أحضانه؛ لتشعر بدفء الحب ولو للحظة من الزمن، إنها عاشقة لزمن الفن الجميل، وكأنها تعيش في كوكب آخر، لا تعرف عن مجتمع المهرجانات شيئا، لم تكن تعلم أن نوعية الفرسان بدأت في الإنقراض، وأن الدارج نوعية الذئاب، والبعض من الفرسان لا أنكر ذلك، فى مجتمع أجبرونا على تسميته بالغابة.
كانت لا تحب السوشيال ميديا، وكل هذه التفاهات كما كانت تسميها، ولكن اختلاطها، ومعرفتها بالفتيات، وكثرة حديثهم عن السوشيال ميديا، بدأ شعور الرغبة والتطفل يجتاحها؛ لتدخل فى عالم لا نهاية ولا حد له، عالم كالحرب تماما إذا لم تستطع حماية نفسك بأسلحتك حتما ستموت.
طلبت من إحدى صديقاتها عمل صفحة لها على الفيسبوك، وبدأت تعرف كل شئ عن عالم الفيسبوك، وخاضت فيه، واعتبرته عالمها الخاص، وأسرتها الثانية، بل بعد ذلك اعتبرته أسرتها الأولى، ياللهول العذراء بدأت تنسى ربها بسبب عالم التفاهات كما كانت تسميه!
قطرة الندى بدأت تتلوث في عالم النفاق؛ لأنها لا تمتلك الأسلحة الكافية، وكذلك سذاجتها ، وبراءتها، ونسيت بالفعل أن كل هذا ليس إلا بتفاهات.
بدأ يدخل لها شاب أنيق وسيم، يظهر لها الإعجاب بشخصيتها، وكلامها في تعليق ما، ومن هنا نبدأ أول خطوة من خطوات الكارثة.
رسم لها أحلام، وأوهام، طريق مملوء بالورود، وبدأت تتقبل بشغف، بل أيضا تظل منتظراه، كالطفل اليتيم الذي فقد والديه، ومازال على أمل أن يعودوا، ومن شدة سذاجتها اقتنعت، وأيقنت بكل ما يقول، ولا تشك فى صدقه لحظة واحدة، كأنه إله أمرها بالعبودية، يالها من قطرة تلوثت من عالم ملئ بالكذب، والخداع، وكثرة الأقنعة، لا أعرف ماذا بها، لتتحول هكذا؛ ولكن الواضح أنها أحببته، كحب روميو لجوليت ، لا يفرقه إلا الموت، ولكن أين هو؟ إنه ذئب يختفى وراء الشاشة.
يطلب منها، وهى تنفذ، دخل فى مرحلة الوعود الكاذبة، أنها كل ما يملك، ويعشقها إلى حد أنها لو تركته سوف يموت، ونسيت الفريسة أن لا أحد يموت من أجل أحد، وهى زوجته ، وحياته المستقبلية، ومن دونها لن تكتمل الحياة،والعاشقة الولهانة تتمسك أكثر وأكثر، ويزداد حبها يوم بعد يوم، إنها الفريسة يا سادة.
فى ليلة ما، طلب أن تفتح له الكاميرا؛ ليرى ملامح زوجته المستقبلية، الذى طالما حلم بها، وتمناها، شئ ما لا تعرف ما هو منعها مرارا وتكرارا، ولكنها فى نهاية الأمر تقبلت الأمر، ولما لا فهو سيكون حياتها القادمة، ولا داعى أن تغضبه منها، فهى تتمنى لو تسعده طوال العمر، مع كثرة إلحاحه، بدأت تتقبل الفكرة، وفتحت الكاميرا، وبدأت الأقنعة تسقط؛ لنرى الوجوه على حقيقتها،وتحدث الكارثة ، لقد تحول فارس الأحلام إلى ذئب في نظراته، شهواته، لا يراها سوى فريسة يلتهمها من خلف الشاشة، وبدأت اللقاءات من خلف الشاشة مرة فى الثانية، ينتظر فرصة واحدة ويجردها من حيائها؛ لتركع له ،وتصبح عابدة له وقت ما يريد، ومتى يشاء.
بالفعل حدثت الكارثة، أحببته المغفلة ، الساذجة، إلى حد أنها تجردت بالفعل من حيائها، بل من كل ما تملك، أمام ذئب لا يرى سوى شهواته الدنيئة، لقد سلب منها جميع ما تملك من خلف شاشة صغيرة، ومن شدة ندالته، أصبح يساومها، لتخضع له يوميا، ليشبع رغباته، وشهواته ،رغما عنها، ظهر الفارس على حقيقته، وتجرد من إنسانيته؛ لتعرف أنه وحش همجى لا يعرف للحب طريق، أصبحت مجرد دمية يحركها، ويؤمر ، وينهى، وقت ما يريد، وفى نهاية الأمر يصفها بالعاهرة.
إقرأ أيضا
العذراء النقية، أصبحت عاهرة بواسطة ذئب بشرى، وأخاف أن أصفه بالذئب، فمن المحتمل أن أظلم الذئب لوصفه ببشر مثل هكذا.
إنها قصة من واقع، قد تكون هناك فريسة يوميا، وأتمنى أن أخطأ في ذلك، ضحايا لا يجدون المفر من تلك الكارثة سوى الاستمرار فيها، الفريسة أيضا جانى ومجني عليها فى نفس الوقت ، لا أنكر ذلك، باسم الحب الزائف، فهى من جنت على نفسها؛ لتصبح من طاهرة إلى عاهرة مدنسه بنظرات تلك الذئب.
كارثة بكل المقاييس يجب حلها بأقصى سرعة، الرقابة ثم الرقابة من الأهل، انتبهوا يا سادة، بناتكم ضحايا فى عالم النفاق، تفرغوا لهم، أعطهوهن اهتماما، لا تجعلهن يفقدونكم ويذهبون إلى أحضان غيركم؛ ليجدوا الحنان هناك، علموهم أن الحب رجل يخاف الله فى محبوبته وكفى.