أدم وحواءعاممقالات

وريقات أربعينية ” قسمة ونصيب”


وريقات أربعينية " قسمة ونصيب"



بقلم د.غاده الدجوي

أعزائي قبل أن ابدأ وريقتي السابعة عشر اليوم أود أن أجب عن تساؤل جائني من بعض زملائي… لماذا تتأخرين ما بين وريقة و أخري؟

أنا لا أود التأخير، و لكني لا أكتب مؤلفات و لكنها أحداث واقعية من حياتي أشعر بها و أفكر في رد فعلي تجاه الموقف سابقا و حاليا بعد الأربعين… و يبدو أن الفترة القادمة ستكون مليئة بالانفعالات لأنني حقا في مرحلة غريبة و أعتقد أن حتي المرحلة الأربعين تنقسم إلي نصفين الي ماقبل الخامسة و الأربعين و ما بعدها …
و اليوم وريقتي محملة بالعديد من المشاعر المتكاملة و المتناقضة و البسيطة السهلة المعقدة ،،،، غريبة جدااااا


وريقات أربعينية " قسمة ونصيب"




وريقتي بعنوان ” قسمة و نصيب” و عندما نسمع هذه الجملة البسيطة يتجه تفكيرنا إلي الزواج ، نعم إنه جزء من القسمة و النصيب لكن هناك أشياء أخري مهمة أيضا، بلقاء الأشخاص في حياتك و الطريقة الراقية التي تفرض نفسها في المعاملات ” قسمة و نصيب” و لهذا مهم جدا بالنسبة لي أن أحكي لكم عن تحولات فنية في حياتي ، ففي هذا الأسبوع أشارك في 
دراسة و تدريب خاص بمسمى بالنسبة لي كان غير مفهوم وهو ” مسرح المقهورين” نعم الجملة صحيحة ، و كيف أن الحياة بها مقهورين مستسلمين و مقهورين ربما لا يعلموا أنهم مقهورين و كيف من خلال هذه التقنية الفنية أن نكون فاعلين في حياتنا و ليس المفعول به و بدأ عقلي يفكر في مواقف كثيرة مرت بحياتي و حياة من حولي و ماذا كان دورهم في قصتهم أو حتي دورهم في حياتي و هل كان التدخل اذا كان هناك تدخل إيجابي أم سلبي؛ و أمس طوال الطريق أصبحت أراقب من حولي لمحاولة خائبة لاكتشف هل هم مقهورين أم لا ؟
الجميل انني بدأت اتحول للتفكير في نفسي وأسأل هل كنت مقهورة يوما ما؟و مازلت أفكر ؛ و كالعادة تتدخل متغيرات في يومي و تجعله جميلا و تجعل تساؤل جديد فتحول التساؤل من القهر الي الفرحة ، و من هنا يظهر مصطفي و منير شخصيات جديدة في حياتي زملائي في المسار الفني لا أعلم عنهم الكثير و لكنهم يملأون القاعه فرحة بهجة و تفكير عميق و ردود أفعال غير متوقعة و مساعدة و مساندة سواء بصورتهم الفردية أو عندما يجتمعان في مشهد فيكون فوق العادة و حضورهم يوفر مساحة من الأمان الغير مبرر في المكان… أتدرون لماذا أحكي عنهم! 
حتي تبحثون في من حولكم و تروا ما بداخلهم و كيف أنهم يملأون فراغات عديدة علب كل المستويات التي يمكن أن تغير في حياتنا أو تعوض جزء مفقود في حياتنا دون أن ندري،،،
و اليوم تحديدا جمعي بهم موقفين مهمين جدااااا ، موقف درامي و موقف حقيقي :
الموقف الدرامي و كان في خلال اليوم التدريبي و تمثيل مشهد عن القهر و كانوا هم من يمارسون القوة و القهر علي الأخرين و لم أقنع للحظة بتمثيلهم رغم أنهم كانوا رائعين و لكني دوما كنت أري قلوبهم و ليس أفعالهم… نعم لا تحكموا علي الناس من أفعال ربما خلفها مغزى ، اكتشفوا المعاني و المعادن من المشاعر و القلوب.
أما المشهد الحقيقي، هو مشهد نراه في الأفلام … طلب منا مصطفي أنه يريد مفاجأة خطيبته بحبه لها و كأنها رغم خطبته الرسمية يريد أن يخطبها أمام العالم و تحت السماء بدون قيود، و قد جهز صحبة ورد و أحد الأصدقاء حضر ” بالدف الموسيقي ” و جهزوا الكاميرا و حمل منير لوحة جلدية تحمل صور مصطفي و سارة و طلبه للزواج منها و وقفنا جميعا حسب الخطة الموضوعة في أحد ممرات وسط البلد لنبدأ بالغناء عند ظهورهم المفاجيء لسارة و العزف و ظهور منير باللوحة و جلس مصطفى علي ركبته بصحبة الورد و طلب الزواج ..،، 
مشهد لا يوصف ولا أعلم بماذا شعروا ، و الجميل أن الصحبة متنوعة من حيث المولد من القاهرة و أسيوط و أسوان و القليوبية و لبنان و المنصورة. .


 و لكن الفرحة و المشاركة كانت و كأنها خيوط من السماء تحركنا بخفة و حب و ما شعرت أنا به هو الإمتنان بالحب و التعبير عنه.. تمنيت أن يري العالم كله هذا المشهد المليء بالمشاعر و الخالي من أي تفاصيل مجهدة لأي طرف، و أي مظاهر فارغة كاذبة، وما أجمل مشاعر سارة و مصطفي و فرحتهم بوجودهم في هذا المشهد الحقيقي الخالي من أي تزييف. …
الفكرة التي أود نناقشها هنا، انظروا من نافذة قلوبكم الي حياتكم و ابحثوا عن المشاهد الحقيقية و المشاهد الدرامية في حياتكم .. و حددوا موقعكم فيها، و فكروا هل أنتم فاعلون أم مفعول به و ماذا يجب عليكم أن تفعلوا.!

و أتمني أن تجدوا الطريقة التي تعبرون فيها عن مشاعركم الحقيقة لمن حولكم بكل بساطة و بدون خجل…

أما أنا فعندما سأشاهد مشهد سينمائي مشابه لمشهد سارة و مصطفي فستحيا ذكري المشهد الحقيقي الذي شاركت فيه و سأراهم دوما البطل و البطلة، فكروا و كونوا حقا البطل أو البطلة الحقيقين في حياتكم كما علمتنا داليا و ايضا فكروا في معني القسمة و النصيب في حياتكم لأنني رغم إجهادي اليوم لكن لم أستطيع ان انام الا بعد ان حكي لكم و معكم و بعد يومين هاحكي لكم اكتر، انتظروني.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock