بقلم هبة سلطان
موليير هو كاتب وممثل مسرحي ، ولد فى باريس عام ١٦٢٢، يعتبر من مؤسسي فن الكوميديا فى المسرح الأوروبي، وقد تأثر في بعض أعماله بكوميديا المسرح اليوناني، قام بتمثيل ٩٥ مسرحية منها حوالي ٣١ من أعماله الكتابية، امتازت كتاباته بالسخرية من أحوال المجتمع، وظهرت براعته في كتابة الشخصيات وكيفية إخراج المواقف الكوميدية منها، أسمه الحقيقي جان باتيست بوكلان الملقب بموليير.
مسرحية مريض الوهم
كتب موليير مسرحية مريض الوهم، وتعتبر آخر أعماله المسرحية والكتابية، فقد صور موليير بطل المسرحية أرغان بأنه يتوهم المرض وهو سليم لا يعاني من مرض، ويتصف الأنانية والبخل، ويحاول إجبار ابنته الوحيدة على الزواج من طبيب يدعي العلم، فى نفس الوقت الذى كانت تحب ابنته شاب وسيم وتريد الزواج منه، إلا أن الأب هدد ابنته بحرمانها من الثروة وكتاباته بإسم زوجته (زوجة أبيها)
لأنها تحبه أكثر من ابنته، ويحاول الأب تزويج ابنته من الطبيب فى أحد الأديرة لإبعادها عن حبيبها، وجاءت كل المحاولات لإقناع الأب بزواج ابنته ممن تحب بالفشل، فما كان من خادمته إلا أنها اخترعت فكرة وهي إقناعه بشدة المرض
وادعاء الموت لمعرفة من تحبه أكثر الابنة أو الزوجة، وعند سماع خبر وفاته لم تتأثر الزوجة ، وحزنت الابنة على أبيها، فقام بتزويجها ممن تحب.
مريض الوهم والملك لير
مريض الوهم مسرحية تناولت الفكرة بأسلوب كوميدي وأن جاء تصنيفها على أنها كوميديا سوداء ، أما الملك لير فهى مسرحية شكسبير تناولت نفس الفكرة لكن بأسلوب تراجيدي للملك لير الذي يريد توزيع ثروته على بناته الثلاثة ،فمن تحبه أكثر تاخذ من الثروة نصيب الأسد، فالكل يدعي حبه ما عدا الابنة الصغرى التي تتحداه فى زواجها ممن تحب، ويحرمها من الثروة لصالح أخواتها، لكن عندما يشتد به المرض في ابنته الصغرى هى من تقوم برعايته ، بعد رفض أخواتها لرعايته، وهنا تكمن مشكلة الإبداع الذي لا يقتصر على الفكرة بل على كيفية التناول.
لغز وفاة موليير مريض الوهم
قدم موليير دور المريض على خشبة المسرح، وتأثر بالدور تأثرا شديدا، بعض المصادر تقول أنه وقع ميتا فى مشهد وفاة بطل الرواية، ومصادر أخرى تقول أنه أقدم على الانتحار بعد عرض المسرحية بساعتين، فى النهاية تظل وفاة موليير لغز لم يستطع أحد تفسيره.
