بقلم : نشوي محمد مظهر
اخصائية الإرشاد الأسري والتربوي
التحرش الجنسي للاطفال من اخطر الظواهر التي ظهرت في مجتمعنا مؤخرا و بقينا بنسمع كتير عن حوادث التحرش وازاي الموضوع بقي مرعب لينا …
وبدأ المختصين يكونوا مجموعات من الاطفال ويجهزوا برامج تدريبيه بيتكلموا فيها ازاي الاطفال يحموا نفسهم وازاي تصرفوا لو تعرضوا للموقف ده ..
وده طبعا شيء ايجابي و صحي جدا
بس هتعملي ايه لو عرفتي اني ابنك متحرش؟؟
كثير من الامهات والاباء بيصابوا بالصدمه ودماغهم بتوقف عند ضرب الاطفال او حبسهم و اي وسيله عقاب تشفي غليلهم.
بس الحقيقه لازم يحصل غير كده خالص ..
– في البدايه:
لازم نبدأ نتكلم مع الطفل ونفهم سبب تصرفه ده ايه وايه اللي دافعوا لكده ونبدأ نسمعوا باهتمام ونحاول نساعدة يوصف احساسه بعد الموقف ده..
هل هو في حاله ندم ام فخر وثقه !!
و لازم اصلح المفاهيم دي في تفكيره..
يعني لو ندم لازم أكد علي ان ده شعور مناسب للموقف وان جرم كبير والقانون بيعاقب عليه .
و العكس تماما لو هيبقى متفاخر وشايف أن دي رجولة واثبات شخصيه لازم افهمه و اوعيه انه ده اسهل طريقه ان يكون انسان ضعيف الشخصيه منبوذ من الجميع..
– اسباب تحرش الاطفال ببعضهم :
١- ذكر بعض الباحثين ان تحرش الاطفال ببعضهم ياتي من باب الفضول لاكتشاف اعضائهم وهذا يؤدي في بعض الظروف الى التحرش الجنسي دون عمد ويرى بعض المختصين ان هذه الظاهره طبيعيه تستدعي اهتمام ولي الامر واللي بيقوم بالتوجيه والتوعيه لهم حتى لا يتكرر ذلك.
٢- ان يكون الطفل قد تعرض للتحرش سابقا هذا يجعله يطبق ما تعرض له على غيره من الاقارب والاصدقاء وهنا يجب ان نتأكد من ذلك ونبدأ في تقديم الدعم والتوجيه والعلاج النفسي لهذا الطفل وان لا نهجر بفعله او نعنفة بل علينا ان نكسب ثقتهم ونحافظ على خصوصيتهم حتى يسترد مشاعره الصحيه و حياته الطبيعيه مره اخرى.
٣- الفيديوهات و الافلام المصوره .
نري جميعا الان ما وصلنا اليه من انفتاح وجرأة في طرح محتويات الافلام المصوره وشملت فيديوهات و محتويات الاطفال مشاهد غير لائقه تبث رسائل ضارة لاطفالنا كمشاهد التدخين لطفل صغير او ظهور البطل الذي يقوم باي نوع من انواع التحرش بالبطله او يقوم بعلاقه غير شرعيه وينجو منها دون عقاب او ندم. فبالتالي الطفل او المراهق يأخذ لك قدوة له ولا يدرك غير التقليد الاعمى لهذه الشخصيه..
٤- غياب الاسره و كله الوعي الديني.
في الزمن الجميل كانت تجمعات الاسره شيء اساسي ومهم وكان ليها دور كبير ومؤثر في توعيه الابناء وتنشئتهم علي الاخلاق والقيم الدينيه وكان له اثر ايجابي وسبب رئيسي في عدم ظهور هذه السلوكيات سابقا…
بينما نحن الان مشغولين و بعيدين كل البعد عن اطفالنا وتربيتهم وتوعيتهم او حتى الاستعانه بمن يساعدوننا في ذلك وجاء ذلك مع غياب التوعيه الدينيه وعدم حصول الاطفال على ما يلزمهم من الثقافه الدينيه سواء في المنزل او المدرسه او دور العباده ..
كما نلاحظ انه ليس هناك برامج تخاطب الاطفال وتقوم بمناقشة امور دينهم وتبسيطها لهم فكان سلوك كالتحرش مثلا يحدث الان دون الشعور بالذنب او الخوف من العقاب.
– كيف اعرف ان ابني متحرش ؟ :
١- السلوك العنيف بشكل عام او العكس الاتطواء ايضا شكل عام.
٢- عدم قدرته على بناء علاقات قريبه او صداقات ممتدة لزمن اطول .
٣- التفكير الكثير والسرحان بشكل دائم وعند سؤاله يرتبك ويرفض الحديث معكي.
٤- دفاعه عن المتحرش و القاء اللوم علي الضحيه وعدم تعاطفه معه.
٥- تفضيل الجلوس بمفرده دائماً او مع اطفال معينين .
– كيف اساعده واحميه من ممارسة هذا السلوك؟ :
١- الانتباه الى الشخصيات المؤثره في حياته ( القدوة ) وتصرفاتهم وابعاده عنهم ان كانوا ذو صفات سيئه.
٢- عدم ممارسه اي نوع من انواع المداعبه بين الوالدين امام الاطفال.
٣- عدم ترك الطفل بمفرده لفترات طويله دون معرفه ما يقوم بفعله او تركه مع طفل معين فترات طويله.
٤- الانتباه للمحتويات التي يشاهدها الطفل سواء محتويات اطفال او مواد اعلاميه للكبار.
٥- توعيته بخطوره هذا السلوك وكيف سيؤثر على صحته ونفسيته وعلاقته بالاخرين.
٦- الاقتراب منه والاستماع اليه جيدا والي مشكلاته
والمشاركه في حلها والاهتمام بمشاعرة دوماً.
٧- الاجابه على استفساراتهم بشكل مباشر دون الخجل
وباسلوب لائق مناسب لعقله وسنه.
٨- توضيح التحريم الديني لهذا السلوك وايضا القانوني .
– خطوات مهمه وسريعه لانقاذه :
١- اللجوء الى المساعده النفسيه للطفل ودعمة واعانتة على الخروج من هذه الدائره وذلك عن طريق المختص ( طبيب نفسي للاطفال )
٢- بيان مضاعفات ذلك على صحته وتوعيته وذلك عن طريق زياره طبيب مختص يقوم بهذه التوعيه واثارها.
٣- ان اوجد بداخله مشاعر تعاطف للضحايا و مدى تأثير ذلك في حياتهم ووضعه في الصوره ( تبادل الادوار )
٤- متابعته قدر الامكان واشغاله دائما ببعض المهارات والانشطه الرياضيه وابعاده عن اي صداقات سيئه.
٥- وضع قواعد وسبل عقاب في حاله عدم استجابته للحوار واصراره على الاستمرار في هذا السلوك .
واخيرا……
يجب عند البدء في حل ظاهره او مشكله ان نرجع للمتسبب بها اولا و نقوم بتقويمة وارشادة والقضاء على اسبابها ثم بعد ذلك نتجه لعلاج اثار المشكله…
اتمنى ان نبدأ جميعا بذلك وان نحتوى اطفالنا و نقترب منهم و أن نساعدهم ان يكونوا اشخاص اسوياء يفتخر بهم المجتمع.
وتجني انت ثماراً طيبه بحسن اخلاقهم وتربيتهم ..
تحياتي لكم جميعاً
نشوي محمد مظهر
اخصائية الإرشاد الأسري والتربوي