كتبت
علا السنجري
الظاهرة كثيراً ما تشير إلى حدث غير عادي، في الاستخدام العلمي، الظاهرة هي أي حدث يمكن ملاحظته و مراقبته و رصده، هناك بعض الأشخاص يعتبروا ظاهرة مؤثرة تحتاج للرصد و المتابعة ، قد نتفق أو نختلف معها ، لكنهم مميزون
أبو السعود الإبياري الكاتب لقّب بـ”أستاذ الكوميديا”، و”جوكر الأفلام”، و”منجم الذهب”.
البداية في الصغر الشاعر الكبير بديع خيري كان يقرأ زجلاً كتبه طفل لم يتجاوز التسع سنوات ، بخبرته تيقن أنه أمام موهبة متفردة . إتصل بديع خيري بالزجال الصغير ، و يستقبله كما يليق بموهوب فعلاً، ليبشره بمستقبل مشرق ونجاح عظيم.
صدقت نبوءة خيري؛ فبعد سنوات ليست بالطويلة أصبح هذا الطفل نجماً في مجال الكتابة حيث قدم لفن السينما والمسرح بغزارة استثنائية.
لا ي.جج فيلماً كوميدياً قديماً إلا وكان من تأليف أبو السعود سواء كان هذا الفيلم لمحمد فوزي أو فريد الأطرش أو إسماعيل ياسين، أو غيرهم.
أبو السعود كتب ما يزيد عن الـ500 فيلم، أي ما يعادل 17% من مجمل إنتاج السينما المصرية.
أبو السعود يعتبر من الأشخاص الذين استطاعوا أن يجمعوا بين الغزارة والجودة الفنية، وأبرز دليل على ذلك أن الشخوص التي خلقها لا تزال حاضرة حتى اليوم بآفهياتها الشهيرة التى لا نكف عن ترديدها حتى اليوم.
أبو السعود الأبياري مونولوجه الأول تحت عنوان “بورية من الستات” غناء سيد سليمان يعد بمثابة نقطة الانطلاق الأولى.
بديعة مصابني استمعت إلى المونولوج سعت لتقديمه في الكازينو الخاص بها ، وهناك قابل إسماعيل ياسين .
أبو السعود الإبياري قدم مع إسماعيل ياسين عشرات المنولوجات والاسكتشات الفكاهية بكازينو بديعة، وأسسا فرقة التمثيل التي عرضت عشرات العروض المسرحية سواء كانت روايات عالمية تم تمصيرها أو أعمال مؤلفة.
أبو السعود كتب مسرحية بعنوان “99 مقلب” وعرض على بديعة أن تقدم فقرتها ضمن أحداث الرواية لتتحول الفرقة إلى فرقة استعراضية مسرحية.
حققت تلك الرواية نجاحاً مذهلاً لدرجة أغضبت بديعة مصابني ودفعتها لطرد أبو السعود وإسماعيل ياسين، والسبب كما قاله إسماعيل ياسين ، بأن رواد الكازينو انصرفوا عن العروض والطعام واندمجوا مع العرض مما أدى إلى خسائر فادحة في الإيرادات.
هذا الطرد كان سبباً مباشراً لأن يتجه إلى السينما برفقة صديقه ليبدأ صفحة جديدة .
أبو السعود في عام 1943م، اتجه إلى مكتب المنتجة والممثلة آسيا داغر، اللبنانية الأصل، طالباً منها أن تتيح له فرصة كتابة فيلم سينمائي. غير أن المنتجة اندهشت من طلبه، فهو كاتب مسرحي وزجال ولم يكتب السيناريو أو الحوار من قبل. ولكنها لم ترفض، بل قالت: “اكتب ودعنا نقرأ ونحكم”.
كتب أبو السعود أول أفلامه السينمائية بعنوان “لو كنت غني”، ونال إعجاب آسيا وقررت إنتاجه على الفور، ليخرج إلى النور في العام نفسه، ببطولة بشارة واكيم وحسين الجزاريلي وإخراج هنري بركات
بعد ثورة الضباط الأحرار انطلقت مؤسسات عدة في الدولة لدعم الجيش، وكان لصُناع الفن النصيب الأكبر، ومنهم أبو السعود الذي طُلب منه أن يكتب أفلاماً تحث المواطن على التجنيد وتحببه بالخدمة بالجيش، فكتب سلسلة إسماعيل ياسين/ العسكري رجب الذي خدم في شتي مجالات الجيش. ولم يتقاضى عن هذه الأفلام أي أجر.
أبو السعود في عز مجده السينمائي لم ينس حبه وشغفه بالمسرح ، فأسس مع صديقه إسماعيل ياسين فرقة مسرحية عام 1954م ، لإحياء هذا الفن الذي تأثر بصعود السينما وهيمنتها على الساحة الفنية.
أبو السعود كتب ما يتجاوزالـ60مسرحية ، مسرحيات مقتبسة من نصوص عالمية مثل أعمال موليير: الشيخ متلوف، والنساء العالمات، ومدرسة الأزواج، وقسم للمسرحيات التي ألفها، ومنها: ليلة الدخلة، وغلط في الحساب، ووش تعب، والمرأة دائماً.
أبو السعود كتب الكثير من الأغاني التي لا يمكن حصرها بسهولة، وإن رجح بعض الباحثين أنها تتجاوز الـ300 أغنية بالإضافة إلى أغاني الأفلام.
بعض هذه الأغاني مثل: يا نجف بنور، والحب له أيام، ويا عوازل فلفلوا، والبوسطجية اشتكوا.
ابو السعود الإبياري عمل بالصحافة فى الخمسينات ، فكان بيكتب بمجلة “الكواكب” اسبوعياً ومجلة “اهل الفن” .
توفى الكاتب ابو السعود الإبياري فى 17 مارس 1969.