بقلم / غادة عبدالله
” ألكسندر غراهام بيل “عالم مشهور ومهندس ومخترع ومبتكر سكوتلاندي المولد، ينسب إليه تسجيل أول براءة هاتف فعال وإنشاء شركة التيليفون والتلغراف الأمريكية.
شارك والدُ وجدُ وأخو بيل كلهم في العمل في مجال الحديث والفصاحة وكانت والدته وزوجته صماوتين، ما أثر على عمل حياته تأثيرا بالغا.
وبحثه في السمع والحديث دفعه إلى تجريب أجهزة سمعية، ما أدى إلى حصوله على أول براءة أميركية عن جهاز الهاتف عام 1876.
-ولكنه اعتبر الهاتف متدخلا على عمله الحقيقي كعالم ورفض أن يكون له هاتفا في مكتبه.
العديد من الاختراعات الأخرى كانت ملحوظة في حياة بيل، بما في ذلك عمله الرائد في مجال الاتصالات البصرية والقارب المحلق (الهايدروفويل) وعلم الطيران.
وعلى الرغم من أنه لم يكن من مؤسسي جمعية ناشيونال جيوغرافيك، إلا أنه كان ذا تأثير كبير على المجلة، حيث أصبح ثاني رئيس لها حيث خدم في الفترة من 7 كانون الثاني 1898 حتى 1903..
“يوصف بيل بأنه أحد أكثر الشخصيات تأثيرا في تاريخ البشرية”
نشأته وحياته:
وُلِد ألكسندر بيل في إدنبرة، اسكتلندا في 3 مارس 1847، كانت عائلته تقطن في منزل فى شارع شارلوت الجنوبي، ويوجد على باب المنزل نقشا حجريا في إشارة إلى مسقط رأس ألكسندر غراهام بيل.
كان لديه شقيقين: “ميلفيل جيمس بيل” (1845-1870) و”إدوارد تشارلز بيل” (1848-1867).
توفي شقيقيه من داء السل، كان والده “ألكسندر ميلفيل بيل” أستاذا جامعيا ووالدته تدعى “إليزا جريس”، على الرغم من أنه منذ ميلاده كان يدعى “ألكسندر”، إلا أنه في سن العاشرة توسّل إلى والده أن يكون له اسما أوسطا ينادى به على غرار شقيقيه.
في عيد ميلاده الحادي عشر، سمح له والده أن يعتمد الاسم الأوسط “غراهام”، الاسم الذي اختاره بسبب إعجابه بغراهام ألكسندر، وهو شخص كندي تعرّف إليه والده وأصبح صديقا للعائلة،كان الأقارب والأصدقاء يلقبونه باسم “أليك” وهو اللقب الذي استمر والده يناديه به إلى وقت لاحق.
أول اختراع:
عندما كان طفلا صغيرا، أبدى ألكسندر نزعة فضولية لاكتشاف كل شيء يحيط به في العالم الخارجي من حوله، مما أدى إلى جمعه للعينات النباتية وكذلك إجراء التجارب على الرغم من سنه المبكر.
كان صديقه الحميم يدعى “بين هيردمان” وهو أحد أبناء أسرة مجاورة لهم تمتلك طاحونة لصنع الدقيق وكانت تلك إحدى المشروعات الرائجة في ذلك الوقت، تساءل بيل الصغير عن كيفية عمل الطاحونة.
قيل له أن القمح يتم طحنه من خلال عملية شاقة، عندما بلغ بيل الثانية عشرة من عمره، صنع آلة باستخدام أدوات منزلية تكونت من مضارب دوّارة ومجموعة من المسامير، وبذلك ابتكر آلة بسيطة لطحن القمح تم تشغيلها واستخدامها لفترة استمرت عدة سنوات. في المقابل منح “جون هيردمان” الفتيان فرصة لإدارة ورشة صغيرة تمكنهم من “الاختراع”.
منذ سنواته الأولى أبدى بيل طبيعة حساسة وموهبة في الفن والشعر والموسيقى بتشجيع من والدته.
أتقن العزف على البيانو بلا أي تدريب رسمي وأصبح عازف البيانو للأسرة. على الرغم من طبيعته الهادئة، نجح في التقليد و”الحِيَل الصوتية” المرتبطة بالتكلم البطني حيث كان يقوم بتسلية ضيوف الأسرة خلال زيارتهم في بعض المناسبات.
-تأثر بيل كثيرا بصمم والدته التدريجي (بدأت بفقدان السمع عندما كان عمره 12 سنة)، وتعلم لغة الإشارة حتى يتمكن من مجالستها ومحاكاتها بصمت وكانت المناقشات تدور في منزل الأسرة، كما طوّر تقنية ليتحدث بنبرة واضحة ومباشرة إلى جبهة والدته حتى تتمكن من سماعه بشكل واضح نسبيا، اهتمام بيل بصمم والدته أدى به إلى دراسة علم الصوتيات.
أقرا أيضآ:
ارتبطت عائلته لفترة طويلة بتعليم الخطابة وفن الإلقاء:
جده “ألكسندر بيل” في لندن، وعمه في دبلن، ووالده في إدنبرة، عملوا جميعا في هذا المجال. نشر والده مجموعة متنوعة من الأعمال التي تخص هذا الموضوع وما زال العديد منها معروفا، على الأخص (The Standard Elocutionist) سنة 1860.
نُشِر العمل في إدنبرة سنة 1868، وظهر في 168 طبعة بريطانية وتم بيع أكثر من ربع مليون نسخة في الولايات المتحدة وحدها.
شرح والده في هذا البحث أساليبه في كيفية توجيه الصم-البكم (كما كان الاصطلاح آنذاك) للتعبير عن الكلمات وقراءة حركات شفاه الآخرين وفك شفرات المعاني.
قام الوالد بتعليم بيل وإخوته كتابة الحديث المرئي إلى جانب تحديد أي رمز والصوت المصاحب له. برع بيل في ذلك لدرجة أنه أصبح جزءا من العروض العامة لوالده وأذهل الجماهير بقدراته.
كان بإمكانه فك رموز الخطابات المرئية والقراءة بدقة لمساحات من الكتابة دون أي معرفة مسبقة بكيفية نطقها بكل لغة تقريبا، بما في ذلك اللاتينية والاسكتلندية الغيلية وحتى السنسكريتية.
مشواره التعليمى:
عندما كان طفلا صغيرا، تلقى بيل وإخوته تعليمهم المبكر في المنزل على يد والدهم، مع ذلك التحق في سن مبكرة بالمدرسة الثانوية الملكية (The Royal High School) في إدنبرة باسكتلندا وغادرها في سن الخامسة عشر، وبذلك أكمل أول أربعة مراحل فقط.
كان سجله المدرسي غير متفوق وتميز بكثرة الغياب والدرجات المتدنية.
كان اهتمامه الرئيسي في العلوم وخاصة علم الأحياء، في حين كان يعامل المواد الدراسية الأخرى بلا مبالاة، مما أثار استياء والده المتطلب، عقب تخرجه من المدرسة، سافر بيل إلى لندن ليعيش بصحبة جده “ألكسندر بيل”.
خلال السنة التي قضاها مع جده، تولَّد حبه للتعلم وأمضى ساعات طويلة من المناقشة الجدية والدراسة. بذل بيل الجَد جهودا كبيرة لتعليم تلميذه الشاب التحدث بوضوح وإقناع، وتلك هي السمات التي احتاجها تلميذه ليصبح هو الآخر معلما.
في سن السادسة عشر، حصل بيل على منصب “تلميذ-معلم” في الخطابة والموسيقى في أكاديمية ويسترن هاوس (Weston House Academy) في مدينة إلغين بإقليم موراي، اسكتلندا.
على الرغم من التحاقه كتلميذ لدراسة اللغتين اللاتينية واليونانية، إلا أنه كان يقوم بالتعليم مقابل وجبات طعام و10 جنيهات إسترلينية عن كل حصة.
في العام التالي التحق بجامعة إدنبرة وانضم لأخيه الأكبر ميلفيل الذي كان قد التحق هناك في السنة السابقة. في عام 1868 وبفترة وجيزة تسبق مغادرته إلى كندا مع عائلته، أكمل بيل امتحانات نهاية العام وتم قبوله في جامعة لندن.قام بيل بتأسيس معمله الخاص حول مسكنه في المنزل المتنقل بالقرب مما أسماه “مكان أحلامه”، وهو مكان كبير تحيط به الأشجار ويقع خلف المزرعة ويطل على النهر.
على الرغم من ضعف حالة بيل الصحية عند وصوله إلى كندا، إلا أنه استحب المناخ ومحيط إقامته مما ساعد على تحسن حالته الصحية بسرعة.
واصل بيل اهتمامه بدراسة الصوت البشري، وعندما اكتشف محمية (Six Nations Reserve) عبر النهر في مقاطعة أونونداجا (Onondaga) الريفية تعلم لغة الموهوك وترجم مفرداتها غير المكتوبة إلى رموز الخطاب المرئي. تم منح بيل لقب رئيس فخري تقديرا لعمله كما شارك باحتفال قام فيه بارتداء قبعة قبائل الموهوك ورقص رقصاتهم التقليدية. – قام بيل بإنشاء معمله بدأ في مواصلة إجراء تجاربه التي تستند إلى عمل هلمهولتز المتعلق بالكهرباء والصوت.
وقام بتصميم بيانو يمكن من خلال الكهرباء أن ينقل الموسيقى التي تصدر منه لمسافة بعيدة. عندما استقرت العائلة في الحياة الجديدة، وضع بيل ووالده خططا لممارسة مهنة التدريس في عام 1871، ورافق والده إلى مونتريال حيث عُرِض على ميلفيل وظيفة لتعليم نظامه الخاص بالكلام المرئي.
أقرا أيضآ:
الهاتف:
ألكسندر غراهام بيل يستخدم الهاتف في نيويورك للاتصال بشيكاغو (1892).
مقارنة بين الرسم التوضيحي للهاتف من مذكرات ألكسندر غراهام بيل ورسم إليشا غراي في طلب الإنذار لبراءة اختراع.
فبحلول عام 1874، دخل عمل بيل المبدئي على التلغراف الموسيقي في مرحلة التشكيل والتقدم مما أدى إلى تحقيقه نجاحا كبيرا من خلال عمله في مختبره الجديد في بوسطن (مكان مستأجر) وكذلك في منزل أسرته بكندا. على الرغم من عمل بيل في ذلك الصيف بمدينة برانتفورد، إلا أنه أجرى تجاربه على الفونوتوغراف (phonautograph) وهو جهاز يشبه القلم يستطيع رسم أشكال الموجات الصوتية على زجاج مدخن عن طريق تتبع اهتزازاتها.
فكّر بيل أنه ربما يكون من الممكن توليد تيارات كهربائية موجية مترددة تتوافق مع الموجات الصوتية، كما اعتقد بأن القصبة المعدنية المتعددة التي تم ضبطها لترددات مختلفة مثل القيثارة ستكون قادرة على تحويل التيارات المتموجة إلى صوت مرة أخرى. لكنه لم يمتلك نموذج عمل ليعرض جدوى هذه الأفكار.اتسعت حركة الرسائل التلغرافية بشكل سريع في عام 1874، وكما ورد على لسان رئيس شركة ويسترن يونيون “ويليام أورتون” أن ذلك أصبح يُعَد بمثابة “الجهاز العصبي للتجارة”.
تعاقد أورتون مع المخترعين توماس إديسون وإليشا غراي لإيجاد طريقة لإرسال رسائل متعددة من خلال التلغراف عبر كل خط من خطوط التلغراف لتجنب التكلفة العالية التي يتم إنفاقها على إنشاء خطوط جديدة.
عندما أشار بيل إلى جاردينر هوبارد وتوماس ساندرز بأنه يعمل على طريقة لإرسال نغمات صوت متعددة عبر سلك التلغراف مستخدما أداة متعددة القصبات، بدأ هذان الرجلان الثريان بتقديم الدعم المالي لتجارب بيل.
تعهد محامي هوبارد “أنتوني بولوك” بالأمور التي تتعلق ببراءة الاختراع.
في مارس 1875 قام بيل وبولوك بزيارة عالم الفيزياء المشهور جوزيف هنري الذي كان في ذلك الوقت مديرا لمؤسسة سميثسونيان، وطلبا منه إسداء النصيحة حول الجهاز الكهربائي متعدد القصبات الذي كان يأمل بيل في أنه قد ينقل صوت البشر عبر التلغراف.
جاء رد هنري بأن بيل يمتلك “بذرة اختراع عظيم”. عندما أخبره بيل بعدم امتلاكه المعرفة الكافية التي تمكنه من مواصلة تجاربه، رد عليه هنري قائلا: “احصل عليها!”.
كان ذلك الرد تشجيعا كبيرا لبيل للاستمرار في المحاولة، على الرغم من أنه لم يكن لديه المعدات اللازمة لمواصلة تجاربه، ولا القدرة على خلق نموذج عمل لأفكاره.
مع ذلك سنحت فرصة لبيل غيرت كل ذلك وهي مقابلته لـ”توماس واتسون”، وهو مصمم كهربائي وميكانيكي من ذوي الخبرة في متجر تشارلز ويليامز للآلات الكهربائية. من خلال الدعم المالي من قبل ساندرز وهوبارد، قام بيل بتعيين توماس واتسون مساعدا له، وبدأ الاثنان بإجراء التجارب حول إمكانية إرسال الرسائل عبر التلغراف الصوتي.
في 2 يونيو 1875، استطاع واتسون عن طريق الخطأ أن يلتقط إحدى القصبات وأمسك بيل بنهاية طرف السلك المستقبل واستطاع سماع النغمات التوافقية للقصبة التي من المحتمل أن تكون ضرورية لنقل الكلام.
استنتج بيل من ذلك أن قصبة واحدة أو عمود واحد فقط يُعَد ضروريا وليس العديد من القصبات.
أدى ذلك إلى الاعتقاد بأن هاتفا يعمل بالصوت على شكل عمود قائم تتوسطه قطعة متعارضة بإمكانه نقل صوت يشبه الرنين ولكن ليس كلاما واضحا. السباق إلى مكتب براءات الاختراع
كان يُعتقد أنه هو من اخترع الهاتف إلى أن اعترف مجلس الكونغرس الأمريكي رسمياً في عام 2002 أن المخترع الإيطالي أنطونيو ميوتشي هو المخترع الحقيقي للهاتف وذلك بعد مرور 113 عاماً على وفاته أي منذ عام 1889.
فقد اعترف مجلس النواب الأمريكي رسمياً في سنة 2002 بتاريخ 11 يونيو بأن ميوتشي أول مخترع لفكرة الهاتف في قرار المجلس رقم 269، وهذا يعني أن ألكسندر غراهام بيل فقط قام باختراع الهاتف بناءً على فكرة اختراع وجدها في نموذج من نماذج اختراعات أنطونيو ميوتشي . في عام 1875، قام بيل بتطوير جهاز التلغراف الصوتي وأعد طلبا للحصول على براءة اختراعه.
اتفق على تقاسم الأرباح من الولايات المتحدة مع المستثمرين جاردينر هوبارد وتوماس ساندرز، كما طلب بيل من أحد أصدقائه وهو السياسي الكندي “جورج براون” محاولة تسجيل براءة الاختراع في بريطانيا، فأصدر تعليمات لمحاميه بتقديم طلب للحصول على براءة الاختراع في الولايات المتحدة بعد أن يتلقى كلمة من بريطانيا.
(كانت بريطانيا تمنح براءات الاختراع للاكتشافات التي لم يسبق تسجيلها ضمن براءات الاختراع في أي دولة أخرى). سُجِّلت براءة اختراع بيل برقم 174,465 ومُنِحت له يوم 7 مارس 1876 من قبل مكتب براءات الاختراع في الولايات المتحدة. كانت براءة اختراع بيل تتعلق بـ”طريقة وجهاز لنقل الصوت أو غيره من النغمات تلغرافيا… من خلال التسبب بتموجات كهربائية تشبه في شكلها ذبذبات الهواء المرافقة للصوت أو غيره من النغمات.”
عاد بيل إلى بوسطن في نفس اليوم واستأنف عمله في اليوم التالي ورسم شكلا توضيحيا في مدونة مذكراته يماثل الرسم الذي جاء في طلب إنذار غراي لبراءة الاختراع. في 10 مارس 1876 أي بعد ثلاثة أيام من إصدار براءة اختراعه، نجح بيل في تشغيل هاتفه باستخدام جهاز إرسال سائل مشابه لتصميم غراي. تسبب الاهتزاز في طبلة الهاتف باهتزاز إبرة في المياه مما أدى إلى اختلاف المقاومة الكهربائية في الدائرة.
عندها ذكر بيل جملته الشهيرة “السيد واتسون – تعال إلى هنا – أريد أن أراك” في جهاز الإرسال السائل، واتسون الذي كان في نهاية الخط في غرفة مجاورة استمع إلى الكلمات بوضوح. على الرغم من أن بيل كان وما زال مُتهَما بسرقة الهاتف من غراي، إلا أن بيل استخدم تصميم الإرسال المائي الخاص بغراي بعد أن مُنِح بيل براءة الاختراع باعتباره فقط دليلا على مفهوم التجربة العلمية.
ليثبت رضاه الشخصي عن مفهوم أن “التعبير الكلامي” (كلمات بيل) يمكن أن ينتقل كهربائيا، بعد مارس 1876 ركز بيل على تحسين الهاتف الكهرومغناطيسي ولم يستخدم أبدا جهاز الإرسال المائي الخاص بغراي في العروض العامة أو الاستخدام التجاري. تطورات لاحقة لأختراع بيل
واصل بيل إجراء تجاربه في برانتفورد وقام بإحضار نموذج عملي لهاتفه.
في 3 أغسطس 1876 قام بيل بإرسال برقية مؤقتة تبين استعداده من مكتب التلغراف في مدينة برانت، أونتاريو التي تبعد خمسة أميال (8 كم) عن برانتفورد.
تجمع المشاهدون الفضوليون داخل المكتب كشهود، وقد سمعوا أصواتا خافتة في الرد. في الليلة التالية أدهش بيل الضيوف فضلا عن عائلته عندما تلقى رسالة من منزله في برانتفورد الذي يبعد أربعة أميال (6 كم) عبر الأسلاك المعلقة على طول خطوط وأسوار التلغراف والموضوعة خلال نفق.
هذه المرة سمع الضيوف في المنزل بوضوح قراءة وغناء أشخاص في برانتفورد. أثبتت تلك التجارب إمكانية عمل الهاتف بوضوح عبر المسافات البعيدة في 25 يناير 1915، أجرى بيل أول مكالمة هاتفية عبر القارة.
حيث اتصل بيل من مكتب شركة إيه تي آند تي (AT&T) في 15 شارع داي ستريت بمدينة نيويورك، وسمعه توماس واتسون في 333 شارع جرانت أفينيو بسان فرانسيسكو. ذكرت صحيفة نيويورك تايمز:“في 9 أكتوبر 1876، تحدث ألكسندر غراهام بيل إلى توماس إيه واتسون هاتفيا عبر سلك امتد مسافة ثلاثة كيلومترات بين كامبردج وبوسطن.
كانت تلك المكالمة السلكية الأولى على الإطلاق. وظُهر أمس (25 يناير 1915)، تحدث نفس الرجلين مع بعضها البعض هاتفيا عبر سلك امتد مسافة 3,400 كيلومتر بين نيويورك وسان فرانسيسكو. وكان الدكتور بيل، مخترع الهاتف المخضرم في نيويورك، في حين كان السيد واتسون، شريكه السابق على الجانب الآخر من القارة.
سمع الاثنان بعضهما البعض أكثر وضوحا مما كان عليه حديثهما لأول مرة قبل ثمانية وثلاثين عاما مضت.”
أقرا أيضآ:
حياته الأسرية:
ألكسندر غراهام بيل وزوجته مابيل جاردينر هوبارد وابنتيهما؛ إلسي (التي تجلس إلى يساره) وماريان (1885).
قصر Brodhead-Bell وهو محل إقامة أسرة بيل في واشنطن العاصمة للفترة (1882-1889).في 11 يوليو 1877 وبعد بضعة أيام من إنشاء شركة بيل للهواتف، تزوج بيل من مابيل هوبارد (1857-1923) في عقار هوبارد بكامبريدج، ماساتشوستس.
قدَّم بيل هدية زفاف إلى عروسه بتحويل 1,487 سهما من أصل 1,497 من أسهمه في شركة بيل للهواتف التي كان قد أنشأها حديثا.
بعد ذلك بوقت قصير، باشر العروسان بقضاء شهر عسل طويل لمدة عام في أوروبا. خلال تلك الرحلة أخذ بيل نموذجا مصنوعا يدويا من هاتفه معه، مما جعلها “إجازة عملية”. كانت الخطوبة قد بدأت قبل سنوات، ولكن ألكسندر انتظر حتى يؤمن نفسه ماديا بشكل أكبر قبل الزواج.
على الرغم من أن الهاتف بدا كأنه نجاحا “فوريا”، إلا أنه لم يكن في البداية مشروعا مربحا وكانت المحاضرات التي ألقاها بيل هي مصدر الدخل الرئيسي له حتى بعد عام 1897، في أونتاريو، كندا. انهالت التكريمات والتقديرات على بيل بأعداد متزايدة كما أصبح أشهر اختراع
له موجودا في كل مكان ونمت شهرته الشخصية.
تلقى بيل العديد من الدرجات الفخرية من الكليات والجامعات، لدرجة أن الطلبات كادت أن تصبح عبئا ثقيلا.
كما تلقى عشرات الجوائز الكبرى والميداليات وتكريمات أخرى خلال حياته. شملت تلك التكريمات معالم أثرية كالتماثيل سواء له أو للشكل الجديد من الاتصالات الذي اخترعه أي الهاتف، ولا سيما تمثال هاتف بيل الذي نُصِبَ على شرفه في حدائق ألكسندر غراهام بيل بمدينة برانتفورد، أونتاريو سنة 1917.هناك عددا كبيرا من مقتنيات بيل كرسائله ومراسلاته الشخصية ومذكراته وأوراق ووثائق أخرى تتواجد في كل من الولايات المتحدة لدى مكتبة الكونغرس بقسم المخطوطات تحت عنوان وثائق عائلية لألكسندر غراهام بيل، وفي معهد ألكسندر غراهام بيل، جامعة كيب بريتون بنوفا سكوشا، وتوجد مجموعة كبيرة منها متوفرة على شبكة الإنترنت يمكن الاطلاع عليها.
تم إنشاء عددا من المواقع التاريخية والعلامات الأخرى إحياءً لذكرى بيل في أمريكا الشمالية وأوروبا، بما في ذلك أول شركات للهاتف في الولايات المتحدة وكندا.
فيما يلي بعضا من المواقع الرئيسية:
الموقع التاريخي القومي لألكسندر غراهام بيل، برعاية متنزهات كندا، ويضم متحف ألكسندر غراهام بيل في قرية باديك بنوفا سكوشا على مقربة من عقار بيل “بيين بريج”.
الموقع التاريخي القومي لمنزل بيل، ويُعرَف أيضا باسم “منزل ميلفيل” (Melville House)، ويطل على برانتفورد، أونتاريو ونهر غراند، وكان منزل عائلة بيل الأول في أمريكا الشمالية.
أول مبنى شركة هواتف في كندا، “منزل هندرسون” (the Henderson Home)، نشأ سنة 1877 لشركة بيل للهواتف بكندا، والذي تم نقله بعناية عام 1969 إلى “عزبة بيل” التاريخية. تحتفظ جمعية عزبة بيل بكل من “منزل هندرسون” و”مبنى شركة بيل للهواتف” في برانتفورد، أونتاريو.
الحديقة التذكارية لألكسندر غراهام بيل، والتي تتميز بنصب نيوكلاسيكي واسع تم بناؤه سنة 1917 عن طريق الاكتتاب العام. ويُصَوِّر النصب بشكل نابض بالحياة قدرة الإنسان على تجاوز الكرة الأرضية من خلال الاتصالات عن بُعد.
متحف ألكسندر غراهام بيل (افتتح سنة 1956)، وهو جزء من “الموقع التاريخي القومي لألكسندر غراهام بيل”، اكتمل سنة 1978 في قرية باديك، نوفا سكوشا. تم التبرُّع بالعديد من القطع الأثرية في المتحف من قبل بنات بيل.
تميزت الذكرى السنوية المائة وخمسون لولادة بيل في عام 1997
بإصدار رويال بنك اوف سكوتلاند لعدد تذكاري خاص من الأوراق النقدية من فئة 1 جنيه إسترليني. حملت الزخرفة على ظهر الورقة النقدية صورة جانبية لوجه بيل مع توقيعه ورموز من حياته المهنية
مثل: مستخدمي الهاتف على مر العصور وشكل موجي للصوت ورسم تخطيطي لسماعة الهاتف وأشكال لهياكل هندسية وتصويرات للغة الإشارة والأبجدية الصوتية والأوز التي ساعدته على فهم التحليق والخراف التي قام بدراستها لفهم علم الوراثة.
بالإضافة إلى ذلك، قامت الحكومة الكندية بتكريم بيل في عام 1997 من خلال إصدار عملة ذهبية بقيمة 100 دولار كندي أيضا احتفالا بالذكرى السنوية المائة وخمسون لولادته، وتم إصدار دولار فضي في عام 2009 احتفالا بالذكرى السنوية المائة لرحلات الطيران في كندا. وكان قد تم تنفيذ الرحلة الأولى بالطائرة تحت إشراف ووصاية الدكتور بيل، وسُمِّيَت طائرة سيلفر دارت.
تم إدراج صورة بيل واختراعاته العديدة على النقود الورقية والعملات المعدنية والطوابع البريدية في العديد من البلدان حول العالم لعشرات السنين.
نال اسم بيل شهرة كبيرة وما زال يُستَخدم كجزء من أسماء عشرات المعاهد التعليمية والشركات والشوارع والأماكن في جميع أنحاء العالم.
كما تم تصنيف ألكسندر غراهام بيل في المرتبة الـ57 ضمن قائمة أعظم 100 شخص بريطاني (2002) في استطلاع أجرته هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) على الصعيد المحلي، كما تم تصنيفه ضمن أعظم 10 أشخاص كنديين (2004)، وضمن أعظم 100 شخص أمريكي (2005).
في عام 2006، تم اعتبار بيل أحد أعظم 10 علماء اسكتلنديين في التاريخ بعد أن تم إدراج اسمه في “قاعة مشاهير اسكتلندا للعلوم” لدى مكتبة اسكتلندا الوطنية.[
الدرجات الفخرية:
تلقى ألكسندر غراهام بيل الذي لم يتمكن من إكمال برنامج الجامعة في شبابه العديد من الدرجات الفخرية من عدة مؤسسات أكاديمية منها:
1880: (دكتوراه) من كلية غالو ديت، واشنطن العاصمة.
1896: (دكتوراه في الحقوق) من جامعة هارفارد، كامبريدج، ماساتشوستس.
1902: (دكتوراه) من جامعة فورتسبورغ، بافاريا.
أبريل 1906: (دكتوراه في الحقوق) من جامعة إدنبرة، إدنبرة، اسكتلندا.
1909: (درجة فخرية) من جامعة كوينز، كينغستون، أونتاريو.
25 يونيو 1913: (دكتوراه في الحقوق) من كلية دارتموث، هانوفر، نيوهامبشاير.
وفاته:
توفي بيل من مضاعفات لمرض السكري بتاريخ 2 أغسطس 1922 في عقاره الخاص في بيين بريج، نوفا سكوشا، في سن الـ75، كان بيل يعاني أيضا من فقر الدم الوبيل، في لحظاته الأخيرة بعد صراعه الطويل مع المرض، همست مابيل لزوجها قائلة: “لا تتركني.” فرد عليها بيل بإشارة “لا.” ثم توفي.
بعدما علم رئيس وزراء كندا “ماكنزي كينج” بخبر وفاة بيل، أرسل برقية عزاء للسيدة مابيل قائلا:“تعرب الحكومة لسيادتكم عن خالص عزاءها ومدى خسارة العالم أجمع لوفاة زوجكم العالم الجليل. ونود أن نشير إلى أنه لمن دواعي فخر واعتزاز هذا البلد دائما وأبدا أن الاختراع العظيم الذي ارتبط اسمه به وسيُخَلَّد اسمه معه على الدوام سيُعَد جزءا من تاريخ هذا البلد.
فباسم شعب كندا، اسمحوا لي أن أعبر لكم عن خالص تقديرنا ومواساتنا لكم في الحادث الأليم الذي ألمَّ بكم”.
شُيِّد نعش بيل في بيين بريج من الصنوبر من قبل موظفي مختبره، واستخدموا فيه نسيج الحرير الأحمر نفسه الذي استخدم في تجاربه على الطائرة الورقية رباعية السطوح.
احتفالا بحياته، طلبت زوجته من الضيوف عدم ارتداء الأسود (لون الجنازة التقليدي) بينما حضر العازف المنفرد “جان ماكدونالد” ورتَّل قصيدة من “موسيقى قداس الموتى” لروبرت لويس ستيفنسون. بعد الانتهاء من تشييع جنازة بيل “توقف عمل كل هاتف في قارة أمريكا الشمالية حدادا وتقديرا للرجل الذي منح البشرية وسيلة اتصال مباشر عن بعد”.
تم دفن الدكتور ألكسندر غراهام بيل على قمة جبل في بيين بريج، في عقاره حيث كان يقيم بشكل متزايد على مدى آخر 35 سنة من حياته، بإطلالة على بحيرة (Bras d’Or Lake)، وبقي حيا بوجود زوجته وابنتيه، إلسي ماي وماريان.