كتبت دعاء سنبل
رحل عن عالمنا في الساعات الاخيرة من أمس الفنان الكبير ناجي شاكر، الذي يعتبر رائد فن العرائس فى مصر ، وهو مصمم عرائس الليلة الكبيرة، وذلك عن عمر يناهز 88 عاما بعد صراع مع المرض
ولد الفنان ناجى شاكر في 16 فبراير سنة 1932م بحى الزيتون بالقاهرة، في بيت تشكل الثقافة والفنون ركنًا أساسيًا فيه، ومال الطفل ناجي شاكر إلى الموسيقى والرسم، وإن أختطفه الرسم تمامًا فتميز فيه، فتدرب على يد الفنان الإيطالى “كارلو مينوتى “عام 1946م وهو لم يتجاوز بعد الثالثة عشرة من عمره، ثم التحق بمعهد “ليوناردو دافنشي” سنة 1950م، بعد الظهر ليُشبع رغبته في الرسم والتلوين على يد الأستاذ دارفورنو.
في العام الثاني من التعليم الثانوي حاول (ناجى) الحصول على منحة لدراسة الفن في باريس، شجعه عليها الملحق الثقافى الفرنسى بعدما رأى البورتريه الذي رسمه للبطريرك الجديد، لكن أسرته خشيت عليه من الغربة في هذا السن الصغير.
وبعد حصوله على شهادة الثانوية العامة التحق بكلية الفنون الجميلة سنة 1952م، كانت كلية الفنون الجميلة مفتاحه لدخول عالم آخر غير عالم الفن التشكيلى، عالم هام به حبًا وعشقًا هو عالم المسرح والسينما، والصحافة الفنية.
مسيرة الفنان الكبير ناجي شاكر تتسم بفضيلته الريادة والمشروع الفني المتكامل ،الفنان الكبير والأكاديمي العريق يمثل حالة ريادة شديدة التميز والوضوح، فهو وبحق “صاحب مسرح العرائس المصري”، و كل عمل من اعماله على حدة يمثل تجربة متميزة وله خصوصية في تاريخ مسرح العرائس المصري، وهي ريادة لم تكن بالسهلة ، فقد واجه صعوبات في عمله وتجاهل من بعض المتنفذين أصحاب القرار، ولكنه أستطاع بإصراره وإيمانه بمشروعه حماية مسرح العرائس بمصر، وإستفاد بكل ما أتيح له من خبرات، أكتسبها من داخل مصر ومن خارجها، من تجاربه الشخصية التي أعتمدت على أبتكاراته الخاصة ومن خبراء سبقونا في المجال، فقدم بداية قوية لمسرح العرائس المصري، ما زال يعيش حتى الآن على الكثير منها، فمن منَّا ينسى “الشاطر حسن”، “بنت السلطان”، “حمار شهاب الدين”، وأيقونة مسرح العرائس المصري و خصوصاً”الليلة الكبيرة”.
إقرأ أيضا
حصل على جائزة المهرجان القومى للسينما عن الإشراف الفني وتصميم الديكور والملابس لفيلم شفيقة ومتولى، من بطولة سعاد حسنى وأحمد مظهر وأحمد زكى وإخراج على بدرخان، وفى عام 1993م صمم ديكور وملابس وعرائس مسرحية “شغل أراجوزات”، من إخراج أحمد إسماعيل فى وكالة الغورى، وعمل “ناجي شاكر” في آخر سنوات عمره، أستاذًا غير متفرغ بكلية الفنون الجميلة بالزمالك، في شعبة الفنون التعبيرية، كما لعبت خطوطه التشكيلية في رسم شخصية مهرجان الأقصر ومهرجان شرم الشيخ للسينما العربية والأوروبية، حيث قدم عدة تصميمات لأول مهرجان للسينما الأوروبية في مصر خلال السنوات الأخيرة.
تغمده الله برحمته الواسع وأسكنه فسيح جناته وادعاً ناجي شاكر