عاممقالات

“صلاح عبد الله ” عمونا الشرير أبو دم خفيف



" صلاح عبد الله " عمونا الشرير أبو دم خفيف



كتبت
علا السنجري


الإبداع في حياة ذلك الفنان طبيعة تجري في دمائه ، بل هو أحد مكونات شخصية الإنسان بداخله قبل الفنان . كل من تعامل معه شعر ببساطة حياته وتلقائية حديثه وبحسه الكوميدي العالي.
خفة دم طبيعية وظفها باقتدار وبحس كوميدي عال ، لينتزع بأداء راق ، ونبرة صوت مميزة ،  ، دون إسفاف ، حصد ضحكات وتصفيق الجمهور على خشبة المسرح وأمام الشاشة الفضية، ليحمل لقب “كوميديان” على مدار 37 عامًا، إلا أنه برع في تقديم أدوار متنوعة في السنوات العشر الأخيرة، إلى جانب إبداعه في تقديم أدوار الشر باحترافية عالية، وأداء وخبرة ، جعلته ينال عن جدارة لقب “الشرير أبو دم خفيف”.

للمزيد

كيف تميز بين الصديق الحقيقي و الصديق المزيف ؟




صلاح عبد الله عام 1955 ولد في حي بولاق أبو العلا  ، الذي عاش فيه ست سنوات من طفولته . في السابعة من عمره أنتقل مع أسرته إلى حي بولاق الدكرور ، وهو ما يعلق عليه الفنان صلاح عبدالله  بقوله: «عشت أكثر من نصف عمري الأول ما بين بولاق أول وبولاق ثان، وهذا الذي كان وراح، واللي فات، والبركة في اللي آت». 

صلاح عبد الله  في طفولته  لم يظهر عشق الفن والاهتمام بعالم التمثيل ، بل اكثر  اهتماماته كانت في كتابة الشعر السياسي والعمل بالنشاط السياسي ، حتى أصبح أمين شباب حي بولاق الدكرور والدقي.





 صلاح عبد الله التحاق بكلية التجارة للدراسة ، جذبته فرقة تمثيل الجامعة ، وأعجب بما تقدمه من اعمال مسرحية على خشبة مسرح الجامعة ، فقرر تكوين فرقة مسرحية للهواة أطلق عليها اسم «تحالف قوى الشعب العامل» ، لأنها ضمت بعض العمال والحرفيين، بالإضافة إلى زملائه من الطلاب، وهو اتجاه لم يكن معمولا به في تلك الفترة   الفرقة نجحت في لفت الأنظار إليها،  قدم من خلالها كممثل ومخرج عددا من العروض المسرحية لكبار الكتاب في تلك الفترة ومنها «آه يا بلد» لسعد الدين وهبة و«عسكر وحرامية» لألفريد فرج. 




أقرأ ايضا

“الفنانة عائشة الكيلاني ” الجميلة التي أحببتها

قرر صلاح عبد الله ترك العمل بالسياسة لانشغاله بالعمل المسرحي ، كما أنه نجح في كتابة أشعار عدد من المسرحيات التي عمل بها ، ومنها «العسكري الأخضر» التي قام ببطولتها الفنان الكوميدي سيد زيان . ويتذكر الفنان صلاح عبد الله تلك البدايات بقوله: «أدين بفضل اكتشافي للمخرج شاكر عبد اللطيف الذي قدمني في مسرحية «رابعة العدوية»، رشحني بعدها للانضمام لفرقة «ستديو 80» التي كونها الفنان محمد صبحي والمؤلف لينين الرملي، وكانت البداية بمسرحية «المهزوز» و«إنت حر». 





صلاح عبد الله فنان الخروج على النص في الأعمال المسرحية التي قدمها، ولكن من دون إسفاف وهو ما دفعه للدفاع عن ذلك المفهوم بقوله: «أساء الناس فهم كلمة خروج عن النص واعتقدوا أنها خروج عن حدود الأدب، ولكن أنا أرى عكس ذلك؛ فالممثل ما دام يمتلك الخبرة والقدرة والتمكن الذي يستطيع به أن يخرج في الحدود التي لا تتعارض مع الشخصية والخط الدرامي للعمل المسرحي ومن دون إسفاف؛ فإن هذا الخروج يفيد العمل ولا يضره لأنه يرسم البسمة على وجه المشاهد. فهو خروج مطلوب ومستحب وموجود منذ إنشاء المسرح».






 صلاح عبد الله من خلال مشاركته في مسلسل «سنبل بعد المليون» في عام 1987 ، عرفه الجمهور   من خلال حديثه  ونكاته ، وليجذب إليه الأنظار من قبل مخرجي الفيديو الذين قدموه في العديد من الأدوار ، من اشهرها دوره في مسلسل «ذئاب الجبل» مع الفنان أحمد عبد العزيز وعبد الله غيث وسماح أنور . وهو الدور الذي رسخ أقدامه في عالم التمثيل ومزج في أدائه بين التراجيديا والكوميديا. نجح أيضأ في تجسيد دور البلطجي الرذيل في مسلسل ريا وسكينة  بخفة ظله و(افيهاته) حيث اثبت أنه يمتلك قدرات كوميدية متميزة. هذا العام لفت الأنظار بتجسيد شخصية الصحفي في مسلسل عوالم خفية مع الزعيم عادل إمام .


  صلاح عبد الله في السينما قدم  أدواراً  في عدد من الأفلام التي قدمها كبار المخرجين ، من بينها «يا مهلبية يا» مع ليلى علوي والسيناريست ماهر عواد والمخرج شريف عرفة ، و”كرسي في الكلوب” مع لوسي ومدحت صالح ، و فيلم «الرغبة» مع نادية الجندي وعلي بدرخان ، وفيلم «مواطن ومخبر وحرامي» مع هند صبري وخالد أبو النجا والمخرج داود عبد السيد، و«دم الغزال» مع الكاتب وحيد حامد والمخرج محمد ياسين، والفنان نور الشريف ويسرا ومنى زكي، و«الرهينة» مع المخرجة ساندرا والسيناريست نادر صلاح الدين،  فيلم «الشبح» وحقق من خلاله المزيد من النجاح عبر شخصية الشرير التي قدمها باقتدار و بسلاسة وسهولة ، وكذلك فيلم كباريه ، الذي قدم من خلاله شخصية “فؤاد حامد” المتناقضة و الإفيه الشهير له :  “اسمحك إزاي بعد ما نجست لي الكبارية” .



صلاح عبد الله ، على الرغم من بداياته الكوميدية، إلا أنه  فاجأ الجماهير العربية  بتجسيد شخصيتين مغرقتين في التراجيديا ، هما شخصية الزعيم مصطفى النحاس في مسلسل «الملك فاروق»، وشخصية فوزي الدالي في مسلسل «الدالي»، واللتان نجح في تقديمهما بنفس قدرته على تقديم الأدوار الكوميدية التي برع فيها ، منا دفع البعض إلى تشبيهه  بالكوميديان الراحل نجيب الريحاني.





  صلاح عبد الله يعيش مرحلة من النضج والتألق الفني جعلته يتجاوز الأدوار الخفيفة ويقدم أعمالا ذات مضمون ، بالإضافة إلى تعبيرها عن الصراع النفسي للشخصيات التي يقدمها ، سواء على شاشة التلفزيون أو السينما ، وهو ما يعبر عنه بقوله: «أتمنى أن تبقى هذه الأعمال في ذاكرة رصيدي وأن يتباهى بها أولادي من بعدي». 


صلاح عبد الله حريص على مشاركة متابعيه بمواقع التواصل الإجتماعي أشعاره و بعض من مقاطع افلامه  واخباره ، كما يحرص على التواصل معهم من خلال التعليقات التي تتميز بخفة الدم ، يتبادل معهم الاراء حول المباريات ، و كذلك تبادل تحيات الصباح والمساء   . لم يقتصر إبداعه علي التمثيل فقط ، فلقد قام بطرح كتابه الساخر الاجتماعي السياسي “تخاريف ، مؤخرا عمل كمذيع بأحد القنوات الخاصة.





صلاح عبد الله متزوج ولديه ثلاثة بنات .



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock