ميرفت مهران
نجيب محفوظ مؤلف وكاتب روائي عربي له العديد من الروايات المشهورة والمترجمة إلي عدة لغات وهو العربي الوحيد الذي فاز بجائزة نوبل للآداب .
ولقد استمد كاتبنا العظيم تراثه الفكري والأدبي من البيئة التي تربى وعاش فيها والتي عكست حياة المجتمع المصري والعالم كحياة إنسانية يحياها البشر فجاءت رواياته كي تنقل لنا صورا واقعية من المجتمع وقت صراعاته وفي مراحل تطوره فقد حول الحارة المصرية في مرحلة معينة من حياته لصورة العالم كله بكل أفكاره واتجاهاته وصراعاته كما في روايات (أولاد حارتنا) و (ملحمة الحرافيش) وهما روايتان احتويتا علي نماذج إنسانية مختلفة وذلك من خلال تصويره لصراع الإنسان في محاولته للوصول للمعرفة وكيف يكون الإنسان متوازنا مع نفسه ومجتمعه وحياته،.
ومما لاشك فيه أن روايات نجيب محفوظ.قد أظهرت فلسفته وحكمته في الحياة إلي جانب إنسانيته وليس أدل علي ذلك إلا قوله علي لسان شخصياته في رواية السمان والخريف(نحن في حاجة إلي أن نعود للحياة مرارا حتي نتقنها) وجاء أيضا في رواية (ميرمار) (الشباب يبحث عن المغامرة والشيخوخة تنشد السلامة) ثم نراه يسجل في (الحرافيش) (أن السعداء حقا لايعرفون الشيخوخة) .
وقوله في (السكرية) (إذا لم يكن للحياة معنى فلم لانخلق لها معنى) هكذا كان كاتبنا العظيم يفكر وهكذا كان يري الحياة والإنسان حتي في الواقع الذي كان يعيشه فقد كانت تربطه علاقات قوية بأصدقائه وكان يهتم برعايتهم والتقرب إليهم بطريقة تنم عن المحبة لهم وتعكس بساطته في التعامل مع من يحب ولم لا وهو القائل: و««كيف نضجر من الدنيا وفيها من نحبهم ويحبوننا ونعجب بهم ويعجبون بنا)
ولقد استطاع نجيب محفوظ أن يظهر الجانب الإنساني في شخصياته كما خلقها الله بخيرها وشرها بل تعاطف أحيانا مع شخصيات شريرة في رواياته ليؤكد أن الإنسانية مزيج من الخير والشر وهو تناقض يبين عظمة الخالق وإبداع الكاتب.
وقد حصل نجيب محفوظ علي عدة جوائز مهمة غير جائزة نوبل منها (الوسام الرئاسي من الجامعة الأمريكية 1988 وأيضا (شهادة الدكتوراه الفخرية من نفس الجامعة 1989
ومن أشهر أعماله: اللص والكلاب أولاد حارتنا الحرافيش الثلاثية(قصر الشوق. = السكرية بين القصرين) ولقد حرص فيها جميعا على إظهار إنسانيته التي عكست حكمته في الحياة وارتباطه الشديد بمجتمعه فاستحق أن يكون رائد الرواية العربية بلا منازع.