كتبت إيناس رمضان
راقية إبراهيم ، ونجمة إبراهيم نجمتان ذاع صيتهما في الوسط الفني في منتصف القرن العشرين فمن لا يتذكر راقية إبراهيم تلك المرأة الناعمة ذات الصوت الحنون والابتسامة الرقيقة التي تسحر بها القلوب تؤدي دورها بإتقان فهي الأرستقراطية لا محال عندما تراها ، كما تشفق عليها إذا ما ظهرت على الشاشة في دور المرأة الفقيرة فلا تملك سوى أن تنحني لموهبتها الفنية..
علي النقيض تماما الممثلة نجمة إبراهيم والتي اشتهرت على مر السنين بأداء دور المرأة القاسية الجافة المشاعر أو الأم المتسلطة ذات الحسب والنسب أما عن دورها في شخصية ريا في فيلم ريا وسكينة فحدث ولا حرج تشعر وكأنك أمام إنسانة انتزعت منها كل معاني الإنسانية بلا رحمة.
هكذا طلت علينا الشقيقتان راقية ونجمة إبراهيم في السينما المصرية
ولكن ما هي حقيقتهما ؟؟؟؟
لمن لا يعلم إن الشقيقتين من أصل يهودي لنفس الأم ونفس الأب من مواليد القاهرة ولكن شتان بينهما.
” راقية إبراهيم “الشقيقة الصغرى ” ذات الوجه الملائكي البريء اسمها الحقيقي” راشيل ” مواليد القاهرة عام 1919 ولكنها أبدأ لم تكن ملاكا فقد عملت مع الموساد وكانت السبب الرئيسي وراء اغتيال عالمة الذرة ” سميرة موسى” كونها الصديقة المقربة لها مما أتاح لها تصوير منزلها ومحتوياته بكل دقة كما يسرت للموساد دخول شقة سميرة وتصوير معملها والأبحاث الخاصة بها.
غادرت راقية مصر عام 1956 إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد زواجها من المهندس مصطفى والي ولكنها انفصلت عنه وارتبطت بأمريكي لتستقر هناك واشتغلت بالتجارة حتى وفاتها عام 1977.
عاشت بوجه ملائكي على أرض مصر ولكن ولاءها الأول والأخير كان لإسرائيل والموساد وهذا ما أكدته حفيدتها ريتا ديفيد توماس في أحد البرامج.
والآن حديثنا عن الشقيقة الكبرى ملكة الرعب النجمة ” نجمة إبراهيم ” أو ” بوليني أوديون”
مواليد 1914 حقا أنها ملكة متوجة سواء في التمثيل أو في الحقيقة برعت في تجسيد أدوار الشر لدرجة أن كرهها الكبار وخاف منها الصغار. اشتغلت نجمة إبراهيم كصحفية في مجلة اللطائف المصرية في فترة الركود الفني لتلتقي بأول حب في حياتها وتعتنق الإسلام في 1932ولكن لم يكتب له البقاء طويلا فقد انفصالا قبل إتمام الزواج
لتلتقي ب عبد الحميد حمدي زميلها بفرقة بديعة مصابني ويتم الزفاف ولكن الزواج لم يستمر لفترة طويلة لتنفصل عنه وتتزوج بعد ذلك الملحن والممثل عباس يونس ليكونا معا فرقة مسرحية ساهمت في تقديم عدة عروض مسرحية مميزة كان أهمها ” سر السفاحة ريا “عام 1955 من تأليف وإخراج زوجها وقد تبرعت الفنانة نجمة إبراهيم بكامل إيراد حفل الافتتاح للجيش المصري بعد صدور قرار جمال عبد الناصر بكسر احتكار السلاح واستيراد السلاح من دول الكتلة الشرقية وبذلك شاركت في تسليح الجيش المصري بعد رفض الغرب تسليح مصر قبل حرب 1956.
ولأن مصر لا تنسى من يقف بجانبها ويصون أرضها فقد صدر قرار بعلاج نجمة إبراهيم علي نفقة الدولة عام 1965عندما فقدت بصرها لتسافر إلى إسبانيا و تعود لخشبة المسرح مبصرة يملؤها الحماس لاستكمال مسيرتها الفنية
وتقديرا لوطنيتها المنفردة وتاريخها الفني فقد منحها السادات وسام الاستحقاق وأصدر قراره بشأن صرف معاش استثنائي لها .
الشقيقتين نقيضان في التمثيل والحقيقة فراقية إبراهيم أحبها المصريون ولكنها خانتهم وساهمت في قتل صديقتها المصرية المقربة سميرة موسى رغم الثقة التي منحتها إياها.
أما نجمة إبراهيم كرهها المصريون كممثلة تلعب دور الشر بإتقان وتميز منفرد النظير ولكنهم أحبوا الإنسانة المتألقة المبدعة فالفن لا يميز بين الأديان وبادلتهم نجمة الحب وشعرت بمعاناتهم فأصبحت أقرب إلى القلوب.
هكذا عاشت الشقيقتان وكانت كل منهما ترتدي قناعا يخفي وراءه حقيقتهما ولكن هناك وقت تسقط فيه الأقنعة لتظهر حقيقة كل إنسان وتستطيع أن تميز بين النفيس و الزهيد
فاحذر الأقنعة الزائفة !!!!!!!!!!!!!!!!