بقلم الأستاذة بن كتيلة فتيحة الجزائر
مرحلة المراهقة تعد منعطف خطير في حياة الفرد فهي مرحلة ينتقل فيها من مرحلة الطفولة إلى مرحلة جديدة ألا وهي مرحلة المراهقة ،وهي من أهم المراحل في حياة الفرد إذ هي بمثابة ميلاد جديد يشهد فيها الفرد مرحلة انتقالية يساورها القلق والحرج، وتعد هذه الفترة من العمر مصدر قلق وإزعاج للآباء والأمهات فتكثر فيها المشكلات التي تعكر صفو الحياة ، لذا وجب على المربين امتلاك الحد المطلوب من الثقافة التربوية لكيفية التعامل مع مشكلات وضغوط هذه المرحلة حتى تمر بسلام.
ولما لها من تغيرات تنعكس وتبرز في سلوكات المراهق ويلاحظها المحيطين به ونختصرها في بعض النقاط التالية :
حالة التمرد : وتكون على كل سلطة فوقية وأعلى منه الوالدين المدرسة ، وعندها يقوم بكسر قوانين هذه السلطة ويشكو من عدم فهم الأهل والكبار له، لذلك يلجأ إلى التحرر من رغباتهم .
حالة العصبية : الحدة في التعامل والتوتر معتقدا منه أن ذلك يحقق مطالبه غير مهتم لمشاعر الآخرين .
الصراع الداخلي: بسبب الاختلاف بين حقيقة الأمور والتفكير الخيالي له.
الصراع الجنسي وازدياد الشهوة وبالتالي يرغب في مشاهدة الألام الإباحية وماشاكها من مثيرات مما يسبب له عقدة الذنب وتزيد الصراعات عنده والتوتر والضغط.
الحساسية الزائدة وسرعة التأثر .والقلق الزائد وعدم الاستقرار النفسي وتقلب المزاج ، الاهتمام المفرط بالشكل الخارجي ، الصراخ ، التصرفات الطائشة ،
ويزداد هذا السلوك في حالة وجود شعور بعدم تقبل المراهق و الموافقة على سلوكه و إنكاره . و رغبة منه في الاستقلال . هو فى الحقيقة أصبح رجلاً، وفى الأسرة يريد أن يثبت لهم أنه أصبح رجلاً ؛ إنهم يعاملونه على أنه مازال طفلا ،
فكل شىء كان يستجاب له فيه عناد مع الأسرة، ليعرفهم أنه كبر ولابد أن يعملوا له ألف حساب، فالمراهق طبيعته فى هذه الفترة رفض الأوامر – خصوصاً مع الكبار – وخاصة الأم لأنها هى التى تظل معه فترة طويلة وهى التى كانت تعطيه الأوامر وهو طفل ؛ لعدم وجود الأب، فهو يريد أن يفهمها أنها مهما كانت أما فهي امرأة لكنه رجل، ويجب أن يعامل بناءً على هذا الحال، وحتى نتجنب الصراع مع المراهق ونخرجه من ضغوطاته النفسية والصراعات التي يعيشها يجب أننكسب ثقة المراهق من بداية المراهقة، والسير معه كصديق، والتفاهم معه بالإقناع والمناقشة ، والحوار الهادئ دون إرغام على فعل معين بحجة أنك تعرف مصلحته،
وتبني الصداقة مع المراهق اعرض عليه مثلا مشكلة واجهتك واطلب منه المساعدة وتقديم خيارات كحل للمشكلة ،عندها يثق بك ويبدأ هو كذلك في طرح مشاكله عليك
أما أنك تفرض عليه فقد يفعل الفعل مرة واثنان ثم يتمرد عليك،وكلما شددت عليه وضغطت عليه ستكبر دائرة العناد ستنطلق من الأسرة إلى المدرسة إلى المجتمع وحتى الدولة وقد يصح مجرما محترفا خطيرا لأنه منذ البداية لم يتم التفاهم معه .
فلا يجب توبيخه وضربه، إنما يجب مصاحبته والتعامل معه كصديق، ومن يفلح فى الأمر يستطيع قيادة المراهق بسهولة ويسر.
إقرأ أيضا سلوكيات لا يجب فعلها مع طفلك
دور الوالدين في التقليل من الضغوط عند المراهق
1- الانتباه إلى ظهور أية مشكلة انفعالية عند المراهق و المبادرة إلى حلها و علاجها قبل أن تستفحل .
2-مساعدة المراهق على التخلص من الاستغراق الزائد في أحلام اليقظة .
3-تنمية الثقة بالنفس لتهذيب الانفعالات من أجل تحقيق التوافق الانفعالي السوي .
4- تقبل المراهق كما هو والأخذ بديه بالتوجيه والنصح والإرشاد لتجاوز أخطاءه والتعلم منها.
5- توفير جو أسري هادئ مستقر متفهم ،
6- ربط المراهق بالجانب الديني والثقافي المفيد.
7-العمل على إبعاد المراهق عن صحبة السوء والخلطة الفاسدة وبترهم عنه كالعضو الفاسد ونبذل في ذلك قصار جهدنا رغم صعوبة ذلك ومشقته وهذا لعلمنا أن المرء على دين خليله
ورحم الله من قال: عن المرء لاتسأل وسل عن قرينه * فكل قرين بالمقارن يقتدي وكما قال عليه الصلاة والسلام : في حديث أبي هريرة. قال : رسول الله صلى الله عليه و سلم : المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالط وقال مؤمل من يخالل. ويكون ذلك بالبديل عن صحبة السوء كان نربطه بالجلساء الصلحين والرفقة الأخيار.مستصحبين في ذلك الحكمة والأسلوب اللطيف اللين . وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه:” إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاعَ منه، وإما أن تجد ريحاً طيبةً، ونافخُ الكير إما أن يحرقَ ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً منتنةً ” .
العمل على إزالة المفاهيم الخاطئة التي تتلبس بقناعة المراهق ومن ثم يتذرع بها للتمرد وكرهية الناس كالأبوين والأسرة،أو المرشدين له إلى الطريق الصحيح ،أو المجتمع على عمومه ومن هذه المفاهيم ادعاءه أن الناس يكرهونه وينتقصون من شأنه ،وأنهم يريدون مصادرة حريته ، أو يقيدون إرادته ، أو يحولون دون رغباته ،ويحدث هذا التشكك غالبا كلما قدمت له النصيحة والإرشادات والتوجيهات من الكبار- أباءا أو مدرسين أو مرشدين- ، وتتم الإزالة بالمحاورة في تصحيح مفاهيمه وإيراد الأدلة في عدم صحة ما ذهب إليه فهمه ،وإنشاء صفحة جديدة للعلاقة معه ويكون ذلك بالحكمة والبصيرة .
ملئ الفراغ القاتل للوقت والذي يتسبب في كثير من المشاكل كالغرق في أحلام اليقظة والتسيب. وتتم إزالته بإيجاد ما يملأ الفراغ عنده كدفعه إلى ممارسة الفروسية والسباحة والرياضة المباحة المناسبة لخلق المسلم فلعل هذا يخفف عنه آلام ما يجده في قضيته هذه شريطة أن يكون هذا اللعب واللهو مما لا معصية فيه فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: في الحديث : “كل شئ ليس فيه ذكر الله، فهو لهو ولعب.
إقرأ المزيد تعرف على أسباب إنعدام الثقة
دور المربيين:
1-مساعدة المراهق على التخلص من الاستغراق الزائد في أحلام اليقظة .
2-تنمية الثقة بالنفس لتهذيب الانفعالات و تحقيق مستوى جيد من التوافق الانفعالي السوي .
3-مساعدة المراهق في تحديد فلسفة ناجحة في الحياة و هنا يلعب الدين دوراً هاماً حيث يوفر للفرد حلولاً جذرية لا يشوبها الشك لكل ما يواجه الفرد من تساؤلات ، و هذا يوفر الوقت و الجهد على المراهق ويجنبه الأخطاء أثناء عملية البحث من أجل الانتقاء واختيار الأفضل من الأفكار .
وينبغي الاهتمام بشريحة المراهقين ودعوتهم و وجوب إرشاد سلوكهم بالحكمة إلى المعاني السامية والخلق النبيل ، ليكونوا خير خلف لخير سلف دينيا واجتماعيا وحضاريا.