أدم وحواءشعر وحكاياتعام

” الانعكاس المرعب”الحلقة الثالثة

 " الانعكاس المرعب"الحلقة الثالثة

تأليف نهى فتحي 

وتذكرت شيء… ” انتظري قليلا يا سعاد “
وذهبت إلى أحد الأدراج ” لقد اشتريت لكي هدية بمناسبة خطبتك ولكن نسيت أن أعطيها لكي بسبب ما كنا فيه من مشاغل بسبب انتقالنا إلى هذه الفيلا “

كنت أمام المرآة وقد انحنيت لأبحث عن علبة الهدية ولكني اعتدلت سريعا عندما سمعت صرخة صادرة من سعاد التفت إليها سريعا وجدتها تضع يديها على فمها وتنظر برعب لي وللمرآة .

نظرت أنا أيضا سريعا للمرآة لم أرى فيها إلا انعكاس صورتي لا يوجد شيء غريب … فعدت التفت إلى سعاد وأسالها بلهجة حادة ” ماذا بكي “. 

قالت بصوت مرتجف وهي تشير بإصبعها باتجاه المرآة ” المرآة يا سيدتي المرآة “

صرخت بها ” ماذا بها تحدثي “

قالت بفزع ” كانت المرآة وأنت واقفة تعكس صورتك وعندما انحنيتي ظلت صورتك كما هي فالمرآة لم تنحني معك كإنها كيان منفصل عنك .. بل وأيضا صورتك في المرآة نظرت إلي وغمزت بعينيها لي …. أقسم هذا ما حدث .”

تملكني الرعب من حديثها وابتعدت عن المرآة سريعا حتى وقفت بجانب سعاد وحاولت أن أتمالك نفسي وقولت بلهجة مترددة ” بالتأكيد كان يهيئ لكي يبدو أنك أرهقتي بشدة بسبب العمل الكثير في الفيلا ” .

كانت صامتة وتنظر لي بعدم اقتناع … لها حق فأنا نفسي لم اقتنع بكلامي وبلهجتي المرتجفة التي تؤكد أني أصدقها ولست أنفي ما تقول .

كانت سعاد تهم بمغادرة الغرفة امسكت يدها بقوة ” إلى أين أنتي ذاهبة “
كانت مستمرة في النظر للمرآة برعب ” سأذهب لأرى ما لدي من أعمال ” .

نظرت أنا أيضا للمرآة وقولت سريعا ” سأذهب معك ” … وأسرعنا بمغادرة الغرفة سويا .

اتصلت بيسرا ولكنها لم تجب لم أستطع الانتظار ركبت سيارتي وذهبت إلى البازار وهناك وجدتها .
” أهلا ناريمان هانم “

” أين كنتي يايسرا اتصلت بك أكثر من مرة ولم تجيبي “
” أسفة كنت حقا مشغولة ببعض الأعمال الهامة وكنت سأتصل بك الٱن “
” هل عرفتي التفاصيل التي طلبتها منك “.

” نعم اتصلت ببيترو وأخبرني كل شيء يعرفه بخصوص المرآة … أنا أخبرتك أن بيترو يعرف كل شئ وهو شخص بارع و …” قاطعتها بحدة 
” هيا يا يسرا أخبريني ماذا قال “
نظرت لي باستغراب ” ماذا بك يا ناريمان هانم ولماذا كل هذا الاهتمام بتاريخ المرآة”
نظرت إليها بوجه جامد ” ليس من شأنك أخبريني ما لديك فقط .. هيا “

صمتت قليلا وهي تتفحصني ثم قالت بهدؤء ” أخبرني أن هذه المرآة تعود إلى تاريخ قديم للغاية كانت في الماضي ملك لإحدى الأميرات ذات شأن عظيم تدعى الكونتيس ” ماريا ” كانت بارعة الجمال للغاية وكانت ذات ثراء فاحش .. وذات يوم قام حريق هائل في غرفتها وهي نائمة وماتت على إثره .. وورث زوجها كل شيء وتزوج بعد وفاتها مباشرة ولكنه لم يتمتع هو وزوجته الجديدة بما ورثه طويلا فلم يمر وقت حتى شب في القصر حريق ثان مات الاثنين على أثره …الغريب هنا أنه سواء في الحريق الأول اوبالأخص الثاني كل ما في القصرتدمر وتلف بسبب النيران إلا هذه المرآة لم يصبها أي سوء وبعد ذلك تم تداول المرآة عبر السنين من مزاد إلى ٱخر ومن مخزن إلى ٱخر …. وهذا كل شيء يعرفه بيترو عن تاريخ المرآة ” .

لم أعلق على شيء و انصرفت في هدوء بدون حتى إلقاء التحية …. كنت أفكر بكل كلمة اخبرتني بها يسرا وعدت إلى البيت وأنا عقلي مشوش .

شعرت بالرغبة في احتساء قدح من القهوة ناديت على سعاد ولكنها لم تجب كنت أهم بالمناداة عليها مرة أخرى

ولكن سبق صوتي صوتا آخر آتي من غرفتي بالطابق الثاني …. صوت صرخة سعاد …. دب الرعب في قلبي وصعدت مسرعة الدرج لأرى ماذا يحدث …..

يتبع غدا الحلقة الرابعة.

إقرأ الحلقات السابقة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock