أدم وحواءشعر وحكاياتعام
” الانعكاس المرعب ” الحلقة الرابعة
تأليف نهى فتحي
شعرت بالرغبة في احتساء قدح من القهوة ناديت على سعاد ولكنها لم تجب كنت أهم بالمناداة عليها مرة أخرى ولكن سبق صوتي صوتا ٱخر آتي من غرفتي بالطابق الثاني …. صوت صرخة سعاد …. دب الرعب في قلبي وصعدت مسرعة الدرج لأرى ماذا يحدث .
كان الباب مغلقا ففتحته ودخلت للغرفة وجدت سعاد أمامي ملقاة على الأرض مغشى عليها …. أسرعت إليها أحاول افاقتها هنا سمعت صوتا
استدارت فوجدت أن الباب أغلق بمفرده وفجأة شب حريق في الفراش صرخت بفزع ومع صرختي شب حريق آخر فالكرسي وتوالت الحرائق حاولت إفاقة سعاد وأنا أردد بداخلي آيات قرٱنية .. حاولت سحبها على الأرض حتى الباب وهنا مررت أمام المرآة ولاحظت شيئا أن المرآة لا تعكس صورتي أو صورة الغرفة بل تعكس صورة غرفة أخرى وفجأة ظهرت إمرأة أمامي في المرآة تراجعت بضع خطوات في فزع
وحدث شيء غريب جلست المرأة أمام المرآة وبدأت بتمشيط شعرها كأنها لا تراني بل هي بالفعل لا تراني أنها ترى صورتها فقط
ظللت أشاهد ما يحدث وكأنه يوجد قوة خفية سلبت إرادتي وتجبرني على الوقوف للنظر إلى المرآة التي يبدو أنها تحولت إلى شاشة تلفاز …. كانت المرأة التي أمامي بارعة الجمال ولكن مع جمالها هذا يوجد شيء في نظرة عينيها يدعوك للنفور منها كانت مستمرة في تمشيط شعرها حتي دخل رجل من باب الغرفة وألقى التحية على المرأة … الغريب أنها ليست بالعربية ولكني استطعت أن أفهمها لا أدري كيف .؟
” عمت مساءا يا ماريا ”
قالت المرأة بهدوء يخفي وراءه عاصفة ” عمت مساء يا اليخاندرو … أين كنت حتى الٱن ”
” مشاغل يا حبيبتي كالمعتاد فلقد كنت أتابع العمال في المخازن ”
” كاذب “
استدار أليخاندرو ببطء وقال ” ماذا قلتي ؟
” قولت كاذب “… وهنا نهضت ماريا وصرخت فيه ” أعلم أنك تخونني مع تلك الغانية سيلفيا كنت اظنها صديقتي ولكنها مثلك لا تعرف شيئا عن الوفاء “
قال أليخاندرو بعصبية ” من أين أتيتي بهذا الكلام المجنون ؟
” هل تظن أنك يمكن أن تخفي شيئا عن الكونتيس ماريا أنك واهم … أقسم أن اجعلك تتمنى الموت ولا تناله أنت وتلك الخائنة الأخرى … سأعاقبك على خيانتك تلك أقسى العقاب وأول شيء سأفعله أني سأعيدك إلى كوخك الحقير الذي كنت تسكنه قبل أن أتزوجك وأجعلك لما أنت عليه الٱن ” .
هنا تغيرت ملامح أليخاندرو وأصبحت في منتهى القسوة ” ومن قال لكي أيتها اللعينة أني سوف أتركك تعيديني للفقر مرة أخرى … لقد انبهرت بجمالك في البداية ومع مرور الوقت اكتشفت قبحك خلف كل هذا الجمال … أنانيتك وبخلك وتسلطك وجانبك الٱخر الذي لا يعرفه الناس عنك وهو ممارستك للسحر الأسود وهذه الأعمال الشيطانية ليلا وقراءتك في هذه الكتب اللعينة حتى أصبحت أخشاكي … لا لن أتركك تفعلين بي هذا بعد ما تحملتك طوال تلك السنوات “
نظرت له ماريا بتهكم ” وما الذي ستفعله أيها القوي “
أجاب بلهجة يشوبها الجنون ” سأقتلك إذا اقتضى الأمر “
ضحكت ماريا بقوة ” أنت تقتلني يا إلهي أكاد أموت رعبا … حبيبي أنا من سأقتلك ببطء أنت وتلك الغانية “
وأكملت حديثها صارخة ” هيا أخرج من قصري ولا أريد أن أراك هنا مرة أخرى هيا “
هنا جن جنون أليخاندرو وهجم عليها وأمسك برأسها وقام بضرب رأسها بالحائط مرارا حاولت ماريا أن تدفعه ولكنه كان الأقوى وبدا الجدار يتلوث بالدماء التي انفجرت من رأس ماريا وعندما تركها أليخاندرو سقطت على الأرض بدون حراك غارقة في دمائها
تلفت أليخاندرو يمينا ويسارا وذهب إلى الشمعة المشتعلة في ركن الغرفة وامسكها وقربها من الفراش فأمسكت فيه النيران وفعل ذلك ايضا مع ستائر الغرفة وما هي إلا لحظات واصبحت النيران في كل مكان وأسرع إلي الباب والقي نظرة اخيرة علي ماريا وانصرف واغلق الباب خلفه .
للحظات ظلت الصورة كما هي في المرآة حتي لفت انتباهي شئ …. فجسد ماريا بدا في التحرك … أنها لم تمت إذن وبدأت في الزحف تجاه الباب ووصلت إليه وحاولت فتحه ولكنه كان مغلقا صرخت صرخة يائسة وهنا وقع نظرها علي المرآة وبدأت في الاقتراب منها والدماء تغطي وجهها وما أن وصلت إليها حتى بدأت تتمتم بعبارات غير مفهومة ولوثت يدها بدماء رأسها وطبعتها على المرآة وابتسمت في سخرية وقالت ” سأعود يا أليخاندرو وأعدك أن عودتي ستحمل معها نهايتك “
وهنا كانت النيران وصلت إليها وبدا جسد ماريا يشتعل وتحولت قسمات وجهها من السخرية إلى الألم وبدأت تصرخ وتصرخ و … اختفى كل شيء كأن أحدا أطفأ شاشة التلفاز وعادت المرآة تعكس صورتي وصورة المرأة ذات الوجه المحترق التي تقف خلفي تماما ….
يتبع الحلقة الأخيرة غدا ? .