من سنن الله في خلقه
أن ينمو كل كائن ويكبر ويستقل نسبيا بنفسه،فكيف ستتصرفين عزيزتي مع أهل زوجك وفي مقدمتهم حماتك ؟
هل تشعرين بالمعاناة والحيرة معها ؟
هل تودين في تحسين هذه العلاقة بينكم؟
للاسف لقد كرست التقاليد والعادات البالية نوعا من العداء والكراهيةبين المرأة وحماتها وأججت نارا من الحقد المسبق دون مبرر في غالب الأحيان، فلتدخلي عليها بحسن الظن. إن من صفات حواء الفطرية
الرحمة والصبر واللين. فهل هناك أولى بهذا من حماتك بعد امك
أم زوجك هي في مقام والدتك ؟
ربما تكونين ممن ابتلي بحماة قاسية، ولكن لا تنسي قسوة الزمن وما قد يكون فعل بها
وهي التي عانت ويلات الجهل والحرمان، وربما قسوةزوجها وحماتها من قبل، فلا تضيفي علي كاهلها الكثير من إهمالك ولامبالاتك أواستفزازك لها، بل أحسني الظن بها، وأكرميها واجعليها تحس بالأمان. اكتشفيها وتعرفي عليها حماتك امرأة ككل النساء، تفرح وتغضب وتخطيء وتصيب، لها محاسن فلا تنكريها واعملي على تقويتها وإبرازيها، فهي بالطبع لها عيوب كما لك فغضي الطرف عنها ولا تتبعيها..اجعلي ودها وسيله لتقوية رابطة المحبة بينك و بين زوجك، وأظهري له كل ما تبذليه لإنجاح علاقتك بأمه، ولا تكوني سببا في عقوقه لها لأن ذلك يورث عقوق أبناءك لك وتذكري دائما ان الدنيا دائن تدان. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث رواه الحاكم بإسناد صحيح :
( بروا آباءكم تبركم أبناؤكم). والواقع أكبر شاهد على ذلك. ثم لا تنسي أنك حماة الغد، فانظري كيف ترغبين أن تعاملك زوجة ابنك الذي لا زال في حضنك طفل لا يملك اي شئ من الدنيا. أدخلي الطمأنينة إلى قلبها وأخرجي منه الشك والتوجس، لتحصلي علي الثقة والمحبة.تواصلي معها واسأليها عن تجربتها في الحياة وعن تربيتها لابنها (زوجك).
تيقني أختي
من أن علاقتك بحماتك إن كانت النية الخالصة في تحصيل محبتها هي جوهرها ستكون من عملك الصالح الذي ستجدينه في الدنيا والآخرة اسعدي بحسن صحبتها كثيرا ما يكون السكن مع الحماة في بيت مشترك سببا في المشاكل، فإذا كان قرار عدم الاستقلال عن أهل زوجك لعدم استطاعته المادية فكوني حكيمة دائما اعترفي لها بحقها في مملكتها وشاركيها في خدمة البيت من غير تأفف حتى تألف وجودك وتلمس منك حرصك على إرضائها، وإياك أن تشعريها أنك تنازعيها محبة ابنها،فذلك سيوثرعلي العلاقة بينكما وسيفسدها. وإن كنت أختي ممن يسر الله عز وجل لهم بيتا مستقلا(وهذا هو الأصل) فتفقدي أحوالها وتعهديها في الأعياد والمناسبات بالهدية الرمزية التي تدخل الفرحة إلى قلبها، ولطفي جو البيت بدفء وسحرالكلمة الطيبة وليكن شعارك قوله تعالى {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }فصلت 34 فليكن رسولك إليها حسن الخلق والمحبة , عسى أن تكون حماتك ممن أرسلهم الله لك ليحمل زادك إلى الآخرة ومن الخلق القويم التوقير والاحترام والتعظيم. أشركي زوجك من العوامل المهمه في نجاح علاقتك بحماتك، زوجك، فاجعليه طرفا في سعيك، يساندك ويساعدك ويطلعك على ما يخفى عليك من شخصيتها. ولا تنسي أنه أولى ببرها، فاحرصي على أن يشاركك الثواب والأجر. واعلمي أيتها الحبيبة أن لا طريق لكسب مودة حماتك اذا لم تشعر انك بنتا تفيض عليها بالمحبةوالحنوا واللطف, لا امرأة جاءت لتسرق منها ابنا تعبت يوما من أجله وعلقت عليه آمالا كبيره. كوني لها بنتا محبة تكن لك أما فاضلة.بكياستك وأدبك ولطفك”.
واخيرا الدعاء
فاستعيني بالله مقلب القلوب على أمرك ولا تنسي الدعاء لها بظهر الغيب عسى الله عزوجل أن يؤلف بين قلبيكما