أين أنت أيها الأديب ؟!
إذا عادلنا بين طبيعة الأديب في الأمل وطبيعته في الحذر ، والجري وراء هوس الذيوع وملاحقة الحسان دون كفكفة للأوجاع والدموع وجدنا محدقا الخطر ، والذي قد يعلن فيه دون عودة الأدبُ منكسرا السفرَ.!
اعتدنا دائما أن نسمع أحلام الشباب واليوم يدق الشيوخ الباب ، وأقصى حلم للشيوخ العودة لمباهج الشباب ، وكيف ذلك ؟ بوئد أحلام الشباب وسرقة آمالهم والانتصار لشهواتهم ونزواتهم .
ليت شعري ميدان الأدب صار مسرحا للبذاءات والتفنن في عرض الشتائم وهتك ستر الإنسانية ، وانبرى الأدباء متحزبين كلٌّ لحزبه عنترة والمجنون ، وتناسوا أنهم خلقوا لإعادة إعمار الحياة كما خلقها ربنا الله !
هل أفطرُ كلَ يوم على كلمات السب والقذف؟! وهل أنام على موسيقا القدح في الأعراض ؟! ومن يتزعم ذلك الأديب ؟! نبي هذا الزمان من يغرس الفضيلة .! أين انت يا شبه الجنة ؟
نحتاج إلى قادة جدد وأدباء جدد بفكر بناء ن يحب يهادي يتوافق لا يعادي ولا يتراشق ..
الأديب مسؤول عن مجتمعه اكثر من مسئولية الحاكم فهو الأقدر على التواصل وتحريك المشاعر وهنا سيقدر التاريخ الأدباء .
كيف نكون معاشر الأدباء قدوة ونحن سلطنا ألستنا على هدم صرح الإنسانية ؟؟
عودوا أيها الأدباء لفطركم السوية وقلوبكم النقية وأرواحكم الشذية ، فهناك خلف الجبال أحلام ورؤى تنتظر نسجكم وطلاوة ريكم .
إن من صهره الحب يبحثُ يعدُ من يخْلُفه لا يقتله أو يخطفه ، ويجب ان نتعلم ان نزرع شجرة الزيتون وإن لم نأكل منها حتى يرزق الله الأدب من يحمله …
من كتابات الشاعر الكبير
عصام الرفاعي