من أنا ؟
من أنا ؟ و من أكون ؟ فأنا عالقة بين عالمين ، عالقة بين ماضٍ مشوش و مستقبل مجهول ، و بين العالمين اعيش أنا حاضر ليس ملكي ……. لا أتذكر للماضي ملامح ، فأين من انتمي اليهم ؟ اين من ترعرعت بينهم ؟ ما هو اسمي ؟ و ما كنيتي ؟ ما هي ملتي ؟ و ما هي حالتي ؟
اشعر بالهذيان كلما حاولت التذكر ، اشعر بالتشوش في عقلي ، يصاحبه الم بقلبي .
لكن هو ، ما ذنبه ؟
فمنذ لحظة افاقتها الاولى بذلك المشفى اصتدمت بعينيه ، تلك العينين التى نظرت اليها منذ اول لحظة بدفء و احتواء شديدين ؛ لم يحتويها فقط بعينيه و قلبه ؛ انما ايضاً احتواها و اواها بمنزله حيث أصر على اقامتها في منزل عائلته لحين عوده الذاكرة اليها .
هون عليها الكثير من متاعبها ، احتواها بدفء قلبه و حنانه ، تجد في عينيه دائماً تلك النظرة التى تطمئنها ، تلك النظرة التى تقول لها ” انا بجانبك ، لن اتخلى عنك ، و لن اخذل ثقتك “
عَرض عليها ان يصبح امانها ، و ان يكون الجدار الذي تستند عليه وقت تعبها ،عَرض عليها ان يكون الصدر الحنون تبكي عليه وقت ضعفها ، لو لم تفكر بعقلها لطارت فرحاً و لزقزقت عصافير قلبها طرباً لكن مهلاً ، حتى و ان قال لها ان ماضيها لا يهمه لكن يهمها هي …….
ماذا لو كانت مِلك لآخر في ماضيها ؟ ماذا لو كان لها صغاراً يبكون الماً الآن لفراقها ؟
حتى لو تحركت مشاعرها تجاهه الآن ، هي الآن فاقدة لذاكرتها ، اي انها تعيش كأنها وُلدت من جديد ، ماذا اذا عادت لها ذاكرتها ؟ ماذا اذا اكتشفت ان مشاعرها في الماضر تملكها رجل آخر ؟
لذا كان هذا القرار هو الأصوب انتظرت حتى نشر الليل ظلماته و رحلت ….
رحلت عن طريقه رحيل قد يكون مؤقت و قد يكون دائم لم تخبره بشيء فقط تركت له تلك الورقة التى خطتها بيدها ” حقاً لن استطيع ، يجب ان ابحث عن تلك المُسماه بأنا ، يجب ان أعلم من أنا ؟ و من أكون ؟
اذا كنت لك اعلم ان طريقك قد حُفر في قلبي قبل عقلي ، و اذا لم اكن كذلك فأرجو منك السماح على تحريك مشاعرك تجاهي ، فهو حقاً خطأ غير مقصود “
تمت
جهاد مجدي
جهاد مجدي