ماما ميمى حبيبة قلبى النهارده انا بحكي قصتك للجميع عشان انا فخورة بيكى و بكل حاجة عملتيها ليا رغم قصر الفترة اللى عشناها سوا
رحمة الله عليكى يا امى
ماما اتجوزت فى سن صغير عاشت مع أبى لمدة 4 سنوات و حدث الانفصال و عادت امى لبيت جدى و معها صدمة انفصالها عن ابى رحمة الله عليه و انا عمرى عامان و هى 22 عام و قررت امى النزول اللى ميدان العمل حتى لا أشعر بأى حرمان من اى شيئ رغم حال أبى المتيسر
و رغم أنه كان يرسل لى شهريا مبلغ ضخم لمصاريفى لكن امى كانت ترفض أن تستخدم هذا المبلغ و قام جدى رحمه الله بفتح حساب لى فى البريد و كان يضع ما يرسله أبى لى فى هذا الحساب و كانت امى انسانة رقيقة و لكن ذات شخصية قوية و يحترمها الكبير و الصغير و عملت امى فى جريدة أكتوبر و كانت يوميا تنهى عملها و تعود لى مسرعة و هى حاملة معها الكيك المفضل لى و كتاب جديد او قصة مصورة لتحكى لى تفاصيله كانت دائما ملتصقة بى بعد رجوعها للمنزل لدرجة ان خالاتى كانوا يقولون لى انها كانت مجنونة بى فهى لا تفارقنى إلا للعمل و كان يوم الجمعة مقدس عندها لفسحتى فهو يوم سينما مترو لمشاهدة الكرتون فيها ثم المرور على محل زينة لشراء ساندويتشات الشاورما و عصير المانجو ثم الذهاب إلى دار المعارف لانتقاء الكتب المناسبة لسنى و بعدها الذهاب لمحل اللعب الشهير 10 آلاف لعبة بشارع 26 يوليو لشراء أحدث لعبة نزلت للسوق و كان كل صيف تقوم امى بحجز المصيف تبع عملها فكانت تحجز اسبوع الإسكندرية و اخر لبلطيم و ثالث لرأس البر فكان زملاء عملها يستغربون فكانت تقول مابحبش احرم بنتى من اى فسحة عشان لما تكبر و تروح المدرسة ماتحسش ان زملائها بيروحوا اماكن هى ماتعرفهاش
فكانوا يقلون لها العمر ادامك وديها كل سنة حتة كانت تنظر لهم نفس النظرة الغريبة و تقولهم لازم الحق اشبعها من كل حاجة و عندما كانت خالاتى يتحدثوا معها عن جنون ارتباطها بى كانوا يروا فى عينها نظرة غريبة و دائما كان ردها انا بنتى ملكة متوجة على عرش قلبى و سأحيا حتى أراها ملكة و تمر الأيام القليلة و يمر 4 سنوات قبل إتمام عامى السادس و قبل أن تتم امى ال 27 يأتى الصيف و نذهب المصيف و تشترك امى لى فى مسابقة ملكة جمال الشاطئ و يشاء الله أن افوز بالمركز الأول و اكون ملكة جمال الشاطئ و لم يخطر فى بال احد كلمة امى سوف أحيا حتى اشوفها ملكة متوجة
بدون مقدمات ارتفعت درجة حرارة امى لمدة ثلاث أيام الدكاترة محتارين فى حالتها مش عارفين سبب لهذا الارتفاع ولا عارفين يخفضوها و كانت خالتي الحبيبة مع امى فى المستشفى عندما مالت عليها امى و قالت لها امانة عليكى تفصلى لبونبون ماما (اسم دلع امى لى ) فستان ابيض عليه وردات ستان عشان عيد ميلادها السادس
و امانة عليكوا تخلوا بالكوا منها و تراعوها و عندما جاءت خالتي ترد عليها وجدتها أسلمت روحها إلى الله عز وجل رحمة الله عليها و تم تنفيذ وصيتها فقد كان عيد ميلادى يوم عزائها كانوا أهلى امى يلبسون السواد و انا اليس فستان ابيض بوردات ستان و مش بس كده جابولى تورتة و عمالولى عيد ميلاد حتى تشعر امى بأنهم نفذوا وصيتها
ووهبنى الله بعدها بحب خالاتى و جدتى رحمها الله و أصبحت اقول لخالاتى جميعا ماما لأنهم بالفعل راعونى و احبونى ربنا يطيل فى عمرهم و يعطيهم الصحة
و يرحمك الله يا امى برحمته الواسعة و يعفو عنك