عاممقالات

قصة حياة محاربة سرطان



قصة حياة محاربة سرطان



بقلم المحاربة: منال
أنا سيدة في الأربعين من عمرها ولدت في محافظة الجيزة مررت بالكثيرمن المراحل الصعبة في حياتي وايضا لحظات من الفرح والسعادة أنا فتاة من أسرة بسيطة شخصيتي بسيطة بحب الضحك والخروج وترتيبي بين أخواتي الأخت الصغري المدللة ولكن في نفس الوقت متحملة المسئولية كنت بعمل أي حاجة ممكن تساعد الناس بكون مع أي حد في العائلة سواء كان فرح أوحزن ولكل يحبني من الاهل والأصدقاء
كانت أحلامي كبيرة أني أدخل كلية من كليات القمة ولكن لم يحالفني الحظ ودخلت معهد فوق متوسط علي أملا أن أكمل منه وأدخل كلية الهندسة وأشتغلت في مجال دراستي وتفوقت في عملي وكونت أصدقاء جدد وتزوجت من أبن عمي وانا في العشرين من عمري وانجبت بنت وسارت بعد ذلك خلافات عائلية ووصلنا للطلاق وكان عمر أبنتي عام واحد وكنت في ذللك الوقت غارقة في الديون وكان مرتبي بسيط وكان عندي أقساط فقررت أن لا أستسلم لظروفي وأن لا أتزوج مرة أخري وأربي أبنتي ووقف معي أصدقائي وشجعوني أن أحضر لهم بعض الأشياء وأبيعها مثل الطرح والتوك وغيرها من الأشياء البسيطة علي قد أمكنياتي وظروفي حتي أستطيع أن أصرف علي أبنتي والحمد الله مرت هذه الأزمة علي خير بفضل الله تعالي
وبعد العديد من السنوات من كل هذا الشقاء والتعب بدأت أفكر في نفسي لماذا لم أحقق حلمي السابق وأكمل تعليمي فألتحقت بالتعليم المفتوح وتخيلوا معي ماذا دخلت لم تصدقوا دخلت كلية الأعلام جامعة الفاهرة وتخرجت منها عام 2007 ولكني لم أجد الفرصة في العمل في مجال الأعلام طبعا أنتوا عارفين ليه معنديش حد يشغلني وبعد ذلك مرت سنوات كثيرة علي نفس الحال عمل وشقاء وتربية أبنتي ومذاكرتها وكانت الحمد الله متفوقة وطبعا تعرضت لحاجات كتير ونظرة المجتمع لسيدة المطلقة وكتير تقدملي لزواج وكتير يقلي تزوجي وأرحمي نفسك من التعب والشقي حد يصرف عليكي وعلي بنتك وزن زن كتير وزن طبعا امر من السحر علي رأي المثل
 فكان لي زميل بيقول أنه بيحبني جدا وفضل ستة سنوات يتحال علي أني أوفق علي الزواج به وضعفت وتزوجت منه وبصراحة وافق علي كل شروطي كل حاجة طلبنها منه وان بنتي تبقي معي مش هسيبها عند ماما وفي السنة الأولي كنت سعيدة جدا وقررت أنجب منه وأنجبت بنت وبعد ذلك تغير تغير تام وهو طبعا كان متزوج قبلي وعنده أولاد فزوجته الأولي عملت المستحيل عشان ترجعه ليها علي الرغم أنه كان معاهم كل الوقت وطلقني غيابيا

وبعد ذلك صدمت صدمة كبيرة جدا ووصل الحزن بي الي أقصي درجة وبعدها أكتشفت أن عندي سرطان في الثدي وكان خبيث وأنهرت أكيد حين علمت ذلك وبدأت أفكر في بناتي فأنا لهم كل شئ في الدنيا أب وأم لهم لا أحد غيري بعد الله سبحانه وتعالي وعملت الفحوصات واجريت العملية وخضعت بعد ذلك للعلاج الكيماوي ثم العلاج الأشعاعي وكنت في قمة التعب والأكتئاب وبدأ الظلام يدخل حياتي وحسيت أن الموت يقترب مني وخضعت بعد ذلك للعلاج الهرموني ورجعت إلي عملي بعد عام أجازة وقومت المرضي وعشت حياتي تاني واشغل وقتي وضغت نفسي وبصراحة ساعات كنت بنسي نفسي عشان أولادي وكنت مضغوطة نفسية وجسدية جدا فقلت منعتي ونشط عندي المرضي ثانيا ونشط في نفس الثدي ووصل إلي الكبد ورجع الظلام لحياتي مرة أخري

 وقلت خلاص كده أنا مش هعيش كتير وفضلت أبكي وأنظر لبناتي وهما نايمين وفي اليوم التالي ذهبت إلي المشفي عشان أعمل فحص جديد وعندي أمل أن الطبيب يقول لي أنه منشطش وموصلش إلي الكبد وكان معي أبنتي الصغري وأنا في طريقي ألي المشفي واحنا بنعدي الطريق تعرضنا لحادث فقد أصابني تاكسي أنا وطفلتي الصغيرة والحمد الله كانت بسيطة ونجينا منها علي خير وفي هذه الحظة أيقنت أن هذه رسالة من الله عزوجل حب يبعتهالي عشان أفوق وأعرف أني كنت ممكن أموت في لحظة أنا وبنتي مش السرطان هو اللي هموتني وبقيت قوية وقلت أيه يعني أخد كماوي تاني ما أنا أخذت قبل كده هو صحيح متعب جدا أو بمعني أدق بيدمر بس قومت وبدأت في جرعة مكثفة كماوي أقراص وكماوي محلول جرعة كل أسبوع والاقراص 84 قرص كل 14 يوم معدل 6 أقراص في اليوم وعلي فكرة لسة بأخذ لحد الوقت بس في خلال فترة الكيماوي أنا كنت بروح مع المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي وتعرفت علي جروب جميل جدا أستمديت منه القوة ورجعت تاني أقوي من الأول وتعلمت أنا أعيش لبعض الوقت لنفسي واحب نفسي واعرف أزاي اسعدها وأحاول أكون سعيدة عشان أسعد من حولي وأسعد بناتي وأكون قوية ومحاربة للمرض بقيت أخرج واروح رحلات وأحضر تدريبات لطاقة ويوجا للضحك حتي وأنا تعبانة بروح واحاول اسعد نفسي واساعد اصدقائي مرضي السرطان ووصل لهم أي معلومة أعرفها وقررت أن أهزم المرض واكون أقوي منه والحمد الله الجرعة المكثفة اللي أخذتها حتي الأن قللت النسبة جدا وعرفت أني لازم أكون أقوي من المرض ومن الظروف ومن الضغوط النفسية وهذه رسالتي لكل مريضة سرطان لازم تكون قوية سعيدة ترسم الضحكة علي وجهها ووجوه الأخرين .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock