تعرف على مصر وتاريخها
(ابن يونس الفلكي)
“ابن يونس المصرى من اكبر علماء الفلك و أكثرهم دقة فى ارصاده الفلكية التى أجراها من مرصد المقطم بمصر.”
“هو ابو الحسن على بن ابى سعيد عبد الرحمن بن احمد بن يونس بن عبد الاعلى الصدفى المصرى , لقب الصدفى اختلفت عليه الاراء فمنها من يقول انه يرجع الى بلده صدفا بصعيد مصر و منهم من يرجعة الى قبيلة الصدف و هى قبيلة يمنية من حمير هاجرت الى مصر و منهم من يرجع الاسم الى كون احد اجداد ابن يونس المصرى كان يعمل بمهنة تطعيم الاثاث الخشبى بالصدف.”
“كان جده هو يونس بن عبد الأعلى من كبار العلماء و من اصحاب الامام الشافعى عليه رضوان الله .”
“يرجع مولد ابن يونس المصرى الى عام 341 هـ ( 952 م ) و التحق بخدمه الخليفة الفاطمى “العزيز بالله ” الذى عرف قدراتة العلمية وقد بنى له الحاكم مرصداً كبيراً على جبل المقطم للقيام بأبحاثه الفلكية وقد أعطته مجهوداته الفلكية شهرته كعالم فلكي فذ على مر العصور.”
“وبعد وفاة العزيز واصل ابن يونس العمل فى عهد الحاكم بأمر الله ابن العزيز بالله الذى أسس “دار الحكمة ” لتكون مناره للعلم و لأهله على نفس نظام “بيت الحكمة ” ببغداد.”
“و قد زود الحاكم بأمر الله دار الحكمة بمكتبة كبيره اطلق عليها اسم “دار العلم ” و حدث اجهزة مرصد المقطم.”
“وقد رصد بكل نجاح كسوف الشمس وخسوف القمر عام 368 هـ / 978 م.
وأثبت فيها تزايد حركة القمر، و حسب ميل دائرة البروج فجاءت أدق ما عرف قبل إدخال الآلات الفلكية الحديثة. “
“و تقديرا لجهوده الفلكية، تم إطلاق اسمه على إحدى مناطق السطح غير المرئي من القمر. “
“وعلى الرغم أن ابن يونس كان يعمل في مرصد القاهرة باستقلالية تامة عمن عاصروه من الفلكيين، إلا أنه وصل لنفس النتائج التي وصل إليها فلكيو بغداد في أرصادهم مما يؤكد أن علم الفلك كان متقدما في هذه الفترة في كل أرجاء الدولة الإسلامية، إلا أن أعماله الفلكية كانت أول سجل أرصاد دون بدقة علمية ملحوظة، مما جعل فلكيي عصره ومن جاءوا من بعدهم يتخذونها مرجعا يرجعون إليه. “
“ابتكر “الصدفي” طريقة سهَّلت العمليات الحسابية التي أدت إلى علم اللوغارتيمات، فحقق بهذا سبقاً على علماء الغرب بسبعة قرون.”
“واخترع ابن يونس الصدفي حساب الأقواس التي تسهل قوانين التقويم، وكانت حساباته في الرصد الفلكي من أتقن ما عرف في التاريخ.”
“أما أهم إنجازات ابن يونس العلمية على الإطلاق هو البندول (pendule) أو الرقاص.”
“و بهذا العمل يكون هذا العالم الجليل قد أسدى للإنسانية طريقة علمية و تكنولوجية متقدمة، إذ كان يحسب الزمن – قبل اختراعه – بواسطة الساعة الرملية أو بواسطة الساعة الشمسية، و من منظور هذا الابتكار تطورت آلات حساب الوقت، كما أصبح للبندول الدور الكبير لدراسة الذبذبات و الاهتزازات.”
“يقول george sarton ( الباحث في تاريخ العلوم ) في كتابه ”المدخل إلى تاريخ العلوم”، ‘إن ابن يونس أول من اكتشف المعادلة الجدائية في حساب المثلثات بينما يدعى الغرب أن jonh napier أسكتلندي الجنسية (1550 ـ 1617) هو مخترع العلاقة المذكورة .”
“كان ابن يونس راصداً رفيع المنزلة للظواهر السماوية، وعالماً نظرياً من الطراز الأول.وربما كان أعظم فلكي.”
“من بين أعماله العلمية كتاب عن الرقاص و كتاب الميل، و هو عبارة عن جداول أوضح فيها انحراف الشمس و كتاب لقياس زمن ارتفاع الشمس من وقت الشروق و جداول أوقات الصلاة، لكن أهم كتاب ألفه ابن يونس هو:
“الزيج الكبير الحاكمي”: بدأ تأليفه بأمر من الخليفة العزيز الفاطمي سنة 380هـ/990م، و أتمه سنة 1007م في عهد الخليفة الحاكم ” وسماه الزيج الحاكمى نسبة الى الخليفة …”
و توجد أجزاء من هذا الكتاب في عدد من المكتبات العالمية مثل اكسفورد، و باريس، و الاسكريال، و برلين، و القاهرة.”
“و قد قام كوسان Caussin بنشر و ترجمة أجزاء هذا الزيج التي فيها أرصاد الفلكيين القدماء و أرصاد ابن يونس نفسه عن الخسوف و الكسوف، و اقتران الكواكب. “
“و كان هدف ابن يونس من تأليف كتابه هو تصحيح أرصاد و أقوال الفلكيين الذين سبقوه.”
“وترجم علماء الغرب مؤلفات ابن يونس الصدفي إلى لغات أوروبية عدة، وتوجد بعض مؤلفاته بمكتبة ليدن في هولندا وبعضها في مكتبة الأزهر في القاهرة .. وله من المؤلفات أيضا ” كتاب الميل ” و “كتاب الظل ” و ” كتاب تاريخ أعيان مصر “.
والذي جمع فيه عدداً لا بأس به من المشاهدات الفلكية المعروفة من قبله وما اكتشفه من رصده لسماء مصر. “
“ومن أهم ملاحظات ابن يونس التي تستحق الوقوف عندها والتمعن بها ما ذكره في رسائله الفلكية عن حركة القمر وملاحظته أن سرعته في تزايد مستمر، مما يدلل على نبوغ هذا الفلكي العالم في سبر أعماق الفضاء فلم يكتفِ بالملاحظة فحسب بل أقرنها بالتحليل والحساب ليكون بحق سابق عصره وأوانه..”