حياة الفنانينعام
الصداقة بقلم مها نور
بقلم: مها نور
الصداقة من اجمل العلاقات الانسانية التي تنُتج بين البشر فكثيراً ما يقال” ربُ اخ لم تلده أمُ” .. ولكن أحياناً سوء فهم بعض الاصدقاء لمعنى مفهوم الصداقة الحقيقي في سن المراهقة ينجم عنه مشاكل كثيرة عند الكِبر، فالصداقة تمثل في بعض الأحيان جزءا كبيرا ومهما في حياة بعض من النماذج البشرية ، وهي بالفعل شئ مهم. لا ننكر ذلك، لكنها في اوقات كثيرة تسلك مسلكا غير مرغوب فيه فتأكل الاخضر واليابس وتفسد العلاقات.
حينما تسيطر فكرة الامتلاك علي طرف من الاطراف فتجعله يسبح في فَـلك الطرف الآخر ويصبح هو من أهم الأولويات الخاصة به وتصبح الحياة متمركزة بشكل كبير عند رفيقه هنا تظهرالمشاكل التي يتعرض لها الطرف المانح وايضاً المستقبل للصداقة في اماكن كتيرة، منها الأسرة مثلا اذا كان الصديق الواقع عليه الضغط متزوج او متزوجة .
هنا يحضرني مقولة للكاتب المعروف “شون كوفي” صاحب كتاب “العادات السبع للمراهقين” إن الذين تتمركز حياتهم حول الأصدقاء غالبا ما يشعرون بالاكتئاب والوحدة والغيرة عند حدوث أي تغيير في ظروف أصدقائهم الحياتية” مثل الزواج مثلا والشعور بعدم الاهتمام كما كان في السابق ويضيف “شون كوفي” أن هذا الشعور المليء بالغيرة والحزن والغضب ينتج من وضع الأصدقاء من البداية في غير مكانهم الصحيح من ناحية ومن عدم تقدير ايضا لظروف الأصدقاء من ناحية أخرى.
وهنا يقصد الكاتب أن الصداقة يمكن أن تدمر حياة الصديق الآخر بدون قصد حينما تأخد موقعا ومسلكا اكثر بكثير مما تستحق فلكل علاقة حد يجب أن تستقر عنده فإذا أخذت أكبر من حجمها، قد تتحول إلى مشكلة حقيقية ينتج عنها حرب وتدمير لكل ما يحيط بالطرف الآخر بسبب الغيرة وعدم الاهتمام كما كان الوضع في السابق .
لهذا يجب أن نتعلم معا أن نعطي كل شئ حجمه الطبيعي في حياتنا ايا كان تعاطفنا او ارتباطنا به ولنعلم أن كل شئ زاد عن حده انقلب الى الضد .
ضعوا الاشياء في مكانها الصحيح ولا تبالغوا في مشاعركم ليس فقط في الصداقة ولكن في كل ما نتعرض له حولنا من علاقات او مشاكل أو اشياء اخرى وزنوا الحياة والعلاقات بميزان العقل وليس القلب حتى نسير بمركب الصداقه والحياة لبر الامان.