انقذوا لغة الضاد
يقلم: شيماء رميح
منذ قليل أنهيت كتابا مذاقه بنكهة قهوتي الدافئة وسكره أخرجني من مرارة ركاكة الأسلوب الذي أتلطخ به عند تصفحي لكتابات البعض والتي لاقت ذيعا مؤخرا علي مواقع التواصل الاجتماعي.أنهيت كتابا لكاتبة جمعت بين عمق الاحساس وبلاغة التعبير فتنفست أكسجينا كأنني تزينت بمعصم من الياسمين .فأعاد إلي رونق الحس بعدما شعرت بالضجر من ضآلة الفكر التي تواجهني من بعض كاتبي هذه اﻷيام راكبي الموجة العجيبة للعامية المتكسرة ودمجها مع الفصحي بأخطاء لغويةشنيعة كادت أن تنطق الصفحات كفي عبثا بحروف الأبجدية . لا أعرف أين يتم طبع وتوزيع هذه المؤلفات دون مراجعتها. أمن يملك ثمن الطباعة يقتحم هذا العالم الخلاب الذي يملؤه الخيال ؟! ذاك الخيال الذي يصنع قصورا مشيدة لا يهدمها يأس ولا يقف أمامه عائق أو مستحيل .
كيف يكون مصدر اﻹلهام للشباب كتيبات ضحلة ولا أوصفها بالكتيبات لقلة عدد وريقاتها بل ضخمة كما وضئيلة كيفا.
كيف لمجتمع نرجو له التقدم والحضارة بات يقرأ ويعجب بتوافه الفكر وتفرض عليه لغة ضحلة بلا أهداف بلا عقيدة يفرض مبادئه الذاتية ليتخذها الشباب كمبادئ عامة دون الرجوع للقيم والشرع وقوانين المدينة الفاضلة التي حلم بها يوميا أفلاطون المسكين لو كان يعلم انها مجرد أحلام لاكتفي بالحلم دون تدوينه .
ثمة أوجاع تملأ صدري بثاني أكسيد الكربون تخنقني وأنا أراهم يتوغلون ليهدموا كعبة الضاد .أري ابرهه جديدا يحطمها بتلك اللغة الركيكة يتمطي فيلا من العبث والضحالة وأسلحته تلك التي يحاربنا بها هي ذاتها إعجابتكم وتصفيقكم لها بل وترويجكم لها باﻹضافة إلي عدم التفاخر بأننا نملك لغة من أعظم اللغات التي أنزل بها الله سبحانه وتعالي القرآن الكريم .فقد حبانا بها المولي دون جهد منا. أتعلمون معاناة بعض الشعوب وهي تعمل جاهدة كي تتعلمها لتتفقه فيما أنزل الرحمن ونحن بجهلنا نسيئ اليها بشتي الطرق
فهل من إفاقة هل من إغاثة هل من رقابة ؟!
اوقفوا نشر اللغة المبتذلة . فهناك الآن من يقرأها شغفا ويتخذها سبيلا . فنرجو من الجهات المسئولة
أن تحتاط وتتعامل بوعي وتؤكد علي دور النشر أن يتوخوا الحذر والحيطة من إفشاء الركاكة فكرا ولغة.