كتبت: مها نور
صفحة سيدات مصر من الصفحات التي لفتت الانتباه لها في وقت قصير بعد انشائها علي موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” لذلك بحثنا كثيراً كي نتعرف على اصحاب هذه الفكرة المتميزة والتي تهدف لرفع شأن المرأة المصرية والعربية بشكل عام وقد توصلنا بالفعل لصاحبة هذه الصفحة المميزة والهادفة وعلمنا أن من انشأتها هي سيدة رائعة كمثل سيدات مصر المحروسة، ومن هنا تركنا لها القلم والعنان كي تحدثنا عن نفسها من اعماق قلبها فكان هذا الحوار:
*هل لكِ أن تحدثينا عن نفسك؟ من أنت وبأي مجال تعملين ؟
** انا مصرية امريكية اسمى اليكساندرا كينياس، اقيم فى الولايات المتحدة الامريكية. تخرجت فى كلية الهندسة جامعة الاسكندرية قسم ميكانيكا. بعد هجرتى الى امريكا تركت مجال الهندسة و اتجهت للكتابة. دخلت الجامعة مرة اخرى و درست كتابة القصص الروائية و السيناريوهات السينمائية. اقوم بالتدريب على كتابة القصص الروائية و كذلك انا محررة محتوى للقصص الروائية. نشر لى كتابان، الاول رواية طويلة باللغة الانجليزية و الاخرى مجموعة قصص ساخرة باللغة العربية، كل القصص مستوحاة من قصص المرأة فى مصر. كذلك شاركت فى كتابة سيناريو فيلم “الخروج من القاهرة” للمخرج المصرى الامريكى هشام عيسوى. اكتب كا فرى لانس فى العديد من الجرائد و المجلات فى مصر و امريكا.
الى جانب ذلك، فانا ناشطة نسوية لحقوق المرأة بوجه عام و المرأة المصرية على الاخص. اكتب عن قضايا تمكين المرأة. القى محاضرات اعرف الناس فيها عن المرأة فى مصر فاللأسف يتصور الكثيرون – نتيجة الجهل بجغرافيا وتاريخ المنطقة العربية – ان المراة المصرية وضعها متساوٍ مع المرأة فى البلدان العربية او الاسلامية الاخرى، و بالطبع هذا ليس صحيحا. اتحدث اليهم عن حركات تحرير المرأة المصرية التى بدات فى مطلع القرن العشرين و عن رائدات تحرير المرأة و الحقوق التى اكتسبتها على مدار السنين.
* متي أنشأتِ صفحة سيدات مصر وما هي فكرتها التي اوحت لك بتدشينها؟
انشأت صفحة سيدات من مصر مع بداية هذا العام، و تزامنت مع اداء السيدات نائبات البرلمان لليمين الدستورى. فكرة الصفحة كانت تدور فى ذهنى من فترة، و جاءت فرصة دخول هذا العدد الهائل من السيدات الى البرلمان الى التعجيل بانشاءها. و كأن تسليط الاضواء على عضوات البرلمان و الضجة المصاحبة لذلك، كان بمثابة اشارة لتفعيل فكرة الصفحة.
ما هي أسباب انشاء صفحة سيدات مصر؟
انشأت صفحة سيدات من مصر لعدة اسباب، أولها هو لتغيير صورة المرأة المصرية لدى الغرب. يتساءل الكثيرون عن اسباب نشر القصص باللغة الانجليزية، و السبب فى ذلك هو ان لدى الصفحة جمهور عريض من الاجانب من جميع دول العالم، هؤلاء نخاطبهم من خلال الصفحة لتصحيح الفكرة الموشوهة المرسومة عن المرأة المصرية فى مخيلاتهم.
ثانيا، لاحياء ذكرى السيدات العظيمات قائدات حركة تحرير المراة و التى مع مرور الزمن همشت ادوارهن و كادت اسماؤهن و ذكراهن تتوارى فى طى النسيان، و خاصة للاجيال الجديدة. نحن ندين لهن على الحقوق التى حصلت عليها المراة المصرية و التى تتمتع بها السيدات الى يومنا هذا، هذه الحقوق جاءت نتيجة نضال و كفاح هؤلاء السيدات لسنوات طويلة، و عليه فمن الضرورى ان تعى الاجيال الحديثة بقصص الكفاح هذه، و بضرورة الكفاح و العمل على و المطالبة باكتساب المزيد من الحقوق كما فعلت هؤلاء السيدات.
كذلك اردت انشاء الصفحة كمنبر لتمكين المرأة. لا احد بامكانه ان يتجاهل انه على مدى العدة عقود الاخيرة ظهرت اصوات تتطالب بتهميش المراة، و نتيجة لهذه الجهود المنظمة حدث بالفعل تراجع فى مكانتها وو ضعها المجتمعى و العملى بالمقارنة بوضع المراة فى الستينات من القرن الماضى، عندما ازدهرت مكانتها ووصلت الى اوجها.
نتيجة لما تعرض له وضع المراة فى العقود الفائتة، ضاعت بعض الحقوق منها، و و صلت مكانتها الى حالة من الركود. الصفحة تهدف الى دعوة المراة لاستعادة مكانتها و الدفع بها للمطالبة باكتساب المزيد من الحقوق.
* ما هي الفائدة التي تقدمها الصفحة من وجهة نظرك؟
** صفحة سيدات من مصر تعمل على تشجيع السيدات على العمل و منحهن الثقة بالنفس و القوة. و الصفحة ايضا تبعث رسالة الى جميع السيدات بان “مفيش حاجة مستحيلة ولا حاجة عيب” ، و بان بامكانهن فعل اى شئ يردنه ، ومهما كان الحلم او الهدف فانه بامكانهم الوصول اليه. كذلك هى محاولة لبث الطاقة الايجابية فيهم و التى تمكنهن من مواجهة المجتمع الذكورى الذى أجبرتهن الظروف ان يولدوا و يعيشوا فيه و ما يعانونه من جراء ذلك بشكل يومى.
* من أين تحصلين على المحتوى الخاص بالصفحة؟
** نحصل على المواد التى يتم عرضها فى الصفحة عن طريق أربعة وسائل:
اولا: الشخصيات العامة المعروفة، و التى متاح قصصهم و سيرتهم الشخصية على الانترنت
ثانيا: الشخصيات غير العامة و لكن التى تم نشر عنها مقالات فى مجلات او صحف لانجاز معين قمن به
ثالثا: المراسلات التى تصل الى الصفحة اما من سيدات يبعثن الينا بقصصهن او بترشيحهن لشخصيات اخرى
و رابعا: تواصلنا المباشر مع بعض الشخصيات ذات اهتمامات او انجازات خاصة او اللاتى يقمن باعمال خدمية بدون ضجة اعلامية. تتواصل الصفحة معهن مباشرة و نعرض قصصهن من خلال مقابلاتنا معهن.
*ما هي المعايير التي تختارين على اساسها شخصيات ونجوم صفحتك؟
**المعيار الاول و الاهم و ربما الاوحد لاختيار الشخصية هى انها تكون بالطبع مصرية، ارسلت الينا قصص نجاحات لسيدات من بلاد اخرى و تم الاعتذار عن نشرها لان الهدف الاول و الاخير من الصفحة هو تسليط الضوء على المراة المصرية و مناصرتها و ابراز من خلال الصفحة نماذج لسيدات ناجحات و مكافحات من جميع طوائف المجتمع.
* ما اوجه المساعدة التي تقدمينها من خلال الصفحة؟
** نحاول مساعدة بعض السيدات اللى عندهم شغل خاص بأننا نتكلم عنه عشان نشجعهم و نديهم ثقة فى نفسهم – بدون مقابل طبعا – و بنفهم السيدات اننا مش بنعلن عن منتجات فى الصفحة و لكن بنتكلم عن جهد و كفاح و عمل السيدات اللى وراء هذه المشاريع.
* هل جميع القصص ألتي تنشر مصدرها هم اصحابها بالفعل؟
** بالطبع مش كل القصص التى تصلنا مباشرة من اصحابها يتم نشرها، لان الصفحة ليست كما ذكرت للاعلان عن شخص ولا منتج ولا هى صفحة لعرض المشاكل الشخصية او لتصفية منازعات بين الافراد، و يتم التعامل مع كل قصة كحالة فردية و نقوم بالبحث عن مصادر اخرى للتاكد من القصة حتى لا تفقد الصفحة مصداقيتها فى نشر اخبار لا صحة لها. بالطبع مش كل القصص التى تصلنا مباشرة من اصحابها يتم نشرها، لان الصفحة ليست كما ذكرت للاعلان عن شخص ولا منتج ولا هى صفحة لعرض المشاكل الشخصية او لتصفية منازعات بين الافراد، و يتم التعامل مع كل قصة كحالة فردية و نقوم بالبحث عن مصادر اخرى للتاكد من القصة حتى لا تفقد الصفحة مصداقيتها فى نشر اخبار لا صحة لها.
* ما احلامك التي تريدين تنفيذها وتقومين بتوصيلها عن طريق صفحة سيدات مصر؟
من خلال الصفحة احاول المساعدة فى رفع شان المراة المصرية و لو بفعل صغير كمنحها الطاقة الايجابية و الامل. اريد المرأة ان تدافع عن حقوقها حتى تكتسبها، اريد المرأة ان تكون قوية وواثقة من نفسها، أريدها أن تحلم أحلام عظيمة و تكسر التابوهات المجتمعية التى تعرقل تقدمها.. اريد امرأة مصرية سعيدة، تمشى فى شوارع آمنة بلا تحرش، لا تعانى من التمييز الجنسى فى مكان العمل. اريد الفتيات الصغار ان يحلمن بان بامكانهم ان يصبحن ما يردن فى المستقبل، رئيسة للجمهورية او رائدة فضاء او مراسلة حربية او اى شئ تتمناه بدون ان يقف المجتمع و كلام الناس فى طريق تحقيق حلمها لمجرد انها فتاة.
* هل تؤمنين حقا بالمرأة المصرية وما تقدميه من اجلها؟
انا اؤمن بان المفتاح لمستقبل مصر و تقدمها فى يد المرأة المصرية، لذلك فالصفحة هى مساهمة بسيطة منى اخدم بها قضية المرأة المصرية لانى اتمنى ان اراها باحسن حال، لانها ليست اقل قيمة او شأنا من اى سيدة اخرى فى العالم تتمتع بحقوقها، فضلا عن ان تقدم مصر يتناسب طرديا مع تقدم وضع المرأة.
شكراً لكِ على هذا الحوار الراقي والهام ولكِ منا كل الحب والتقدير على ما تسعين لتوصيله لرفعة شأن المرأة المصرية في كل المجالات