القوه المائيه
بقلم : إخلاص عبد المحسن
قد يبدو العنوان غريبا و مشوقا بعض الشيء
لكن حينما تعلمون أن محور حديثنا عن الدموع فلا مجال للتعجب فللدمع قوة خارقه
قادره على أن تزيح هموما كالجبال الثقال
و خاصة دموع النساء فهي من أقوى القوى المائيه في العالم
يقال أن الدموع هي ماء القلب
الذي تبخر من شدة حرقته فتكثف بالعين و انهمر ليغسل أوجاع الروح .. فهل هذا صحيحا؟
تعالوا سويا لنبحر في عالم الدموع العجيب
تأخذنا الدموع لعالم مليء بالمشاعر المتضاربه و الأحداث المتغيره و المتكرره
تارة نسميها دموع فرح و تارة دموع حزن و تارة أخرى دموع حنين و أنين
أحيانا نبكي حسرة و ندما على قرارات خاطئه قد اتخذناها في زمن بعيد فغيرت مجرى الأمور
و دمعة المظلوم
تلك الدمعة التي ليس بينها و بين الله حجاب
و دمعة الإنكسار و الهزيمه
و خيبة الأمل فيمن أحببناهم و منحناهم كل ما لدينا من ثقة ثم خذلونا و صدمونا بالوجه الحقيقي المخبأ تحت القناع
و لا ننسى دمع الألم على فراق الأحبه الغائبون و هم في الفؤاد حضور
هل تصدقون بما يسمى بدموع الفرح
فلو كنت سعيدا ما الذي يبكيك إذا !!!!!!!!
أعتقد بأن البكاء في هذا الوقت لم يكن من الفرح و لكن من ذهاب الخوف و القلق الذي كان يسيطر على العقل و الروح و يحاول إيهامنا لحد التيقن بأن الخبر الذي أسعدنا للتو لم يكن ليحدث
فنبكي فرجا لا فرحا !!!!!!
نتصفح ألبومات الذكريات و نستمع للأغاني القديمه التي كنا قد سمعناها للمرة الأولى في ذكرى معينه أو مرحلة زمنية معينه من العمر أو حتى نتذوق طعاما كنا نأكله في مرحلة الطفوله أو نشتم رائحة معينه تذكرنا بأحداث جميله نسجها الماضي فأخذت مكانها في ثنايا الروح
فتأخذنا الدموع و العبرات و الزفرات
و كأنها تعيد الحدث أو الذكرى المرتبطه بتلك الرائحه أو الطعم أو الصوت أو الموسيقى
و على الرغم من تلك المشاعر المختلطه الممزوجه بالحنين و الألم و الفرح و الأنين إلا أن النفس تتوق من حين لآخر للبحث و التنقيب في خبايا الماضي
ربما حنينا لطفولة بريئة و نقيه أو ربما هروبا من واقع صادم مرير
و ما هي إلا لحظات و تهدأ النفس و تفيق الروح من هيامها لتصطدم بالواقع بعد الجرعه العبيريه التي استنشقتها من عبق الماضي بحلوه و مره
الدمع نعمة قد من الله بها علينا لتخفيف ضغوط و هموم النفس المثقله
بالإضافة لفوائدها الصحيه في غسل العين و تنقيتها و حمايتها من الجفاف
فلولا الدمع لانفجرنا و لمتنا هما و حزنا
فالحمد لله على نعمة البكاء