شعر وحكاياتعام
متى سأخلع ملامحي !
بقلم: صالحه حسين
متى سأخلع ملامحي !
وجهك الذي يبكي .. ويبصر شفتي .. ويحاصر افكاري ..
كان يوماً ملاذي .. عندما كانت الشمس ترمي بقايا فتاتها على جدار غرفتي ، ثم تقف بجانبك لأرسم ظلك الذي يحاول الهروب مني ، وتتمادى في مد ذراعيك لتداعب جفني وتطبع قبلة باهتة على خدي .
لقد منحتني حق اللجوء للأركان وإذا بي أعانق الظلام الذي استباح ملمسي،
عندها خلعتك مني حين كان الوقت يرتدي لون السماء ويقشر الضوء عن جسدي
وحده جوع الروح من يؤدي رهبنة النسك في العمق …. وحده الحلم من يبلل سطري بأجنة المطر …وحده اللظى من يتوسد خصري …ووحده الشتاء من كان يلتصق بجسد الارتعاش ..تضج رمال الساعة بالصرير ،وقطرات المطر ،ويعسوب الليل ، وفحيح الأشجار ،وطقطقة أصابعي ، وذاك النمرود القابع خلفي.. نقف صفاً …لا نستفيق من كومة الشعور بالانتظار … أين كنت مني ؟ عندما كانت مدارات الفصول الأربعة تتنافس لتركل قلبي …!
وتتستر بشال الشتاء ..ربما تنتهك حرمة السقوط بين ذوائب الترف..على أرصفة الصوت المترنح بي …على رغبات ترغي بذرات جسدي ..على ضوء استباح حرمة ظلي ..على عفريت من الجن لم يحمل عرشي ..على حشود من قلق تخنق أطراف حنجرتي ..أيا مزامير داوود ضجي بعالي الصوت .. وغني .. و يا هدهد سليمان توجني ملكة على قصور الرمال ، وهب لي من لدنك رمق من حول فاه الماء ،حتى تتشابك اغصان خياله حول ذاكرتي، ويدعني أمارس التسول على مآذن الشمس ،فقد أسرفت الذكرى كثيراً في طرد الطمأنينة من بين أضلعي ،وقلدتني تمائم إغريقية ، لتكشف ذاك الجزء المغطى من الحلم المسجى فوق وثير فراشي .. وتعلق بطرف اكمام الروح ،لعل الجسد يجبرني للعودة إلى مراكز المدن الأزلية ….هناك سأخلع حذائي