حنان الشحيمى تكتب ( ارحمى أبنائك ياأم الدنيا)
بقلم /ــ حنان الشحيمى …
منذ صغرى كان يراودني حلما جميلا أرى فيه مستقبلي الباهر الذي سوف أصل اليه يوما ما فى وطني الغالي .
وطنى الذى طلامه قرات عنه بكتبى التمهيدية الصغيرة بلد الأمن والأمان بلد الحضارة العظيمة بلد الفراعنة القدماء العظماء, بلد السياحه والاثار . بلد التاريخ الذى شهده العالم وعجز امامه مندهشا. فكنت أبتسم عندما اقرأ كل هذا عن بلدي وأقول لنفسي سوف أسعي لتحقيق حلمي فالحياة وردى ومستقبلي مشرق ومصر أم الدنيا لن تخذلني أبدا .
وعندما تقدم بى العمر وأصبحت بسن الزهور أرادت البحث عن حلمي ولكن ….. انصدمت بالواقع !!!! هذه مصر؟ هذه أم الدنيا التي قرأت عنها الكثير والكثير منذ الصغر ؟
’’أين الأمن’’.. وطفلي حينما يلهو أمام منزله يختطف فى لمح البصر من قبل تجار الأعضاء البشرية وعصابات التسول .بسبب الجوع والجشع .
’’أين الأمان ’’..وبناتك يسلب منهن إعراضهن في وضح النهار من قبل شباب محرومين جسديا بسبب عدم توافر الفرص لهم بالزواج.
’’أبن المستقبل ’’..وأرى آخى وأبى وابن عمى عائدا إلى فى تابوت جثه هامدة غارقا ببحر يحتوى الملايين من أجساد المصريين الغارقين به بسبب الهجرة الغير الشرعية للسعي وراء الرزق بأي طريقه حتى لو على حساب موته.
أرى شباب يزل ويهان خارج بلده من قبل المدعى بأسم ( الكفيل ) بسبب جلب لقمه العيش لاهله . وبالفعل غير راضى عن هذا الوضع ولكن ما بالأيد حيله .كما يقولون .
شباب هربا من واقع مرير بات يراودهم ليلقوا مصيرا ينتهي بالموت . أو طريق مظلم لا يتخلله بقعة ضوء، ناقمين على ظروف معيشية جعلتهم فريسة لمافيا الهجرة غير الشرعية، وباتت مصائرهم تنتهي برحلة موت بحثًا عن الحياة.
’’أين الاستقرار والسعاده.’’ ..رأيت حلم كل فتاه ينهدم ألا وهو الاستقرار وبناء أسرة مستقلة . فزيادة نسبه العنوسه بمصر ترتفع للسماء . بسبب العادات الاجتماعية المتوارثة في المجتمع المصري ومطالبه اهل العروس باشياء باهظة الثمن وتكاليف خياليه وفى النهاية يلجأ الشاب إلى الهجرة والهرب للخارج لعدم توافر الماديات ومحاولة جلب كل هذه الطلبات.لتحقيق حلم الزواج .
’’أين تحقيق الذات وحلمى المنتظر’’ ..أيضا رأيت للاسف حالات كثيرة من العباقرة والباحثين والمفكرين وخريجى الكليات تركوا مصر لتجاهلهم وعدم الاهتمام من علم وابتكارات وأبحاث واختراعات قدموها وعدم الاعتراف بهم واتهامهم بالعمالة والخيانة وإنكار الوطنية عليهم، إلَّا أنه مازال هناك مخترعون وعلماء لكنهم ينتظرون مصيرهم كمن سبقوهم؛ لعدم مساعدتهم على الابتكار والتطور وعدم الاحتواء والاهتمام بهم من قِبَل الدولة ومسئولي وزارة التربية والتعليم .ومسئولى البحث العلمى . ..
اتساءل لماذا يلجأ هولاء الشباب للهجره؟ألقيت الكثير من الردود. بسبب عدم توافر فرص العمل بوطنه وانتشار البطالةهي المأساه التى تعيشها كل أسرة وكل بيت.. من جرائم النظام السابق ان يترك 13 مليون شاب بلا عمل المأساة التي يجلسون على النواصي والمقاهي والأرصفة.. دولة كاملة من القدرات الشابة لا تعمل ولا تنتج ولا تجد من يعترف بها، ومع أزمة البطالة تأتي أزمات أخرى مترتبة عليها في مقدمتها أزمة الزواج للشباب والفتيات معا.. وأزمة الإسكان وهي واحدة من أخطر أزمات المواطن المصري ولا يبدو هناك حل لها في الأفق القريب خاصة مع الإرتفاع الرهيب في أسعار العقارات الخاصة والحكومية .وانتشار الواسطة والمحسوبية وانعدام العداله الاجتماعبه فى المجتمع يقود الشباب للإحباط ومن ثم الهرب . عدم وجود مشروع قوى بلتف حوله الشباب وان وجد فللاجانب الاولويه فى لالتحاق به .انحدار التعليم وعدم اتفاق المناهج الدراسيه لدى الطلاب مع احتياجات سوق العمل . ’’
أيضا من المهم ذكر جيش مصر العظيم والنظر إليه باعتباره العمود الفقري للدولة المصرية.
ولا شك ان حماية الأوطان والحفاظ على استقلالها ومقدراتها والحفاظ على سلامة أراضيها وأجوائها ومياهها الإقليمية مهمة لا يحملها الا الشباب العظماء الذين وهبوا أنفسهم من اجل هذا الواجب المقدس دينياً ووطنياً ودستورياً.
الشباب هم أساس النهضة والتقدم , وعصب الأمة وروحها , وجيشه المجاهد وسيفه المهند , فإذا أردت أن تعرف تقدم الوطن أو تأخره فياترى تنظر إلى من ؟ لا شك أنك تنظر إلى الشباب , نعم إلى الشباب تنظر إلى الشباب معلم أو معلمة , طبيب أو طبيبة , مهندس أو مهندسة , طالب أو طالبة . . . إلخ , انظر إليهم فى أخلاقهم وعلمهم وملابسهم وكلامهم , فمن يقدم الوطن إلا الشباب ؟ ومن يحمى الحمى إلا الشباب ؟ ومن ينصر الأمة إلا الشباب ؟ ومن يحرر المقدسات إلا الشباب ؟ ومن أجل ذلك وصانا الرسول بالشباب فقال : ( استوصوا بالشباب خيراً فقد نصرنى الشباب وخذلنى الشيوخ ) ,
فيجب على الدولة الاهتمام بهؤلاء الشباب وتجعلهم فى أماكن مرموقة وتجعلهم قادة وتضعهم فى مكانة عالية وتغدق عليهم الجوائز والأوسمة وهؤلاء, فعلى شباب مصر أن يهتم بالعمل والمذاكرة إن كان طالباً وأن يهتم بالإنتاج والعمل إن كان خريجاً وموظفاً , فما أجمل أن نأكل من عمل أيدينا وما أجمل أن نحافظ على شعار ( صنع فى مصر ):
وفى نهاية’’ القول دعونى أهمس فى أذنكم بمقولة قالها علينا الغرب قديماا (إن العرب يأكلون ما ل يزرعون , ويلبسون ما لا ينتجون , ويقولون ما لا يفعلون , ويفعلون ما لايعقلون ) هذا عار علينا أيها المصريون.
.. لقد خلقنا الله وحب هذا الوطن يسري في دماء كل ابن من أبناء مصر.. افتحوا الأبواب للشباب لأنهم المستقبل ولا شئ غيرهم
الى ابن سينتهى بنا المطاف يأم الدنيا سنظل نقوم بالثورات ونهاجم رؤوسنا ونفقد الكثير من شبابنا حيال ذلك الى امل صلاح شأنك والنهضة بك . ام ستستمرين بالمشاركة بقتل شبابك الطموح وسفك دمائهم بسبب الهروب منك لقسوتك عليهم . واغتصاب بناتك فى وضح النهار . وخطف اطفالك وتشردهم ايضا بيبب الجوع وضغوط الحياه التى تواجه المواطن .
.فمتى تعود طيور مصر المهاجرة إلى عشها ووطنها مرة أخرى؟متى سنقضى على الجوع والفقر وتشرد أطفالنا بالشوارع . متى ننهض بمصر للأمام ونقضى على الفساد المنتشر الذى كان نتيجة احباط الشباب والوصول بهم الى هذا المستوى المتدنى . متى ستحتوى أبنائك ياأم الدنيا . متى متى ؟..أسئلة قد نجد إجابتها عند الجميع إلا من هم في الحكم الآن…