يأكل غربتي ولا يعرف للشبع عنوان
يا أنتَ…
يا من تتمرغ في ذاتي وجعاً ،
مذ كنت رغيفي وحنيني
والآن بلا أنت َ…
أضيع ,
لقد قتلتني الوحدة
وأرصفة الانتظار ,
أشتاق أن أسمع صوت المطر
وأنفاس الفجر من خلف أسوار الحلم
لنهب القصائد دموعا لا تنضب..
على جناح غيمة محملة بالشوق
لتروي حكاية غربة
تسكن الروح في ليال الحنين
إنه الحنين …والوجع الغامض
رَغم الجفاف وَحرِّ الصيف
أحسُ بحنينٍ غامض
شيئ لا أعلمه
نفضتُ عَن نَفسي
حَالة شرودي ودهشتي
و ألغيتُ لغة المسافات
وأرقام القياسات
لأمتطي صهوة أحلامي
أستعير من الطير جناحه
لأحلق في الأفاق
كيمامة لا تعترف بالحدود
ولا تخشى التفتيش عند المعابر
ولا صلْب الأجساد
تحت شمس الظهيرة.
الدمعة بين أحداقي تمور
الشمس تهدُ جدائلها
لتلفني باشتعالها
تلسعني بِحَرِّها
وألسع حروفي
بوجعي المستميت
يأكلني الحنين …
ولا يعرف للشبع عنوان
الروح تكاد تنفطر
أتوسد هامات الحرف
فأجد نفسي أكتب عنكَ
عن رغيف خُبزنا اليومي
عن الغربة
يسرقني الحنين…
أدمنا الغربة يا وطن
و تذاكر العبور
ترهق جسد الحقائب
فلا تهبنا حياة جديدة
ولا تمنح
لأجسادنا ظلا أخر…
ما عاد الصباح …
يحمل رائحة نوار اللوز
ولا رغيف الخبز
فقد بات مخمورا
برائحة العطر الفرنسي
والقهوة البرازيلية
كل شيء…غريب
وليل السهر
فيه آلف غريق وغريق …
وأنين الغربة
أسمع شهقاتها
أضم ضلوعي
فلا أختبس إلا الخواء
كوابيس
تنقر في رأسي
تبحث عن فكرة شاردة
علها تمطرني حنينا
وتنقذني من التيه….
أتكور في جسد الغربة
ندبة منبوذة على وجه الغياب
تحتضن يداي الفراغ
ويعلو شهيق الانتظار
تحت عجلات الصمت
نحن العابرون
الى الضفة الأخرى
وجدار المدينة الحزين
وأحلام الصبا
وفي القلب نقش دفين
لطقوس سرمدية
تحمل في طياتها كفن الموت
وسعف النخيل
ليتهم يدركون وجع الغربة
التي قضمت أنامل الشوق
يشيرون إلي …
بأصابع الاتهام
كلما نزفت روحي فوق الورق
أيا ليتهم يعلمون …
– أنها الكتابة المغزولة بأنامل الحنين
المجدولة من الحزن الناعم .
نحن الباحثون عن وطن
يحتضن أشواقا سكنتنها منذ عصور..
فاطمة جلال- بوح حكاية
20 – آب – 2012