الفيل و الحمار والسباق نحو البيت الأبيض ….
بقلم الكاتب محمد فخري جلبي
غدا هو يوم مختلف جدا بالنسبة لسكان العالم !! فغدا سوف تبدأ العملية الأنتخابية حيث سيتوجه ما يقارب نحو 100 مليون ناخب أميركي إلى صناديق الاقتراع لمنح بطاقة الفوز لأحد المرشحين ليصبح رئيس أقوى دولة في العالم وستضاء أنوار البيت الأبيض لاحقا أبتهاجا بفوز الحمار أو الفيل (الشعاران الغير رسميان للحزبين ) .
كما أن أقطاب السياسة والقادة الأقليميين الأصدقاء منهم والأعداء (روسيا ، الصين ، كوريا الشمالية ، ألخ) والأعلاميون والمثقفين والمنظرين والعملاء السريين والعلنيين (بعض القادة العرب )وجميع من يمتهن السياسة كمورد رزق وكحصان طروادة للأحتيال وأستعباد الشعوب بأسم القانون فسوف يكونوا في ذروة أنشغالهم بترقب نتيجة الأنتخابات وماسوف تفرزه صناديق الأقتراع، بل أن البعض ممن أرتبط عمله بالتخابر على أعلى المستويات (صفقات السلاح الوهمية ، مقابر المواد المشعة) أوالأنصياع لأوامر المعسكر الديمقراطي القيادة الأمريكية الحالية فهو مصاب بالذعر لأمكانية فقدان رب عمله وبالتالي زوال الحصانة المفرطة المناطة به ننيجة سقوط داعمه الرئيسي . وينصب هذا التقييم أيضا على بعض قادة الدول العربية حيث الأمور ماتزال غامضة ومربكة للبعض مثل السعودية والتي تعتبر فوز هيلاري كلينتون هو بمثابة الضوء الأخضر والسماء المفتوحة لأستمرارية ماتقوم به داخل وخارج حدودها وخاصة بعد التقارب المميز المفضوح مؤخرا بين القيادة السعودية في الرياض وكلينتون وحلفائها ومرؤوسيها في واشنطن ودورها الريادي في منح آل سعود حرية التصرف في الملفات الداخلية والخارجية مادام المال السعودي يصب في سلة صفقات السلاح وبمئات المليارات ومايكشف النقاب عن علاقة المصاهرة القوية تلك هي وثائق ويكيليكس الأخيرة حول معرفة هيلاري كلينتون بقيام السعودية وقطر بأنشاء تنظيم داعش عن طريق ضخ الأموال لتلك الغاية وذلك عقب تسريب رسائل من بريدها الألكتروني .
وضمن نفس المنحى فالقيادة السورية تتمنى وتصلي لفوز مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب لأعلانه الصريح بعدم التدخل بالصراع السوري والأكتفاء بمحاربة داعش فقط وبسبب معطيات الغزل المبطن بينه وبين بوتين والذي يعتبر الوالد الشرعي للقيادة السورية والمدافع الشرس عنها ، وذلك على عكس كلينتون التي تدعم فصائل المعارضة المعتدلة والذي سوف يترجم فوزها بتأجيج الصراع السوري حيث ستواظب على أستمرارية العمل بأستراتيجية البيت الأبيض الحالية ولكن بدفع أقوى من خلال تخطي جميع حواجز ترقب رد الفعل الروسي أو الأنطواء عقب صدور فيتو روسيا كان أم صينيا في مجلس الأمن .
بل أن تفعيل سياسة صف المشكلات مع الجميع وكيفية الأستثمار من خلالها يعتبر من المسلمات بالنسبة لهيلاري كلينتون خلافا لترامب الذي يطمح بأخذ الجزية مقابل تلك الحماية وأعطاء الفرص للأعمال التجارية الفردية ومنحها رقابة أقل تشددا وعدم التدخل بالأسواق بأعتبارها تشكل العوامل الرئيسية للأزدهار الأمريكي هذا بالأضافة إلى طرد المهاجرين والتلفظ بأقسى العبارات بحقهم وحق أخرين من مواطني الولايات الأميريكية وهو المعروف عنه بوقاحة ألفاظه وحتى أواخر أكتوبر أحصت صحيفة نيويورك تايمز 282 شخصا ومناسبة وجه فيها ترامب أهانات على توتير منذ بدء ترشيحه .
أستطلاعات الرأي تتأرجح بين الديمقراطيين والجمهوريين مع ميل الكفة للديمقراطيين في معظم الأوقات ، والولايات المتحدة الأمريكية مهما كان أسم الفائر بالرئاسة فيها فأنها تملك تاريخ طويل من أضاعة الفرص بتوطيد العلاقات مع دول العالم وأحلال السلام وهي سيد من قام بأفعال تعارض شعاراتها ، فالمنظومة الأقتصادية الأمريكية غارقة بالدين وتحتاج لأشعال الحروب وذرع بذور الشقاق بين الجميع لطلب الحماية الأمريكية المشروطة . وبحسب أعتقادي ومن خلال المؤشرات المبدئية والتي ترجح فوز هيلاري كلينتون فسوف نشاهد حلقة تلفزيونية مليئة بالشتائم من قبل ترامب والذي سوف يقر بتزوير الأنتخابات بسبب أنعدام الثقة بين المرشحين . وتجدر الأشارة هنا أن حالف الحظ دونالد ترامب وفاز بأغلبية أصوات الناخبين فهذا لايعني بالضرورة فوزه بالمعركة الأنتخابية فبأمكان هيلاري كلينتون التوجه للمجمع الأنتخابي المكون من 538 ممثلا من جميع الولايات الأمريكية ال 50 لقلب النتيجة لصالحها كما حصل عام 2000 مع آل غور عندما حصل على أصوات أكثر من جورج بوش والذي قام المجمع الأنتخابي بأعلانه فائزا بالرئاسة ضاربا عرض الحائط أصوات الناخبين !!!!
(جدير بالتأمل هو المجمع الأنتخابي الأمريكي وتشدق بعض العرب بديمقراطية الولايات المتحدة الأمريكية ) . وبالحديث عن المرشحين فأن معظم الدول الأوربية تؤيد فوز هيلاري بالأنتخابات حيث يشكل ترامب المجهول بالنسبة لهم ، وعلى الصعيد العربي فالأمر سيان فكلا المرشحين لن يبالي بمطالب الشعوب العربية مهما كلف الأمر .