بقلم: دينا شرف الدين
ومن غرائب و عجائب القدر التي تفرض نفسها بكثافة على أرض المحروسة بشكل غير مسبوق ، هذه الحالة من انعدام الضمير و فساد الأخلاق و تدني الأداء علي كافة المستويات وفي كافة المجالات !
فقد انتشرت مؤخراً علي مواقع التواصل الاجتماعي – هذا السلاح ذو الحدين – صور قام بنشرها إحدى الأسر المصرية لكيس خضار مجمد مغلق عليه اسم أحد كبرى شركات المنتجات الغذائية و خاصة الخضراوات بأنواعها ، يحتوي هذا الكيس اللعين على رأس فار واضحة و صريحة ممتزجة بقطع الخضراوات المشكلة المجمدة !!
و قد دشنت عدة صفحات هذا الهاش تاج الذي لفت نظري واتخذت منه عنواناً لمقالي اليوم (رأس الفار في كيس الخضار )!!
و بكل أسف لا يدل هذا إلا على أن الفساد وانعدام الرقابة وفقدان الثقة في كل شئ قد بلغ عنان السماء !
أين إذاً الجهة أو الاسم أو المنتج المتبقي الذي قد يثق به المصريون ؟
لا يوجد شئ : فما علينا من المنتجات المعلبة أو المجمدة سواء كانت لحوما أو دواجن أو حتي خضراوات ، و لكن الأدهي و الأمر أنه حتى السلع الطازجة التي يراها المستهلك بأم عينه قبل أن يشتريها هي الأخري لا تخلو من البلاء !
فعلي سبيل المثال لا الحصر :
سمعنا و تأكدنا أن جميع الخضراوات و الفاكهة المتوفرة في الأسواق تترعرع على الأسمدة المسرطنة التي لاتزال حكومتنا الموقرة تستخدمها دون توقف أو إعادة حسابات !
و كذلك اللحوم التي نراها معلقة طازجة عند الجزارين ، في كثير من الأحيان نفاجأ أنها قد تكون لحوم حمير أو لحوما مجمدة تم تفكيكها وطرحها على انها بلدي و بأعلى سعر !
و بالنسبة للدواجن التي تتغذي على الأعلاف الغريبة التي تضاعف سرعة النمو أضعاف و بالتالي تتحول الدجاجة إلي بروتين ضار بالصحة ، هذا بجانب الدواجن المستوردة المجمدة المصابة بالأورام السرطانية ، و التي رأينا لها صوراً مثلها مثل رأس الفار في كيس الخضار !!
أما المصيبة الكبري ؛
فتتمثل في الوجبات الجاهزة في المطاعم الشهيرة الفاخرة و التي تمتص دم الزبون مادياً في مقابل تقديم أنواع و تشكيلات متعددة من الأمراض الخطيرة على طبق شهي مزين و منمق !!
لمن يطمئن. إذاً المواطن و لأي نوع من السلع ، فكل الطرق تؤدي إلى روما و بأعلي سعر !!
أين الجهات الرقابية و مسئولو التموين و جهات المحاسبة و المعاقبة الفورية التي لابد و أن تقع بصرامة علي كل من يتربح على حساب صحة و أرواح. المصريين ؟
فإن لم يكن هناك ضمير و لم تعد هناك أخلاق ،، فلابد و أن يكون هناك رقابة و تكون هناك عقوبات قاسية على هؤلاء المستهترين العابثين بأرواح المصريين .
هل من إجابة قد تثلج الصدور ، أم أن الحال سيبقى على ما هو عليه ، و يكون كالعادة لا حياة لمن تنادي .