الوصايا
الوصايا …
بقلم الكاتب محمد فخري جلبي
سقط الجدار عن الجدار في دمشقَ
متشابهاتٌ رياحين المقابر حين تسقىَ
بأصبعين نادى للنصر طفلٌ
فأستفاقت وحوش بالكهوف تشقىَ
صلبوا المسيح في بلادي ألف مرة
رجموا المأذن بالحجارة
أعطوا الشياطين بنادقَ
حرروا من قوم عاد كل سارق
جعلوا أبو لهب خليفة
وحمالة الحطب مبعوثة للسلام
قالوا أصبروا فبعد الموت عزٌ
فمشينا للموت الوف لسنا نخشى
لم يعد خلف الضباب شموسٌ
لم يعد خلف النوافذ عذارى
كلنا في العتمة بلا ملامح
كلنا في المنافي بلاأحاسيس كاواني النحاس
كلنا عربٌ نصرخ ياعروبةَ
وليس يلبي النداء سوى دمشقَ
أعطني خبزي وخذ دمي ودمعي
وأستبدل جفافي بأعاصير الشتاء
ودع عنك السكوتَ رحماكَ أبن عمي
فلم يعد في العرب سواك يبغى
سجل أيها القاضي المبجل أتهاماتي
بأني عربيٌ في زمن الشتات
فلسطين لم نعد نشكي رحيلك
فكل أوطاني رحلت دون رجعة
أنت يامن الأن تقرأ الوصايا
وتلف الساق فوق الساق دون رأفة
سجل ايها التاريخ أنهزاماتي
وأبن عمي يدخن كل حين مماتي
والشهوة فيه .. مني للحياة
ويزعم بأنه لو كان يعلم مأساتي
لدك قصور الظلام بلا هوادة
عابرون في الدنيا كغمامة حزن
لاسماء تمسح دمعنا
ولافنادق تمنحنا سريرا
سقط الجدار عن الحدار في دمشق
متشابهات أوجاعنا لاتحسبنا في القعر نحيا !!!