وهل يضير الشاة سلخها بعد ذبحها؟؟
هذا المثل العربى القديم قد ذكرنى بحال شعب مصر المطحون بعد ما أصابه ما أصابه من أحمال أثقلت كاهله، ولم يعد يقوى على حملها رغم الالتزام.
بالصبر المعتاد عند الشدائد !
اشتركت أطراف عدة فى ذبح الناس مادياً ومعنوياً مع اختلاف النوايا التى دفعت كل طرف من هذه الأطراف، فلم تكن كلها حسنة ولم تكن أيضاً كلها سيئة !
الطرف الأول (الدولة )
فقد اتخذت الحكومة قراراتها العصيبة جداً لمواجهة شبح الانهيار الاقتصادى المحيط من كل اتجاه، و نزولاً على اشتراطات صندوق النقد للحصول على القرض المنتظر، فرفعت الدعم عن الوقود والكهرباء وبناء عليه ارتفعت الأسعار فى نفس ذات الليلة ولم تنتظر للغد ! فما أن استبشر المواطنون بنزول سعر الدولار خمسة جنيهات بين ليلة وضحاها، حتى استيقظوا فى اليوم التالى على خبر تعويم الجنية !!أى انخفاض قيمته الهزيلة إلى نصفها بالمقارنة بالسعر الثابت بالبنوك للدولار ! هذا مع ثبات الدخل الذى انخفضت قيمته للنصف بعد تحرير سعر صرف الجنيه !!
ألتمس العذر الكامل للدولة فيما يخص تلك القرارات الاقتصادية القاسية على المواطن حيث أنه لم يكن هناك خيار آخر، وهى أزمة وهتعدى وعلينا الصبر على البلاء !
ولكن :
هل تتخذ الدولة إجراءاتها دون تأمين الحد الأدنى لحماية المواطن من جشع التجار الذين إن حق لهم رفع السعر جنيه رفعوه عشرة دون أدنى رحمة ولا رقابة صارمة من المنوط بهم الرقابة !!
فكل ما صرح به رئيس الوزراء من إجراءات الدولة لتحسين الضمان الاجتماعى فى المؤتمر الصحفى الذى عقده، هو زيادة مبلغ من 18 إلى 21 جنيهاً للفرد على البطاقة التموينية !!
بالإضافة إلى بعض الوعود بزيادة فرص العمل عندما تنهال على مصر الاستثمارات المنتظرة، والسلام عليكم. ورحمة الله وبركاته !
سؤال للسيد رئيس الوزراء: ماذا فعلت لتحمى محدودى الدخل والفقراء والمحتاجين فى مواجهة الغلاء المتضاعف كل يوم؟.
الطرف الثانى (مجموعات الخراب ودعاة الفوضى):
وهؤلاء أيضاً تكثفت جهودهم ولم يعد يشغل بالهم سوى إسقاط النظام وعودة الثورة وما انقطع معها من خيرات كثيرة كانت ولم تعد !
وتحول الشعب الصابر المثابر إلى طُعم تتلقفه أيادى المتلاعبين لتجعل منه ومن غضبه المكتوم وقوداً للنار التى تود إشعالها فى البلاد !!
ويظل الشعب حائراً ممزقاً بين فكى الرحى، ما بين دولة تسعى لإنقاذ اقتصادها من الانهيار المحتم بنية صادقة للإصلاح وترى أنها مجرد ضائقة علينا جميعاً أن نتحملها من أجل مستقبل أفضل، وبين قطاعات المصطادون بالماء العكر لإشعال نيران الفتنة من جديد عن طريق استثارة غضب هذا الشعب الذى طفح به الكيل وأثقلته الهموم وضاق به العيش أكثر من قدرته على الاحتمال !!
فلم تعد هناك طبقة قادرة على تحمل القفزات المتلاحقة للأسعار سوى الطبقة العليا فقط، أما باقى طبقات وشرائح المجتمع الأخرى وهى الأكثرية، لم تعد لديها قدرة على تدبر العيش ولو فى أضيق الحدود !!نهاية :
رحمةً بعزيز قومٍ قد زلته صعوبة الأحوال، ونظرة بعين الاهتمام الجاد، لا حزمة من الوعود المكتوبة للمؤتمر الصحفى فحسب، وحذار من نفاذ الصبر.