عاممقالات

لورانس لم يمت … بقلم الكاتب محمد فخري جلبي


لورانس لم يمت …

بقلم الكاتب محمد فخري جلبي
الأنظمة العربية ديدنهم الأقتتال مع الدول العربية الأخرى وقمع الشعوب وتعميم واقع الفقر والجهل من أجل الأستمرار في حالة الفراغ مماينسف أي رؤية مستقبلية يمكن التعويل عليها من أجل تحسين الأوضاع المعيشية والخروج من دائرة الأقتتال العربي العربي بمايخدم أهداف الدول الأقليمية ،
على عكس الدول الغربية المتوافقة فيما بينها ضمن أتحادات معينة تحت لواء البيت الأبيض أو الكرملين . ومما لاشك به بوجود أولويات وخطط عمل مسبقة لكل زعيم عربي من قبل المانح لهذا المنصب والصلاحية المكتسبة ليس من قبل الشعب بل من قبل الداعم الخارجي حيث فرضت تلك الأولويات وخطط العمل مع أخذ الموافقة الطوعية للموظف الجديد .
ولكن السؤال الفرضي متى ينتهي العقد المبرم بين الزعيم العربي والمستعمر الغربي ؟؟
ومعروف للقاصي والداني بأن المنطقة العربية تشكل أكبر ساحة صراعات في العالم وأكثرها سخونة على جميع الأصعدة حيث تبقي مصانع الأسلحة الغربية تسابق الريح لتلبية طلبات زبائنها هناك حيث الجميع منغمس في حروب خاسرة ولمزيد من التوضيح ..
سوريا ضد السعودية وقطر 
بغداد ضد البحرين والسعودية
السعودية ضد اليمن وسوريا
لبنان قبل عون ضد سوريا مع السعودية
الجزائر ضد المغرب 
مصر تتواجد ضمن جميع الصراعات بحسب مصالحها
الأردن الباحة الخلفية للجميع 
والعامل الأكبر الجاذب لتلك الصراعات وليس الوحيد هو الصراع بين معسكر المد الشيعي (إيران وحلفائها) ومعسكر التصدي السني (السعودية وحلفائها ) ولكن قبل أن نتهم الغرب بزرع بذور الشقاق وتغذية تلك النزعة الطائفية المقيتة لقطف ثمار تلك الصراعات من خلال الأصغاء التام من قبلنا لردود أفعال مصطنعة مشكوك بغاياتها تتناسب مع الأحداث المصطنعة أيضا من قبلهم ، حيث تبدي الدول الأقليمية قلقها البالغ إزاء ممارسات المتناحرين ضمن سياج الدولة الواحدة ، وبسبب أنعدام الثقة وألغاء مبدأ الحوار المشترك بين جميع الأطراف والأرتهان المسبق للمخططات الغربية مما يستوجب وبطلب من الأنظمة العربية مدفوعة بزخم الضغط الشعبي لطلب الحماية من الدول الأقليمية بعد ضرب فاتورة الحماية بمائة ضعف !!
فمن السبب يتلك الحالة المزرية التي وصلنا إليها وواقع الأرتهان الأعمى للدول الغربية الذي نغوص في مستنقعه؟؟ إليس نحن العرب من فتح أبواب مدننا وأستقبلنا الغزاة أستقبال الأبطال الفاتحين وألقينا فوق رؤوسهم الأزهار والأرز ليقوموا بنهب مواردنا وبناء معسكراتهم ضمن أراضينا !!
وكما فضح نفسه لوارنس العرب حين قال ( لو قيض للحلفاء أن ينتصروا فإن وعود بريطانيا للعرب لن تكون سوى حبر على ورق ) 
فلم يزل الأمر مستمرا في وقتنا الحالي ولكن اللورانسات الحالية لم تقوم بكتابة مذكراتها بعد لتكشف خداعها المنطلي على العرب . 
وبعد فوز ترامب بادر جميع الزعماء العرب للمباركة وتقديم فروض الطاعة والأمل من الرئيس الجديد بأنصاف قضاياهم ضد الدول العربية الأخرى ..
مبروك عليكم لورانسكم الجديد أيها العرب ..
وضمن السياق ذاته أن كان المد الشيعي فيروس خطير لابد من القضاء عليه قبل أن يفتك بالجسد العربي فلما لايقف جميع العرب ضده ؟؟ وأن كان التصدي السني حالة هجومية عدائية لامبرر لها فلما لايقف العرب ضدها ؟؟ 
أي وبمعنى أدق لما لانقف جميعا في ضفة واحدة ؟؟؟
لكن العائق الرئيسي أمام فهمنا لتلك الحقيقة والتصالح مع أنفسنا هو الحملات الأعلانية التضليلة والتي تبنى على قاعدة ثابتة وهي اللعب على وتر الأنتماء الديني بداخلنا لنستمر في حالة العداء الشرس ضد بعضنا البعض ، وبذلك تتحقق غايات ومصالح الدول الكبرى . 
فلم يكن أوباما من حفظة الأحاديث النبوية وليس بوتين معمم شيعي .. 
وماظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون .
وعلى سبيل المثال حيث اليوم في الجمهورية العربية المصرية تشتعل ثورة الغلابة بقيادة الأخوان المسلمين ضد الطبقة الحاكمة ولكن السؤال العفوي إليس المعسكران المتناحران ومن لف لفهم من حملة الجنسية المصرية إليس من الممكن للفريقين الأجتماع على طاولة واحدة من اجل تقعيل حوار دون شروط مسبقة تحت مايسمى مصلحة المواطن المصري ؟؟ ولماذا يجب أن يكون حكم البلاد أحادي الصبغة وليس مشترك بين الأخوة المصريين !!
إلم يحن الوقت لندع مشاكلنا جانبا ونطرد لورانس المستعمر خارج حدود دولنا لنرتقي إلى مصاف الدول المتحضرة ونغادر أعتاب الدول الفقيرة النامية ..

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock