ترامب سيتحرش بالجميع فأستعدوا !!
بقلم الكاتب محمد فخري جلبي
عندما توجست خيفة وشعرت بالقلق العميق قبل صدور نتائج الأنتخابات الأمريكية وأحتمال فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية وتداعيات فوزه على التوازن العالمي الهش من خلال مقالتي بتاريخ 9 نوفمبر تحت عنوان ” دونالد العنصري رئيس أمريكا” ،خرج علي القاصي والداني ليخبرني بأن الرئيس الأمريكي ليس صاحب قرار !! وإنما هناك مؤسسات تديره كالبنتاغون وجهاز الأستخبارات المركزي ، ويجب عدم الأصغاء. لتصريحاته العدائية ضد الجميع وعدم القيام بردود أفعال مسبقة . وهاهو الأن (ترامب) يضع النقاط على الحروف ويعين أعضاء حكومته العنصريين المهاجمين في السابق للمهاجرين والمسلمين ، ومنهم من يؤمن بنشوب حرب ياجوج وماجوج النووية كخيار لابديل عنه ، والأخر يعد أكثر تماثلية مع ظاهرة الأسلاموفوبيا ومن أعتى المناظرين فيها .
وعندما كانت دول أوربا تحذر من مغبة فوزه وترسل رسائل مشفرة للشعب الأمريكي مضمونها بأن فوز ترامب سيشكل هزة سياسية تضرب جنبات دول العالم وبأن تغير مزاجات الناخبين الأمريكيين غير محمودة العواقب ، كانت أيضا تدعم في السر والعلن هيلاري كلينتون وترسل التهديدات المبطنة في حال فوز ترامب بقطع العلاقات مع واشنطن ، وعلى الصعيد العربي وأحتدام النقاش حول المرشحين توجه بعض العرب المدركين حقيقة مايعنيه فوز ترامب بالرئاسة بتقديم الهبات المادية لدعم حملة كلينتون الأنتخابية ( العاهل المغربي تبرع بعشرة ملايين دولار لصندوق كلينتون الأنتخابي ) ، فتلك لم تكن حركات بلهوانية أو مجرد أندفاعات خلف غرائز لامبرر لها فمن الواضح مسبقا جنون ترامب وتوجهاته المتطرفة وسلاطة لسانه وفحش أفعاله حيث لم تسلم منه أنثى على بعد عدة أميال ، بالأضافة إلى جملة القضايا المقامة في حقه والتي لاتعد ولاتحصى وعلى سبيل المثال تقرير مجلة “تايم” الأمريكية حول قضية الجامعة المزعومة والتي أنشاها صقر واشنطن الجديد
حيث يواجه ترامب تهمًا في دعاوي تتضمن 3 محاور وهي أنتهاك حقوق المستخدمين والأبتزاز ومخالفة الحقوق المدنية وهذه القضية إنما هي فيض من غيض وماخفي كان أعظم مما يوحي بفظاعة الرئيس الجديد . وضمن السياق ذاته فمن المفهوم قيام دونالد ترامب بتعيين أعضاء أدارته من المتشددين اليمينيين مما يجعل المشهد الدولي أشد خطورة فهم على شاكلته ومن أتباع تلك العقلية النازية بأبادة كل من لابنتمي لهم ، كما ومن المفهوم أيضا قيام ترامب بتعيين حمل وديع كوزير الخارجية كمحاولة منه لأرسال تطمينات بلا ضمانات لدول العالم على الرغم من العداء السابق بين الرئيس ووزير الخارجية المقترح ، ولكن وبسبب عدم وجود خطوط حمراء في عالم السياسة وعدم أعتراف السياسيين بالمحرمات وعهود الشرف
نحى الرئيس الأمريكي المنتخب خلافاته جانبا لغاية في نفسه مع ميت رومني، وهو المرشح الجمهوري في أنتخابات الرئاسة الأمريكية العام 2012 . وفي مارس/آذار الماضي أدلى رومني بخطاب ناري أعلن خلاله أن ترامب سيكون رئيسا خطرا وأن سياساته بإمكانها أن تتسبب في ركود الولايات المتحدة ولكن حين أستقباله من قبل ترامب بادره رومني (أسعدت صباحا سيدي الرئيس ) هنا وعند هذه النقطة تحديدا تستطيع عزيزي القارىء وفي حال صعود رومني لمقعد وزير الخارجية الأمريكية أن تتهمه مسبقا بالخداع والكذب والقفز فوق معاني الكلمات عندما تدعو الحاجة لذلك على غرار جون كيري وخطاباته المطمئنة على عكس ماتترجمه الطائرات الأمريكية ، ولكن غير المفهوم أطلاقا هو قيام بعض الدول العربية يتبعهم جيش من الأعلاميين والمحلليين بلعب عدة أدوار أستباقية قبيل أغلاق صناديق الأقتراعات في بلاد الهوت دوغ بأن فوز ترامب وأن حصل لايعني بالضرورة مؤشر خراب للعرب حيث هناك مرجعيات ومؤسسات تقود عربة قرارات الرئيس الأمريكي فهو ليس الأمر الناهي ، والمضحك بالأمر قيام بعض العرب بالحديث عن تلك الأمور حيث جميع فئات الشعب يرقصون عراة فوق صفيح ساخن أن شاء رب البلاد فكيف لرئيس أمريكا .
فإلى متى يستمر الناطقين بأسم الحكومات العربية والأعلاميبن بغسيل أدمغة العرب ؟؟ وماأوجع عروبتي حد الصراخ هو تصريح الصهيوني كوهين في برنامح الأتجاه المعاكس (كفاكم غسيلا لعقول العرب ) وقد صدق العدو بقوله . وهاهو ترامب يضع التشكيلة النهائية لفريقه العنصري من الطراز الأول عالميا لغزو العالم ولم يتبقى سوى أن يقوم أولئك الأشخاص بتطبيق رؤيته المجنونة وتنفيذ أجندته بطرد جميع المهاجرين من الولايات المتحدة ، وبطلب الجزية من دول العالم وتصعيد اللهجة العدائية مع الأصدقاء والأعداء في آن واحد مع تفعيل حوار السلاح النووي خاصة بأن معظم الأسماء المقترحة لأدارة ترامب يؤمنون بفرضية نشوب حرب نووية في وقت من الأوقات .
وللمقارنة بين الأعلام العربي المغيب عن الواقع والأعلام الأسرائيلي المدرك بواطن الأمور (والطرح لأجل التشكيك بنوايا الأعلام العربي وليس لمنح الأعلام الأسرائيلي وسام النزاهة !!) فلنتطلع على تصريحات الصحف في هذا السياق !! فصحيفة
“هأرتس ” الأسرائيلية تترجم التعيينات الجديدة وأن تمت بأنها مؤشر خطير لقيام حرب عالمية نووية وتنصح دول العالم في أعداد ملاجىء للأحتماء من السلاح النووي ، وعلى الجانب الأخر بعض الصحف العربية تتكلم عن الدورة الجنسية لجراد البحر وتطمئن القراء العرب بعدم أمكانية قيام الرئيس الأمريكي بفعل أي شيء ( يدخل بيتي ويسرقني ويغادر والشرطة تقول لاتخف نحن قادمون ) .
على جميع الأحوال تقاس الأمور بخواتيمها والأيام القادمة ستتمكن من كشف المستور خلف فوز ترامب وعلى عكس جميع التوقعات مما لفت أنظار العالم بتشكل فجوة هائلة في المجتمع الدولي عندما يصبح شرطي العالم معتوها . ولست هنا أجمل صورة كلينتون ولكن بالمقارنة مع دونالد ترامب فهي أفضل السيئين .
ومما لاشك به أن قيام بعض الرؤساء العرب بالأتصال بالرئيس الأمريكي الجديد للمباركة ليس دليل على الخنوع أو المهانة فنحن وقعنا صكوك الطاعة قبل الولادة !!
كفاكم غسيلا لعقول العرب كوهين الصهيوني حزين وممتعض !!!