شعر وحكاياتعام
شعرة بيضاء قصة قصيرة بقلم جيهان عوض
لم تأخد القسط الكافي من النوم فعند الصباح قامت من سريرها في كسل وتراخ كعادتها،فاسرعت اليها ابنتها ذات السنوات الست وقالت لها: أمي صباح الخير
:صباح الخير غاليتي
:ماهذا ياأمي??
:ماذا??
ردت مبتسمه: انها شعرة بيضاء
:ماذا??!!!!!
فهرولت الي مرآتها التي طالما تحاشت النظر اليها…
..واخذت تحدث نفسها شعرة بيضاء! يالها من مفاجأة لم اتوقع قربها…… وسألت نفسها مستنكرة.. أهذه أنا??!! السمراء الجميلة الممشوقة القوام ذات العيون الساحرة ،ماذا دهانى? ماذا أصابنى? لقد اصبحت شاحبة الوجه وانطفأ بريق عينى وبدأت التجاعيد تتسلل الي وجهي… ليس ذلك فحسب بل وشعرة بيضاء تتحدى ايامى…….
وماذا جنيت في أيامى??? تزوجت!! أنجبت!!! وماذا بعد….
هل انا سعيدة?? كيف لي ان اكون سعيدة مع زوج لايكترث بوجودي ولا يعيرني اي اهتمام ودائما يلقي اللوم على….
حتي اولادي كلما كبروا ازدادوا عنــاد.. كم هي حياة مملة كئيبة تحيطها الرتابة والفتور……
ومازالت تحدث نفسها حتي قالت بصوت مسموع
يـــا الــلـــه يـــا الـــلـــه………
ليس لي احد سواك هذه حياتي التي لم احلم بها قط وهذا أنت
الذي لا اله غيرك اللهم لاحول ولاقوة الا بك وحدك لا شريك لك
اللهم ردني اليك ردا جميلا وابدل حزني فرحا وشقائي هناء ،فظني بك ياالهي خير…………. بينما هي تناجي ربها اتتها ابنتها مجددا ولصقت خدها بخدها وقالت لها: امي عيونك جميلة،فابتسمت الام وقبلتها واختلست النظر الي الشعرة البيضاء وقالت متحدية اياها سانتصر عليكي حتما…..
وذهبت مسرعة لتغتسل ولبست أجمل ثيابها وتعطرت بأحسن العطور وابنتها تراقبها في دهشة وفرحة…
فاقتربت منها الام وهمست لها: ماذا تريدين علي الغذاء غاليتي??
فاسرعت في الجواب: أريد الكعكة التي احبها أنا وابي،فردت الام مبتسمة: ستساعديني
فهزت رأسها بالموافقه…..
بينما كانت تعد الطعام وتردد الاذكار في سرها والبنت في سعادة لم تشهدها من قبل…. عاد الاب والابن والبيت يفوح من رائحة ممزوجة بالعطر والكعك اللذيذ،فقابلته بابتسامه،ولم تندهش عندما وضع قبلة حانية علي جبينها وقال هامسا :اشتقت اليكي… فعندما نرسل مشاعر ايجابية لابد ان تعود الينا بالنفع..
وبعد الانتهاء من الغذاء اللذيذ انتهز الابن ما رآه من مشاعر ايجابية لم يعتادها فذهب واحضر المعطف الذي بدأت تشغله امه منذ وقت طويل ولم تكمله ،فابتسمت الام وجلست علي الاريكة وبدأت تكمل المعطف وهي تردد الاذكار في جو ملئ بالدفء والحنان..
وعند المساء ذهبت الي مصحفها وازالت من عليه الاتربه وقرأت سورة البقرة بنية التقرب من الله والسعاده لها ولعائلتها…………
هكذا كان التحدى بالايمان
والقرب من الرحـمــن
والكرم في العطف والحنان
فهل جزاء الاحسان الا الحسان…
… .قصة قصيرة بقلم جيهان عوض
“شعرة بيضاء”