أبلة فادية عبد السلام إبنة مصر والكويت “
بقلم : أبرار أحمد ملك
متابعة : محمود عوني
تمضي بنا الحياة ونمضي نحن بها وننتقل من فصل إلى فصل آخر الحياة مسرح كبير متنوع الفصول أحداث مفرحة وأخرى محزنة ، أشخاص نلتقي بهم منهم من يرافقنا مدي العمر ومنهم من يمر بها مرور الكرام ، محطات مختلفة نتوقف لديها وما أكثرها عقل محتفظ بأجمل الصور والذكريات هناك منها من نتذكرها بين الحين والآخر وهناك العكس من لا نستطيع نسيانها ، حينما وضعت مقالتي بعد إن استلمت الرساله من الأستاذ الفاضل محمود عوني ، وصنعت لي فنجان قهوتي وكالمعتاد على صوت غاليتي ” أم كلثوم ” تمنيت لو تعود بي الحياة للوراء فأنا بشر والبشر يشعر بالحنين ، تحديدا على مقاعد الدراسة المرحلة المتوسطة جاء موعد حصة اللغة العربية دخلت علينا المعلمة نظرنا لبعض دلال وأنا ابتسمنا نهضنا لإلقاء التحية ومن ثم جلسنا عرفتنا بنفسها ” أبلة فادية عبد السلام ” من مصر ، وطلبت منا أن نعرف بأنفسنا امرأة تمتلك أسلوب قوي كانت متحدثة متمكنة واثقة من نفسها طلبت منا بعد ذلك أن نتعامل برقي فهي بالفصل أم واخت وصديقة ومعلمة حتي بالخارج ويجب علينا أن نتجه لها متي ما شعرنا بأننا بحاجة للمشورة فدور ومسؤولية المعلم كبيرة جدا ، جاءت من مصر الأم التي ولدت وتربت وتعلمت بها إلى الأم الأخرى التي استقبلت ابنتها بفرح واحتضنتها كنا نراها جبل شامخ روح الأصالة علمتنا وثقفتنا وربتنا وبقدر المستطاع اعتنت بكل طالبة طريقة الشرح كانت بقمة الروعة أذكر لها أنها كانت بنفسها تقوم بتسجيل الدرس طريقة اللقاء تثبت لك إنك تجلس في استديو الإذاعة وكيف كانت تستعين بالموسيقى وغيره ومن ثم بعد الاستماع لشرح تقوم بإيقاف الشريط لنبدأ نحن بقراءة الدرس ، كنا نتلهف لطرح الأسئلة ونتشوق لطرح أسئلة ليس لها علاقة بالمقرر ونفتح بهذا باب النقاش علمتنا ذلك بنفسها أن نبدأ أولا بطرح الاستفسارات المتعلقة بالمنهج ومن ثم الاستفسارات الأخرى وفي كل يوم من الشهر الجديد تخصص لنا حصة كاملة لتسأل طالبة طالبة عن الصعوبات التي تواجهها في المادة إلى جانب لما مستواها انخفض وتضع الحلول ، وما أجملها من لحظة حينما تدرك بأن لديك هواية أو موهبة تمنحك كل الاهتمام والرعاية يكون نصيبك نصيب الأسد أذكر أني اخبرتها يوم بأني حزينة فأنا أعلم بأن مستوي متوسط ولن أستطيع أن أحصل على شهادة عالية أطمح أن أكون محامية نظرت الي قائلة الأخلاق والمبادئ والقيم والإنسانية والوطنية أهم وهي تبتسم قالت سيكون لك مستقبل أعظم لا تكترثي ، كل طالبة منا تكن لها كل مشاعر الحب والاحترام أذكر أنها دخلت في السنة الجديدة الفصل فلم تجدني وحينما راتني اصطحبتني لناظرة المدرسة أبلة شيخة الحبشي وقالت لن أشرح في فصل هي ليست به وفعلا أمرت بنقلي فورا ، كانت تفتخر بنا أمام الموجه وفي الحصص النموذجية ونحن كذلك نظل قلقين إلى أن تقول لنا شكرا لكم لقد نجحنا علمتنا التواضع فهي لم تنسب العمل لها وهو تعبها وهي المعلمة بل تواضعت وقالت نجحنا ، حينما تغيب طالبة تسأل وتلح علينا الي أن نخبرها عن السبب فيطمئن قلبها اذا حينما قالت اعتبروني أيضا أم لم يكن مجرد كلام ، علمتنا أن نواجه ولا نبالي بقول الحق مهما كان السبب علمتنا حب اللغة العربية والثقافة والعلم ، والوفاء والاصالة فبها كنا نرى مصر أرضا وشعبا ثقافة وإنسانية وحضارة وتاريخ ، أيام فعلا اتمني لو تعود يا أبلة فادية كنا بها نحلم ونتعلم ونتمني ونضحك من أعماق قلبنا مسؤولياتنا محدودة كنا نسعد غدا اول يوم دراسي ونحزن لأن غدا تبدأ الإجازة ونهاية العام نتمنى أن لاتقفل أبواب المدرسة كانت امنيتك أن ترينا بأحسن حال وأفضل مكانة كي لايذهب تعبك وعطاءك الذي لم نعرف له حد نعم بتي جزء من ذكريات العمر بل من العمر واحدة من أفراد الأسرة لذا لم انساكم وانا اكتب باكورة أعمالي ” نورية السداني فارسة علي جواد الزمن ” فجاءت كلمات الشكر والتقدير لكم وأثناء مقابلتي لمعالي وزير التربية الدكتور رشيد الحمد آنذاك قلت له وانا اريه الصفحة هؤلاء من خيرت المعلمات فلولاهن بعد الله ما رايتني اليوم لاهديك هذا الكتاب ، وبالرغم من مضي الأيام وظروف الحياة إلا انك باقية في القلب فعلي يديك تخرجت الدكتورة والاستاذة والمهندسة واخريات ، وكم أحمد الله إنني استطعت الوصول إليك واعتذر منك علي التقصير نعم سنظل بحاجة إليكم بعد الله فأنتم الخير والبركة ومما علمتيني بأن الأستاذ أمام أستاذة لا يبقي إلا طالب مهما فاقت أستاذيته ، نعم يا معلمات اليوم أبلة فادية هي نموذج من النماذج التربوية التي يضرب بها المثل والتي نفتخر ونتشرف بها ، ستبقين يا مصر عظيمة دوما بإذن الله تعالى بعطاءك وروحك بأولادك ومحبيك يارب أنعم عليها ارضا وشعبا بنعمك ونعمتي الأمن والأمان يارب العالمين .