في ذاكرة الوطن شهيدات الكويت
بقلم : أبرار أحمد ملك
تصوير : رقية بن جمعة
متابعة : محمود عوني
الوطن هو الأم والأخ والمعلم والحياة هو الروح والذاكرة هو العاشق وهو بالوقت ذاته المعشوق ، هو من نولد ونسير على ظهره وهو من نركض إليه لنرمي برؤسنا على صدرة ليرتب على أكتافنا وبيدة يمسح دموعنا من يتقن لغة الوطن هو من يفهمة وكم جميل أن تتحدث إليه وتخبرة بما يجول بخاطرك وكم هو رائع أن تخبرة بما تطمح إليه وبما تحلم به هو من تسند ظهرك علي ظهره هو نفسه من لا يفارقك أبدا مهما قصرت بحقة يقف بجوارك بكافة فصول حياتك وهو الذي تختار وتتمسك به حتي حين وفاتك لا ترغب بأن تدفن إلا في ، نعم هو العمر بل كل العمر فهو الماضي والحاضر والمستقبل إنه الباقي ونحن راحلون ، لذا كان طموح الآباء والأجداد أن يرتقوا به بين سائر الشعوب وتحدوا ظروف الحياة وواجهوا عقليات أفراد المجتمع المعارض والمؤيد والمحايد لعملية التطوير ونضرب مثلا بال ” مجال التربوي والمقررات الدراسية ” ، وكيف تكاتف رجالات الكويت وواجهوا ردود الأفعال تلك التي جاءت بإسم الدين وهي لا تمت له بصلة فلقد كانت بواقع الأمر بحكم العادات والتقاليد ليس لا ، تحملوا قساوة الحياة سواءا في المدينة أو البادية من أجل رؤيتهم وطنهم بأفضل حال ومن أجلنا نحن الأحفاد نعم عملوا الكثير من أجلنا جميعا رحمهم الله وأطال بعمر من هم بيننا اليوم ، وسلموا الراية للاحفاد فمهما كان هناك استاف أول سيكون الاستاف الثانى هو الأول وحينما تغنت سفيرة الأغنية الوطنية الكويتية الأستاذة سناء الخراز “بالدار وصية اللي سبقونا ” لم تتغني بها لنتراقص عليها ونصفق بل لتثبتها بعقولنا وقلوبنا لتذكرنا بوطن أعطانا هو وأبناءه الكثير والكثير ، ولله الحمد لم ينسي أو يتناسي الأحفاد هذه الوصية حملوها في أعناقهم وحافظوا وسيحافظنا عليها دوما بإذن الله ، وأكبر دليل تطورها وإنجازات أبنائها ، ونصل إلى ٢ أغسطس ١٩٩٠ / م ، وسنرى ما يؤكد كلامنا فهو دليل على الوفاء والإخلاص فلقد بادلوها الحب حبا والوفاء وفاءا والعشق عشقا ، نعم تنازل الجميع عن العمر من أجل وطن ومواطن أحرار منذ اللحظة الأولى أدركوا بأن ثمن الحرية هو أتنازل عن العمر فلم يبالوا أبدا بذلك ولم يترددوا لثانية واحدة ففي كل يوم تزف الكويت شهداءها البررة بعد أعمال بطولية أنجزوها من أجلها تحملوا رحلة قاسية من التعذيب النفسي والجسدي ندرك بأن الفنان التشكيلي يبدع في رسم لوحة ولكن أن يكون الإبداع لدي فئة من البشر بالتعذيب أي قلب وعقل يستوعب ويصدق ذلك ؟ ! ، فحتى الاسرائليون ربما كانوا أرحم منهم ؟ نعم وأنا أقرأ بسيرهم رحمهم الله كنت أردد سؤالي ماذا تركوا للإسرائيليين ؟ ! ، وبدأ تاريخ المرأة الكويتية يسجل ويزخر بأسماء شهيدات الوطن ” الشهيدة / سناء الفودري والشهيدة / أسرار القبندي والشهيدة / سعاد الحسن وأيضا الشهيدة / وفاء العامر ” ، رحمهم الله تعالي ومضت السنون ولم ننسي كل تضحايتهم ونعدكم بأننا سنتحدث عنهم بشكل منفرد قريبا ، ولكنهم مازالوا بقلوبنا وأمام أعيننا لم يغيبوا عن بالنا وكما عملوا من أجلها ومن أجل من رحل واكلموا سيرة كبارنا سنعمل نحن أيضا ، منذ سنوات وأنا أحاول أن أعمل شئ لهؤلاء واليوم لله الحمد استطعت أن ابدء أول الخطوات شكرا لابن الكويت البار الإعلامي . أ . القدير / كامل سليمان العبد الجليل مدير عام مكتبة الكويت الذي شجع ودعم الفكرة معنويا وأثنى عليها هذا الابن البار بوطنه الذاكر لتضحيات إخوته والذي يعمل بشكل متواصل بهذه المنارة الثقافية الكويتية ” مكتبة الكويت الوطنية ” ، ومن خلال عملة يحرص أشد الحرص علي الاهتمام والرعاية والمحافظة لكل ماله صلة بتاريخ الوطن الغالي الكويت الف شكر لك على كرم اخلاقك وتواضعك وفتح باب مكتبك والانصات لكل من يطرق بابك بيده أمر متعلق بالكويت ، وبلى شك بأننا يا سيدي الكريم بحاجة لدعواتك وتوجيهاتكم وتشجيعكم فكلنا نعمل من أجل وطن اسمه الكويت ، بارك الله بكم ولكم جميعا ، ومن أجلكم نواصل العمل .
باحثة ومؤرخة مختصة بشؤون المرأة الكويتية ، مؤسس عام المكتبات الخاصة ، عضو رابطة الأدباء الكويتية