عاممقالات

ما بين الحق و الباطل … شعره


ما بين الحق و الباطل … شعره

بقلم : إخلاص عبد المحسن
ضجت وسائل الإعلام في الساعات الأخيره الماضيه بخبر اغتيال السفير الروسي بالعاصمة التركية أنقره
و ما بين مؤيد و معارض اختلفت آراء الناس كل حسب توجهاته و معتقداته فمنهم من رأى أنه يستحق القتل و أعطى القاتل لقب الشهيد البطل بما أنه قتل في ساحة الجهاد حسب الهتافات التي ناد بها بعد الحادث
و منهم من رأى أنه عمل إرهابي و أن القاتل في النار
أصبح الخبر هو حديث ال social media الأول
فلا مكان لخبر آخر يوازي قوته
احتدمت الصراعات في التعليقات فيما بين الأصدقاء و منهم من اتخذ صورة القاتل صوره تعبيريه لحسابه 
و بدأت موجات ال unfriend و ال block
خسر الكثير من الناس أصدقائهم بسبب الخلافات السياسيه سواء في الماضي منذ بداية الثورات السابقه التي اجتاحت العالم العربي و حتى الآن لم يتوقف التناحر و التشابك في كل الأماكن ليس على مواقع التواصل فحسب
ففي الأماكن العامه و وسائل المواصلات و المدارس و الهيئات الحكوميه 
أينما التقت الناس لا يتحدثون إلا في الشئون السياسيه و غالبا ما ينتهي الموقف بمعركه ساخنه
و بالرجوع إلى الموضوع الأساسي ( حادث الإغتيال )
فقبل أن نتحدث عما إذا كان هو المسئول عما يحدث في حلب أم لا
هل هذه هي الطريقه السليمه لمعاقبة الجاني؟
سؤال يستحق التأمل
الإنسان البدائي في قديم الزمان كان يحتكم للطبيعه في إقامة الحدود و معاقبة الجناه حيث كانوا يجتمعون في مكان مخصص لتنفيذ العقوبه و ينتظرون هبوب الرياح أو شروق الشمس و على هذا الأساس يتخذ القرار
هذا الإنسان البدائي و ليس المتحضر الذي يعاصر أقوى ثورات التكنولوجيا
مهما قتلتم من أشخاص فلن تستطيعون وأد الأفكار
فجيل يسلمها لجيل
الفكره باقيه و الأشخاص زائلون
هل قضى هتلر على اليهود؟
بالطبع لا
إذا القتل ليس حلا
القتل مصيبة لها من العواقب الوخيمة ما لها في الدنيا و الآخره
هناك أيد خفيه تلعب في الخفاء و تحرك كل تلك الخيوط التي ستؤدي حتما إلى خراب العالم 
إن كانت تلك مسرحيه هل تتوقعون أنها إنتاج غربي أم عربي؟
الإحتمالات مفتوحه لكلا الطرفين فربما أرادت تركيا التخلص من السفير فنسجت تلك الخطه الفاشله للتخلص من السفير و قاتله في آن واحد لتظهر مظهر البطوله بأنها تستنكر الحادث و قد تخلصت من الجاني الذي قد أبرم عقد الولاء مع حكومته بأن يقدم روحه فداءا لإخوانه الذين قتلوا على أيدي الروس
و ربما كان القاتل فعلا من أعضاء الجماعات الإرهابيه التي ألصقت نفسها بالإسلام عنوة فشوهت صورته و وسمته بالدمويه و الإرهاب في العالم أجمع
لكن من الذي يمول ؟
من الذي يدعم كل هذا الإرهاب الذي عاث في الأرض فسادا باسم الإسلام
بالتأكيد الذي يدعم الإرهاب هو من له مصلحة في ظهورنا بتلك الصوره حتى عندما يصدر علينا حكم الإبادة الجماعيه كعرب و كمسلمين تحديدا فلا نجد من يدافع و لا يتكلم 
و أرى أن هذا الحكم قد صدر و الجاني هو المجني عليه
قتلونا بأيدينا و وصفونا بالجناه !!!!!!!!
لو كان هناك عدلا ما كنا رأينا كل تلك الحوادث و الاغتيالات 
فالعدل أساس الملك
لكن الظلم و الجور و الطغيان خلقوا وحوشا كاسره تأكل الأخضر و اليابس
حقا
حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر
أرى الكثير من المسلمين يدافعون عن الإسلام بأنه بريء من كل تلك الأحداث
هل الإسلام متهم ؟ بالطبع لا
في كل ديانة هناك من يغال في دينه و هناك آلاف بل ملايين من المتطرفين في شتى بقاع العالم من مختلف الديانات فلما كل هذا الظلم و الطغيان
الإسلام دين سلام و لم يأمرنا رسولنا أبدا بالقتل 
لم يأمرنا بقتل المستأمنين 
و أخيرا قبل أن نحاسب القاتل يجب أن نبحث عن من يدعمه و يؤازره و يخطط له و يشجعه على ذلك
و أقصد بالقاتل هنا الذي يقتل شعوبنا من رجال و نساء و أطفال 
قاتلهم الله أنى يؤفكون
ان الحكم إلا لله يقص الحق و هو خير الفاصلين

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock