ثورة الشك
ثورة الشك
وراءَ البابِ وقَفتُ أستمع إلى دقات قلبي.
خافقاً يهفو إلى لقياهُ وأهٍ من آهات فكري.
ما بينَ أشواقٍ هاجت تُلهب أنفاس صدري.
و بين خاطرة عكستها مرآةُ ماضٍ يمزقني.
هِمتُ أتنفس نسيمَ قربه و يغريني حنيني.
أمـد ذراعي فأقبـّـل عيناه و أرتشف أنسي.
فسمعتُ صـدى صوته يـردد ذكـرى أمسي.
وعلا وقعُ خطى المغيب عَلَى مُنَـى نفسي.
و رأيتُ ليـل غربتي يعُتِـمُ قسمات وجهي.
و رأيت رمادَ المشيبِ يكسو سوادَ رمشي.
شابتْ العينانِ و أطفأ الحسنَ تَقطّر دمعي.
قُلتُ لها و قد تنهدتُ أهيمُ بالبدر في ليلي.
بعد قلـيلٍ يتبدد ألـمُ الفراق و تبرد لوعتي.
كغيمةٍ شتويةٍ تريثت ملياً تسرق شمسي.
أعسرت .. ما أمطرت أزهقت دفء أرضي.
تعثرت.. فما مضت حتى أورثتني سهــدي.
أيا طارقاَ بابي.. أخاف عليك من خريــفي.
و طيوري المهاجرة تشدو بتغاريد بؤسي.
أشتاقكَ.. فكيف ألقـاك ولا ألمـــسُ جرحي.
أتُرى صدركُ يكويني فيبعثرني .. ويمضي.
ما عُدتُ أتحمل أن تعبثَ أصابعك بشعري.
تتخلـل كياني و أظـلُ أتجرعُ لهيبَ نزفي.
و كلما منحتني الصد سأنزفُ الليلَ وحدي.
أمنحكُ العهدَ..فتزرعُ شوكَ الهجر بحضني.
كيف أضُمّكَ.. دونَ أن يدمِيكَ وخزُ شوكي.
داويني ..وأنزع أشواكك من بستان حبـي.
فحمى الفراق أذاقت شفاهي وجدَ عشقي.
ألا إبرها بوصالِ ودٍ سرمدي يَشفي وجعي.