فيزياءالصباح
صباحك كل يوم ، سيكون كما تُرِيد أنت أن يكون !
وعليه سائر يومك !
ومن ثم عمرك !
صباحك من الممكن أن يكون صباحاً سعيداً رائقاً ،
تغرد فيه كالعصفور الشجي بأعذب الألحان..
فقط إذا تعلمت فن التغافل عن ما يُزعجك..
ولا طاقة لك بتغيره أو الفكاك منه..
” الفطن المتغافل ” :
شخص يمتلك كاريزما الذكاء الإجتماعي ، و لديه ملكة..
قد يكون محظوظاً أن وُلِد بها ، ولكنه بلا شك..
يحتاج لصقلها بمهارة الممارسة والمجاهدة ،،
وطول التدريب..
فجميلٌ أن تخبر نفسك كل صباح :
أنه ليس عليك أن تحمل كل تصرفات الآخرين حولك
بحقيبة ذهنك ..
ولا أن تثقل وجدانك بالسير بها إلى كل مكان !
وليس من الضروري أن تأخذ كل شيء يحدث معك أو حولك بعين الإهتمام والتدقيق والتركيز..
وفى كل آن !
وليس من المفيد لك – نفسيا ً- أن تتبنى علاج كل من يُقابلك من هؤلاء المأسوفِ عليهم ” المضطربين ” ..
الذين لا يُقدرون قيمة الحياة..
ولا يعرفون أي معنى لمشاعر الإنسان ..
أو يدركون فى الحب والعطاء من الدفء ألوان..
هؤلاء الذين لا يَرْجُون شفاءً ولا يرون عِلَّاتِهم داءً..
فلا يبغون لها دواءً !!
فكيف يُرْجى لمثلهم ترياقاً من سمٍ زاعفٍ ..
شلَّ حواسهم وأعمى إدراكهم لِكُنْه الفطرة التى فُطِرَ عليها حتى الحيوان !
ألم تر أن الله قد كتب الإحسان على كل شئ…
حتى فى ذبح الشاه وكل عجمان !
ألا رَحِم الله من تغافل لأجل بقاء ود ٍ، أو سَتْر زلة ..
” فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَّهُم “.
فإبتسم لما تُلاقيه في يومك منهم ،
وإستمتع فيه بالتغافل عنهم ،
وتبني #المنظور الذي يجعل روحك تحلق في قدس السماء
بعيدآ عن ضيق زواياهم المعتمة بالركون للأرض.
وحاول علي مدار يومك أن تنظر لأبعاد الأحداث التى تحركها يد القضاء على مسرح حياتك من منظور مختلف !
فلكل حدث أبعاده وملابساته التي تحتمل عشرات العبر والدروس.
ولكل إنسان رؤيته الخاصة التى يستقبل بها ما يعرض من تلك الملمات ؛
وإنما نتفاوت عن بعضنا فى قدر ثقتنا بصانع الأقدار و بقدر رضانا بما يصنع ،
فمن رضي فله الرضى..
وحسبه من السكينة أن يطمئن لما قسم له ويقنع !
وعندما تمتلئ نفسك برضاك و توكلك وحسن ظنك ؛
بمن أعطى كل شئ خلقه ثم هدى !
ستجد ذهنك يتقد نشاطا ونفسك تتجدد بفيوضات الإشراق
والمعرفة ..
ستجد لكل شاردة وواردة ما يفرج لك أزمتها و يلهمك مخرجها..
كفاءتك النفسية هي عماد أداءك المتميز فى غمار الخطوب ،،
فلا أقل من أن تعتني بمعنوياتك وتمنحها قسطا وافرا من التقدير المطلوب ،،
و تتفانى فى إيجاد ما يذكي شعلتها لتظل لك منارة تهديك فى ظلام الليالي و الدروب !
قدر نفسك حق قدرها ولا تتخاذل فى إطراءها ،
كلما تقاعست عن المعالي ..
فالثناء الحسن منك أولا والدعم الحميد يحدوها لطلب ما شق من الغايات ويشحذ همتها للنوال ..
وقدر ربك حق قدره ولا تتهاون فى حمده وشكره ، كلما عظمت عليك البلايا ..
فالحامدون المقرون بفضله يزاد لهم فى العطاء و الكرم و يحمل عنهم هم الرزايا ..
ولئن شكرتم لأزيدنكم ،
زيادة خير وبر تنسأ فى العمر البركات وترفع عنهم ذل الخطايا ..
فقط فتش عن #المنظور الأنسب لمراد ربك ، فما حرمك إلا ليعطيك !
وما قطعك إلا ليصلك وما إبتلاك إلا ليلطف بك !
وما أخذ منك إلا ليبدلك خيرا منه !
ثق بربك المهيمن واعبده وتوكل عليه ،
وأنظر للحياة دائما بنظرة العبد وما يليه ،
ليس له من الكسب إلا ما فوضه السيد إليه ،
فوض إليك طاعته وتكفل بكل ما ألقيت حمولك عليه !
وإستبشر بخيرات ونفحات ربك تتنزل عليك دونهم..
وثق بصباحك واتخذه صديق .. تَكُن ناجح وسعيـد !
وكُن على يقين جازم..
بأن من يعلم مانسر ومانعلن وهو عليم..
مطلع على ذات الصدور ..
هو كذلك يعلم أنات قلبك وزفرات روحك التي تضيق بك ذرعاً ..
وذرفات دمعك مما يعتمل في نفسك كبداً وكمداً..
فتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك فى الساجدين
وثق به أنه هو أرحم بك من نفسك وأشفق عليك من أمك
التى ولدتك ، فما هو به ظنك ؟
وتنسم نفحات الأمل بحسن ظنك بالكريم الجواد المتعال ،
من يده سخاء رخاء ينفق منها ليل نهار ..
وعنده خزائن السموات والأرض لا يعلمها إلا هو ، وقل : { حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله }
ثم استروح باليقين فى موعود الله ..
وتأمل عطاءه فيك وفيمن حولك..
وهو الذي أسبغ عليك وعليهم نعمه ظاهرة ً وباطنه :
{ ولسوف يعطيك ربك فترضى }
إملأ صدرك بأنفاس البشرى وردد أعذب الأنغام :
{ إن مع العسر يسرا ..إن مع العسر يسرا }
فلا تحمل نفسك فوق طاقتها ، فرزق العبد يطلبه أشد مما يطلبه أجله !
#سماح_عبد_الحكيم