شعر وحكاياتعام

أُمسية رَاقِصة



أُمسية رَاقِصة
بقلم : سماح عبد الحكيم
 
أُحــبُّ مرورك عند المســــاء وكلّ الليــالِ..
تنامُ فوق سطور وسادةٍ بها دفتري…
ومسكُ أنفاسك بَردُ العناء وحَرُّ النضال..
فـتهذِي مني حروفُ الشعرِ يا شاعري…

أُهديكَ صباحي ولكَ في المساء إقبــال..
فأهيمُ ليلي وراءكَ فوقَ حدودِ سَماءي..
رسمتُكَ بيدي حتى إستقال مِنى الخيال..
برمشِ عينيا نحتُّ محياك أمام نـواظري..

تمنيتُ الأمَاني فى قُربِك كلها والمُحال..
وضاعت أفكاري في لقيـاِكَ يا حاضري…
كظلي تسيرُ معي إذ أسيرُ فيحلو المَنال..
فكنتَ بَريقَ الثريا دِفء دِثاري يَـا سامِري..

طويلاً صَمَتتْ حدودُ الشفاهِ عن الآمال..
حتى رصّعـّتَ لآلئ وجنةِ خدي البــري ء..
عرفتُكَ تبيـع الهـوى للعاشقين بلا سؤال..
فسألتك بالله يوماً : بِكم مِني و تشتري ؟

سكنَتْ الفواصلُ بين حروف اللقاءِ فَقال..
وسكنَتَ أنتَ فيّـا كأنك أناملٌ منها يدي..
فماذا عسـاي سأكتبُ غيرَ غَزليِ بكَ مقال ؟
وأنتَ قسيمي تُشاطِرني دروبي و مَعبـَدي..

وإلى مَن سأشكو منك يا أميرَ النِــبـَـال..
فإليكَ وحدكَ أشكو منكَ يا مُعَـذِّبي..
عـَدَلتَ في أوصافِك يا نفيس الخصال..
وعزلتني فبـــَانَ من صدري خفوقُ أضلعي..

ما أظلمَك ! يَسكُنُك ماردٌ عَتيّ الفعال..
كلما ناداني هفوتُ ألثمُ فيه راحتي..
وإذا ما زفرَ أنفاسه مُعتَداً تمنيتُ الوِصال..
وَبِتُ أسألُ والهفي متي يُدنِيني فأرتوي ؟

يا من أنتَ الخِصمُ والحَكمُ المِفْضَال..
أنصِفْنِي من ماردِكَ أضني عزمَهُ جسدي..
طغي في سؤددِه سيداً ساد بحقِ الكمال..
منتشياً بسياط شوقي إليه أدمي أظهري !

خُذهُ أسيراً عندك ولا تفلته وَ تــعال..
داوي جُرحاً نازفــاً ألهــبَــهُ بأسـُـه بنبضي ..
كَبـــِّل جبروتــاً سارحاً بعِرقهِ قيدَ الإعتقال..
فمابي جَلَدُ لوَطءِ سَوطِه يمتَطي صَهوتي.

ولكني ، أسألكُ بالله ألا تَشُدَّ العِقال..
فأنا أنوي ترويضَ جموحَ خِيلهِ ، وَحدِي..
إرخٓي له زمام لِجَامي ، دعهُ يشتهي النوال..
أُراقصهُ فيداعبُ عزفَ أناملِه لحنَ خَصري.

فتتراقصُ الآه لهيباً في اشتعال..
تتصببُ منها أنفاسنا حمماً في بركاني..
علي إيقاعِ هوانا ننزفُ الأنغام دَفقاً عِضال..
فيطيبُ لنا الكري إلتئاماً في أحضانِ قصري.

مُلُوكُ الغرام يُمسونَ في إنشغال..
همسنا أنسُ عذوبةٌ يَطرب له وجداني..
رَقصَ الملوكُ ساعةَ سعدٍ علي وحي الدلال..
ينسجونَ عزّ عهدٍ بِسَاطُه فخامتة ُو إلهامي.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock