الارتقاء بالهمة
1- العلم والبصيرة :
أما الأمور التي يكتسبها الإنسان حتي يكون ذا همة فأولها العلم والبصيرة فالعلم يُورِث صاحبه الفقه بمراتب الأعمال فيعرف أي الأعمال يقدم وأي الأعمال يؤخر؛ والعلم يجعله متوازناً في أداء الحقوق فلا يأتي جانب علي جانب آخر فتختل حياته ويصاب باليئس والإحباط .
2- إرادة الآخرة :
فحتي يكون المرء ذا همة ينبغي عليه أن يوظف كل ما لديه من أسباب ووسائل للوصول إلي رضا الله فلقد شكر الله سعي كل الذين يريدون الآخره فقال تعالي (وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا) الإسراء 19 ولك أن تتصور كيف ينشط الإنسان في هذه الدنيا إذا شكره رئيس الدولة علي سعيه ومجهوده فكيف لا ينشط والله عز وجل يشكر سعيه بل ويوفقه ويوصله إلي مبتغاه وقال صلي الله عليه وسلم (مَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ(
3ـ الدعاء :
وهو من الأسباب التي فقدت كثيراً اليوم بل هو أعظم الأسباب وهو سبب أساسي في تحقيق كل مطلب ولكن للأسف يغفل كثير من الناس عنه مع أن الله عز وجل وعد بالإستجابه لمن دعاه وقال ( ادعوني استجب لكم ) وقد وعده الله بالإستجابه ولكن كثيراً من الناس يترك الدعاء لما يظن أن الله لم يستجب له وهذا من عدم الفقه في أمر الدعاء ولقد صح عنه صلي الله عليه وسلم (مـا من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثمٌ ولا قطيعةُ رحم إلا أعطاه الله بـها إحدى ثلاث : إما أن تعجل له دعوته ، وإما أن يدّخرها له في الآخرة ، وإمـا أن يصرف عنه من السوء مثلها . قالوا : إذاً نكثر ؟ قال الله أكثر ) .
4- التحول عن البيئة المثبطة :
فربما يعيش الإنسان في بيئة مثبطة تدعوه إلي الكسل والخمول واتباع الهوي والشهوات ولقد قص النبي صلي الله عليه وسلم علينا قصة الرجل الذي قتل مئة نفس ثم دله العالم إلي أن ينتقل ويتحول عن هذه البيئة التي ساعدته علي قتل هؤلاء وقال له اذهب إلي أرض كذا وكذا فإن بها قوماً يعبدون الله فأعبد الله معهم ولا تعد إلي أرضك فإنها أرض سوء.
5- صحبة أولي الهمم العالية ومطالعة أخبارهم :
فالطيور علي أشكالها تقع وكل قرين بالمقارن يقتضي وقال صلي الله عليه وسلم (إِنَّ مِنَ النَّاسِ نَاسًا مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ(.
-وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه” ما أعطي عبد بعد الإسلام خيراً من أخ صالح فإذا رأي أحدكم وداً من أخيه فليتمسك به”.
وقال الحسن البصري رحمه الله “إخواننا أحب إلينا من أهلنا وأولادنا لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا وإخواننا يذكروننا بالآخره ؛وكان الإمام أحمد رحمه الله إذا بلغه عن شخص صلاحاً أو زهداً أو قيام بحق أو اتباع للأمر سأل عنه وأحب أن يجري بينه وبينه معرفة وأحب أن يعرف أحواله
-وقال ابن القيم عن شيخه ابن تيميه كنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله وينقلب انشراحا وقوة ويقيناً وطمأنينة .
فالمُوَفَق في هذه الدنيا لا تراه إلا مع الصالحين ومع أهل العلم العاملين وأولي الفضل والمجاهدة والحكمة والبصيرة فيكون مثلهم أو قريباً منهم فنعوذ بالله من صحبة البطالين والمعوقين والمثبطين ونسأله أن يمن علينا بصبحه الصالحين. جمع واعداد
د/ عبد العليم سعد سليمان دسوقي
قسم وقاية النبات – كلية الزراعة – جامعة سوهاج