جراح الماء
جراح الماء …
شعر :مصطفى الحاج حسين .
جراح الماء لا تندمل
والبحر ينزف ملحاً
أمواجه عويل أوجاع
تصطفق بالمطلق الوثني
وتشبُّ النار على رمل الآهات
تحترق الزرقة الممتدة
تحت براثن الأفق
الماء يسلم رذاذه للريح
والريح مبتلة الضفائر
وتسعى لعناق الغيم
وعلى الشواطئ تتكوم خطاي
وتتعرى دفاتر أغصاني
وتتوق أرصفة الكلام
إلى زحام العصافير
لتنقر صرختي الحبلى
بقصائد الإعصار
وتستفيق لغتي على أضغاث الندى
ويجأر السرداق في باطن الأنداء
على شهوق المنى
أسئلة الفيء تطلق أشرعتها
لتمخر أطراف الرؤى
بهسيس الذنوب
وتعلو من أصابعي
شهقة اللقى
تنوء ارتعاشاتي بالسخط
أتأمل خيبة الأرض حين ركبنا طهرها
كانت حرون بجبالها
لكنّا عفرنا جبينها بالدم
وذبحنا ما أباحت به من ظلال
ورمدنا بهجة الينابيع
لنشرب أيام آسنة
وتوزعت سكاكيننا على ظهر المدى
أغدقنا على نسغ الانبهار
موتاً واسع الأبواب
لنرثي أسماءنا أمام السقوط .