كتب / خطاب معوض خطاب
كلوت بك ..الإنسان و المكان …
صبى الحلاق الذى أسس الطب الحديث فى مصر …
ولد أنطوان بارثلمى كلوت فى جرينوبل بفرنسا فى 7 نوفمبر 1793م ، كان أبواه فقيرين ، درس الطب و لكنه نظرا لظروفه المادية السيئة اضطر أن يعمل كصبى حلاق بمارسيليا لتدبير مصاريف دراسته إلى أن حصل على شهادته و مارس الطب هناك إلى أن شجعه أحد التجار الفرنسيين للسفر و العمل بمصر بناء على طلب من محمد على باشا الذى وسطه فى البحث عن طبيب فرنسى للعمل طبيبا للجيش المصرى .
اجتمعت موهبة الطبيب أنطوان بارثلمى كلوت و طموحه بطموح و عقلية محمد على باشا الذى كان يسعى لبناء مصر الحديثة فاقترح الطبيب الذى جاء إلى مصر سنة 1825م على والى مصر إنشاء مستشفى عسكرى بمنطقة أبى زعبل بالقليوبية لتكون قريبة من المعسكر العام للجيش المصرى الموجود بمنطقة الخانكة .
شرع بعد ذلك فى إنشاء مدرسة لتخريج الأطباء المصريين بجوار المستشفى بأبى زعبل سنة 1827م ، و هذه المدرسة كانت النواة الأولى لكلية الطب المصرية و التى إنتقلت هى و المستشفى سنة 1837م إلى قصر العينى لتكون أقرب للقاهرة ، كما أنشأ مدرسة خاصة للصيدلة ثم مدرسة خاصة للقابلات (الدايات أو المولدات) و مستشفى خاص بالنساء و قد تم نقل الجميع إلى قصر العينى أيضا ، كما أنشأ حديقة زرعت بجميع النباتات النادرة و الأعشاب الطبية التى هى أساس علم الأجزا (الصيدلة) .
طبق أنطوان بارثلمى كلوت نظام التطعيم السنوى لأول مرة فى تاريخ مصر و نجح فى مقاومة وباء الكوليرا حين إجتاح مصر و أنقذ عشرات الآلاف من الأطفال المصريين من وباء الجدرى فكافأه الوالى محمد على باشا بمنحه البكوية فصار اسمه كلوت بك ، و تم تعيينه رئيسا للإدارة الطبية فى مصر ، و من المعروف أنه فى عام 1847م استخدم البنج لأول مرة فى مصر فى عمليات خاصة بالسرطان و البتر ، و فى سنة 1849م عاد لفرنسا بعد أن ساد الإهمال مصر فى عهد عباس حلمى الأول و لكنه عاد مرة أخرى فى عهد محمد سعيد باشا و ظل يمارس عمله حتى سافر فرنسا مرة أخرى حيث مات هناك و دفن سنة 1868م .
تم إطلاق اسمه على شارع بمسقط رأسه جرينوبل بفرنسا كما تم إطلاق اسمه على شارع كان يعرف قبل ذلك بشارع الأزبكية الذى كان معروفا بأنه أحد أهم أسواق الغلال و الحبوب فى مصر قبل مجئ الحملة الفرنسية ، و هذا الشارع يربط بين ميدان باب الحديد (رمسيس حاليا) و ميدان الأزبكية (العتبة حاليا) و من المعروف أن شارع كلوت بك كان به العديد من المبانى الأثرية المنشأة على الطراز المعمارى الأوروبى و كان الخديو إسماعيل قد افتتحه سنة 1873م .
المصادر :
كتاب شوارع لها تاريخ (عباس الطرابيلى) .
جريدة البيان الإماراتية 2 ديسمبر 2010م .
جريدة المصرى اليوم العدد 1146 .
جريدة الأهرام العدد 470799 .
كتاب شوارع لها تاريخ (عباس الطرابيلى) .
جريدة البيان الإماراتية 2 ديسمبر 2010م .
جريدة المصرى اليوم العدد 1146 .
جريدة الأهرام العدد 470799 .