” المسجد والكنيسة ”
بقلم/ محمد ماهر شمس
جميل أن تشرع الدولة في بناء مجمع حضاري فى العاصمة الإدارية الجديدة يضم مسجدا وكنيسة متجاورين للدلالة على الوحدة الوطنية والسلام الإجتماعي..و الأجمل أن يقترن ذلك بصحوة في ضمير المجتمع وثورة فكرية تهدم المعتقدات الموروثة التى يتربى عليها النشء في كل من المدرسة والمسجد والكنيسة ، وتجعل من الطرف الآخر عدوا لا يمكن التعايش معه..اعتدنا أن نتبادل التهنئة فى الأعياد والمناسبات ولكن بعد ذلك تجد حادثا مروعا هنا أو هناك ، وخطابا مؤلما من هذا أو ذاك ..المساجد والكنائس متجاورة في كل مكان على أرض الوطن لكن القلوب متباعدة بسبب أحداث العنف التي تتكرر وتجعل الأسى والحزن في عيون الجميع ..مازال بعض الرموز الدينية في كلا الطرفين ينشرون خطابا متشددا ومازالت بعض القنوات الفضائية تبث السموم التي تفسد جسد الأمة وتصيبها بالوهن..
إعادة بناء الإنسان المصري على قيم الرحمة والرأفة والعدل والمساواة هو الأساس دون شك في بناء مجتمع متماسك ..الوحدة الوطنية لن تتحقق إلا بعملية ” إصلاح اجتماعي” جريئة تتبنى إصلاح التعليم والثقافة وتنشئة جيل جديد على قدر كبير من الوعي والإدراك..
لابد أن نسعى لإحداث ثورة فى التعليم والثقافة والإعلام ..ونعتبر ذلك مشروعا قوميا لإعادة بناء المفاهيم لدى الإنسان المصري واستدعاء المفاهيم الصحيحة التي تربى عليها الأوائل وتحطيم الأصنام الفكرية التى سعى البعض مع المغرضين وأعداء الوطن إلى ترسيخها فى عقول شباب الأمة..والدين منها براء..ليس بهذا التعليم الضعيف وهذه الثقافة البالية والإعلام الفاسد نستطيع بناء نسيج قوي لمواجهة التحديات..بناء الإنسان مهمة شاقة تحتاج إلى رجال يقدرون حجم المسؤلية والأخطار المحدقة بالوطن ..الإستثمار في بناء جيل جديد من المصريين يعتبر من أعلى عوائد الإستثمار ..لأن هذا الجيل سيرفع راية الوحدة الوطنية والتنمية والرخاء للجميع..بغير ذلك سنظل في دائرة مفرغة.!