الحضاره المصرية و التنمية الزراعية
تُعرف الزراعة بأنّها عملية إنتاجيّة تساعد على استخراج النبات من باطن الأرض باستخدام طرق معيّنة للوصول إلى الهدف المنشود، ويكون ذلك عن طريق النبات وبالاستعانة بالحيوانات أحياناً، وكما يمكن تعريف الزراعة أيضاً بأنّها الفلاحة، أو الحراثة، أو البَذر، أي أنّ الفلّاح يمارس أنشطة أساسية لإنجاح عملية إنتاج الغذاء والعلف.
ارتبطت الحضاررة المصريّة القديمة بالزراعة، حيث قامت تلك الحضارة على ضفاف نهر النيل، فقام المصريون بابتكار الأدوات الزراعيّة وأدوات الريّ، وكان يتمّ تصوير نشاطهم في مجال الزراعة عن طريق رسمها وتخزينها على جدران المعابد، فكانت الدولة الأولى التي نظمت بها مواعيد للزراعة والحرث والري والحصاد تعتبر الزراعة العنصر الاساسي الذي يمد الإنسان بالمواد الغذائية, وتوفير انتاج المحاصيل النباتية والحيوانية التي يستفيد منها لانسان فهي احد الحرف العالمية واسعة الانتشار الجغرافي..
قد اعتمدت الزراعة هناك في عصور ماقبل التاريخ على مياه نهر النيل، الذي كان يغمر تلك الأراضي سنويّاً فيمدّ الأراضي بالمياه والطمي، وكانت تلك الأراضي تُروَى سنويّاُ بانتظام من خلال ما كان يعرف بـ ريّ الحياض، حيث يرتكز هذا النظام على تقسيم الأراضي من خلال إنشاء حواجز طينيّة على شكل قنوات تنساب من خلالها المياه إلى الأحواض، ومن هنا تركّزت الزراعة على الضفاف، لكن مع مرور الزمن تطوّرت تلك الطرق إلى الريّ الصناعيّ في مصر القديمة، بهدف الحفاظ على المياه الفائضة عن الحاجة في ذلك الوقت، وإيصال المياه للأراضي التي لا تصلها مياه الفيضان، حيث تمّ حفر المزيد من القنوات، وبهذا نُسب الريّ الصناعيّ للمصريين والذي يعدّ إنجازاً كبيراً في ذلك الوقت، وتطلّب إنجاز هذا الأمر تعاون الدولة الحاكمة مع أفراد الشعب، وهذه نبذه تاريخيّة عن نشوء الحضارة المصريّة القديمة التي كانت الزراعة هي الركيزة وحجر الأساس في نشوئها وتطوّرها.
أمّا في العصر الحديث فقد ازداد الاهتمام بالقطاع الزراعيّ والعمل على تطويره وتنميته، حيث قامت الدولة بإنشاء مشاريع الري العملاقة، بدءا من السد العالي الذي ساهم بتحقيق الأمن المائيّ في الدولة، وكانت من ايجابيات انشاءه إن زادت الرقعة الزراعية في البلاد.
أهميّة الزراعة
• تُعتبر الزراعة مصدراً أساسيّاً للغذاء.
• توفير فرص عمل للعاطلين عن العمل.
• تندمج منتجاتها بالصناعة كالقطن وقصب السكر وغيرها.
• تُعتبر مصدراً ماليّاً للعديد من المشروعات.
• تعتبر زينة للبيئة المحيطة بالإنسان.
• الحدّ من نسبة التلوث في الهواء.
• تنقية الهواء ورفع مستوى الأكسجين به.
• تخفيف درجات الحرارة المرتفعة والرّطوبة في الجو.
• تحفيف عملية التبخّر.
• تخفيف تركيز ثاني أكسيد الكربون في الجو.
• الحد من انجراف التربة.
• تخفيف حدة الرياح.
• رفع مدخلات النشاط الصناعيّ.
• يساهم في تحقيق الأمن الغذائي القومي.
مشاكل الزراعة
• انتشار مشاكل التصحّر، وهي عدم وجود القدرة الإنتاجيّة للنبات لدى الأرض إثر ما يلي:
• الجفاف لفترات طويلة.
• انجراف التربة بشكل كبير.
• الرعي الجائر.
• إجهاد التربة من خلال الإفراط في زراعة المحاصيل التي تتسبب بذلك.
• نقص الأساليب التكنولوجيّة المتطورة والحديثة في الزراعة.
• الزحف العمراني على حساب القطاع الزراعي.
• الاعتماد على الأمطار فقط لري المزروعات، ممّا يؤدي إلى انخفاض المستوى الإنتاجيّ.
• حدوث تغيرات على المناخ.
إستراتيجية التنمية الزراعية
في عام 2007م، قامت وزارة الزراعة بالعديد من الخطوات والإجراءات من بينها استخدام التكنولوجيا الزراعيّة الحديثة لتنفيذ برنامج التسوية بالليزر للأراضي الزراعيّة، وذلك لتعظيم القيمة المضافة والتي قدرت بحوالي أكثر من ثلاثمئة مليون جنيه، نتيجةُ لانتظام التوزيع، ممّا أدّى إلى نجاح المشروع للوصول بمعدل عال في النموّ الزراعيّ سنويّاً.
من هنا انطلقت مصر نتيجة هذا التطوّر نحو مشاريع التوسع الزراعيّ العملاقة، والتي نتج عنها توفير فرص عمل كثيرة، والحدّ من الازدحام السكانيّ في المناطق الرئيسيّة، عن طريق انشاءات عمرانيّة متطوّرة وضخمة في عمق الصحراء، وذلك عن طريق استصلاح الأراضي، وتوفير فرص العمل الضخمة، ونتج عن هذا الأمر جذب الاستثمارات الزراعيّة على نطاق واسع في البلاد، لما يشكّله القطاع الزراعي من أهمّيّة في الاقتصاد القوميّ، حيث يُعتبر هذا القطاع من الأنشطة الرئيسيّة للدولة، حيث يقوم بتشغيل ما نسبته 30% من القوى العاملة في البلاد، ويساهم هذا القطاع بنحو 16,7% من إجمالي هيكل الإنتاج المحلّيّ، وقطاع الزراعة في مصر هو المسؤول الأوّل والرئيسيّ عن توفير الأمن الغذائيّ القوميّ، وتوفير العديد من الخامات الرئيسيّة اللازمة للعديد من الصناعات الهامة في الدولة.
د/ عبد العليم سعد سليمان دسوقي
قسم وقاية النبات – كلية الزراعة – جامعة سوهاج