كيفية صناعة الوعى بالذات
كتبته / فاطمة حسن الجعفرى
يجب على كل انسان ان يعرف وعيه بذاته ويعمل على صناعة الوعى الايجابى العميق
” فمن عرف نفسه عرف ربه”
ودائما الناس يضعوك حيث تضع نفسك، فلابد للإنسان أن يعرف إيجابيات نفسه، بالاستحقاق للذات ورفع الوعى وكلما عرفوا إيجابياتك الناس انجذبوا لك .
لذلك لابد أن يكون كل انسان عنده شفافية وبصيرة وحكمة حتى يحدد مصدر تقلبات المزاج والافكار مابين ايجابى الى سلبى وعميق الى سطحى وهذا ما نقصد به الوعي في الذات، وكلما فهمت نفسك فهمت الآخرين .
وكان يقول سيدنا أبو بكر رضى الله عنه :
” اللّهم أنت أعلم بي من نفسي ، وأنا أعلم بنفسي منهم ، اللّهم اجعلني خيراً مما يظنون ، واغفر لي ما لا يعلمون ، ولا تؤاخذني بما يقولون ”
فقد كان واعياً بذاته ولم يؤثر فيه المادح والذام
ويقول عمر بن عبدالعزيز أمير المؤمنين :
انه وقع على قدم شخص في المسجد فصاح به :
“أعمى أنت ؟” فرد عليه : لا لست أعمى،
قال الحاجب : يا أمير المؤمنين لقد (سبك)! فقال: سألني فأجبت”.
فهو واعي بذاته وله فكر عميق وليس سطحى عرف متى يتغافل عن الاساءة ،وكان لا يتآثر بكلام الاخرين وسطحيتهم للمواقف .
صناعة الوعـي بالذات :
يجب ان يدرك القارئ أهمية الوعي بذاته في حركاته وسكناته فأن الوعي بالذات هو أن تدرك ، معنى كل حركة تمارسها ، وكل كلمة تقولها ، وهنا فقط يصبح للأشياء معاني أخرى فهناك فرق بين ممارسة الشيء
بوعي عميق واريحية وممارسته بطريقة دينماكية سطحية الافعال النابعه من الانشغال بال “ego -الانا ” و ذلك مم يطمس الرؤيه الصحيحة
فممارسته بوعي عميق يجعل له قيمة ونجاح وصلاح وفلاح ، يصل بنا الى السكينة والطمآنينة
ومثال ذلك :
أداء الصلاة فحينما نؤديها بطريقة دينماكية سريعة وسطحية ربما لا ندرك ماذا قرأنا في ركعاتها، وماذا قلنا في سجودنا ونخرج منها كما دخلناها ،
ولكن حينما تؤدى ،بوعي عميق مستريح فلا شك أننا ندرك معاني كلماتنا وحركاتنا ، ونخرج من صلاتنا وقد علت وجوهنا السكينة وملأت صدورنا الطمأنينة وتحقق قول الله جل جلاله (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)
وقول الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
( أرحنا بها يا بلال ) هذا مثال على أهمية الوعي بالذات
وهناك أهمية للوعي بالذات تكمن في كيفية صناعته :
نستطيع أن نقوم بتفعيل الوعى الايجابى بآن نكسر حالة الرتابة التي نعيشها فأحيانا يستغرق الإنسان في أحلامه التي ربما تبتعد به عن عالم الواقع وتتجه به نحو عالم الكآبة والخوف والتوجس والقلق ،
فاادراكه بوعيه لذاته يجعله يكسر هذه الحالة ويرجع لرشده .
إن مسألة الوعي بالذات تجعلنا نفكر :
– في الكلمات قبل أن ننطقها
– وفي الأفعال قبل أن تصدر منا
– والنوايا قبل أن نفعل الشيء
وهنا أستطيع القول أن الوعي بالذات ، أسلوب مهم للربط بين الفعل والنية من خلال
“منظومة العقل للحكمة والقلب للبصيرة والروح للسلوك والترقى ”
و الإنسان متى كان على وعي بذاته حقق حالة من اليقظة الدائمة مدركا لكل ما حوله .
إذا فالوعي بالذات على ارتباط، وثيق بالنية التي عليها مدار العمل فلنكن على يقظة ووعي رابطين ذلك بحسن القول والعمل .
كما أن الوعي بالذات يجعلنا نكتشف أسرار الجمال في كل ما حولنا وندرك معاني الأشياء بطريقة لم نكن على دراية بها من قبل , ونستطيع من خلال ذلك أن نعرف خصائص الأشياء وكيفية حدوث بعض الظواهر من حولنا مثل تسخير كل القوانين الكونية والاعتناء بنا من خلالها بقدرة الله عز وجل لكوننا خلفائه فكل انسان هو خليفة الله فى الارض فلندرك قيمتنا عند الله من استحقاق وتقدير للانسانية بما نحمل من رسالة عظيمة فهذا يتم من خلال منظومة الوعى كما ذكرتها من قبل ليتم التناغم وبعد هذا فما عليك إلا توجيه وتطوير نفسك على أن تكون دائما على يقظة لما حولك مدركا لذاتك مع كل فعل تفعله أو كلمة تنطقها لتدرك تلك المعاني لكل ما حولك وستكتشف أسرارا لم تكن تدركها من قبل وستجد أن هناك معاني جميلة لم تكن تعيشها وهذا يتم بتفعيل رفع وعيك من خلال الانتباه والمراقبة دائما .