البرج العالي .
كتب .احمد عباس .
كل منا يسكن في برجه العالى لا يريد ان يفهم او يعقل فهو يعتقد دائما انه علي صواب ، هنا قمه الجهل لانك لو اعتقدت ذلك فان ذلك بدايه الغرور والضلال .
فظلال الخوف تسيطر علي الانسان لدرجه انه يخرج عن المألوف ليعيش في وهم لدرجه انه يصدق الكذبه التي يعيشها حتي يتقمصها وتصبح حقيقه اصلها سراب يجري الي السراب ليس لها واقع ملموس وعندما تأتي السفن بغير ما يشتهيه ، يتألم لدرجه الحزن كما لو كان الامر حقيقي .
انه الوهم الذي يخرج عن المألوف ولا يرضي بالواقع ويهرب منه عن طريق خلق وهم يعيش فيه للهروب من الواقع الحقيقي ، وهنا يبني برجا عاليا في مخيلته يعيش فيه يمارس حياته الطبيعيه بالصوره التي تمني ان يكون فيها ويتقمص الدور ويعرف جيدا انه غير حقيقي .
هنا خيط رفيع بين الواقع المفروض والخيال المرسوم ، وهذا عدم اقتناع بالمكتوب والنصيب. فكل منا مقدر له حياته ومكتوب ماذا يعمل وماذا ينجب ورزقه شقي او سعيد ،ولكن الجمييع ينكرون الواقع لانهم يرون الاخرين ويحلمون بان يعيشوا نفس العيشه والمستوي ، تجذبهم الاضواء والمظاهر ، فهم لا يرون الحقيقه انما ما يظهر لهم الا القشور الخارجيه الظاهره ، فقد تشدهم رغد العيش وحسن المظهر والملابس والسيارات والاموال ولكن لا نبحث في الموضوع بالكامل. فلو دخلنا في الاسراروالمعيشه بالكامل والظروف التي يعيشها من جذبنا اليه وعجبتنا ظروفه سنجد حقائق وشدائد وحزن واسي وامراض انها الحقيقه، فكل منا يستسلم لما هوفيه ويرضي به، فلو رايت الموضوع بكامله لفضلت وضعك وظروفك فقد تكون من وجهه نظرك افضل رغم انها اقل من التي تمنيتها ويعيشها غيرك. لا نك لا تستطيع ان تتحمل هذه الظروف التي يتحملها الاخرين فلا يغرنك المظاهر او البرج العالي الذي يعيشه الاخرين فقد يكون امرك افضل من الاخرين.
فالله قد قسم لكل منا رزقه في الحياه الدنيا لا ينقصه فسيله واحده ولا ينقصه نفس واحد مقدر كل شئ ، فمن يرضي بما قسمه الله له يكون اغني الناس ، ومن لم يرضي يركض في الدنيا كما يركض الحصان في البريه ولا يصيبه سوي رزقه المكتوب والمحتوم فلن يستطيع تغيير شئ، فارضي بما قسمه الله لك تكن اغني الناس .
انها الدنيا الغروره والكدابه التي لا يوجد فيها شئ حقيقي سوي ما تعيشه وتأكله وتلبسه هنا يكمن الفرق بين شخص واخر .
فقد يرضي احدهم برزقه ويعيش اغني الناس ويحمد الله ويشكره ويتواضع ويمر في الدنيا كمر السحاب ذكري جميله اخلاق حميده وطاعه لله
وقد لايرضي احدهم برزقه ويتمرد عليه ويحاول ان يغير معيشته بطرق غير مشروعه ، هنا يقع في الحظر والعقاب واللوم والخوف والخطر والمرض والكراهيه وسوء السمعه والسلوك ، ويلجاء لاخفاء الحقيقه والسكن في برج عالي بعيدا عن الحقيقه التي هرب منها ويخاف ان يواجهها ، فيقع تحت طائله العقاب .
فالرزق مقدر ومكتوب ، ولن تأخذ غير المكتوب لك فاذا اردت النجاه اسعي اليه بالحلال وسوف تصل للمكتوب وتجزي جزاء حسنا وجنه عرضها السموات والارض ،
واذا اردت ان تسرقه اوتخطفه او تحصل عليه بطرق غير مشروعه فاجري واحصل عليه ولكن تقع تحت دائره العقاب والعذاب والنار في الاخره .
واعلم ان ماأخذته بالحلال هو رزقك مكتوب وتجزي عنه بالجنه .
وماأخذته بالحرام هو رزقك ايضا ولكنك اخذته بطرق غير مشروعه فتعاقب عليه بالنار .
فكر يابن ادم اذا كنت في النهايه لن تحصل الا على ما.كتبه الله لك فلما التعجل والعقاب وسلوك غير المشروع للحصول عليه ما دام هو قادم قادم .
انها الدنيا المزيفه التي نعيش فيها ، انها الحقيقه فلو كل منا رضي بما قسمه الله له لكان اغني الناس ،.
ان البرج العالي الذي يعيش فيه الكثيرون ويتمني الاخرون العيش فيه هورفض للواقع والمألوف فارضي ياعبد الله بما قسمه الله لك تكن اغني الناس .#احمدعباس