أحلام موؤدة
أحلام موؤدة
بقلم-سماح عبد الحكيم
ليلٌ تمَادَى بِوحشةِ ظُلمتِه أضْنَى مَخدَعِي
وفلاةٌ أدْمَتْ كوَاحِلَ شَوكُ خُطَاهَا والقَفرُ
وزادٌ تـَفلـّتَ بـِعزيزِ مُؤنَتِهِ أضْمَى عُـرُوقِي
وقدمٌ تثَاقَلتْ بهَمّ مَسعَاهَا لِحتفِها والقَبرُ
مَن لعابرِ سبيلٍ تَفــرّدَ بغُربَتِهِ فى خُفُوقِي
مَن لِغَايتِهِ وقدْ استَيـئَسَ لُقيَـاها والعـُمْرُ
مَن لِمُنقطِعٍ بضيقِ مِحنَتِهُ غَصَّت حُلُوقِي
مَن لِضـَالتِهِ يَقفُـو أثَرَهَا فينْشُدَهُ و الصَبرُ
اللهُ حَسبَ المُضطّرِ يَكفِينِي دَربَ نُزُوفُي
يَكشِفُ عَنهُ السُوءَ يُخلِفهُ عُقبَاها والعُسْرُ
نورٌ أهَلّ من سَماءٍ تلَبَدَتْ بالغَيمِ لـِبُقعَتِي
ولـــّوّحَ بالبشارةِ من خَلفِ سَحـابِ السَحَـر
خِلتُهُ من الحُسنِ طَيفاً من أوهامِ رُؤيَتي
فأرسَلتُ نَاظِريـا فكأنّهُ وَجهُ بـَـدرٍ من قَمَر
فلمّا كَـاشفَتْ رُوحَـهُ بِضْعَـاً شـَفّ مُهجَتِي
تبَدّى حُسنُهُ وَضَاءَةً شَفّتْ ألْطَافَ القَدَر
وما أذهَلـــَني عن بَوحِي بالقـــَافِ لَوعَتِي
ولا جِدّ اِفتِتَانِي لمّا حِجَابُهُ عَنهُ قد سَفَر
سَنيّ اللَمَحَاتِ رُدَّتْ بـِأُنْســِهِا لِي أُلـفَتِي
سَمِّيُ القَسَمَاتِ صُبْحٌ صَبُوحٌ عَبِقُ الشَذَر
نَدِيُ الثَغَرِ تَنَزّلَتْ فِي فِيِه جُلُّ رَحمَتِي
كُلّمَا ارتَشَفْـتُ مِن عـَذبِ رُضَابِه السَكَر
فواعجباً للثمِ شِفاهٍ يَشفِي غَليلَ ظَمْأَتِي
مِن وَهَجِ الشوقِ يَحرِقُ فُؤَادِى وقَدْ فَجَر
بَهِيُ الطَرفِ نَاعِسْهُ ولَحْظُ عَينَاهُ وَاحَتِي
دَانيةَ القِطَافِ شَهيّةً تَقْطُرُ رَحِيقَ الزَهْر
وَدِدْتُ لو دَامَ فِى ظِلـــّهِا ضَمّي وسُكْنَتِي
قد عَشِقتُ جُفُونَه فَأغرَتنِي بِلعبٍ وسَمَر
مَن لى بزادٍ مِن دِفِء كَفّهِ يَكفِي مُؤنَتي
يُشبِعُ جَوعَتِي لوَصلٍ سَعّرّهُ بهُيّامِ النَظَر
وآهٍ مِن وَجنَتيّه أضحَتَا أُنسِي ومَرْتَعـِي
گـشَذّيّ رَبوَةٍ تَرَامَى بِها افتِرَاشِي الثَغْــر
كمْ أهْوَى تِطوَافَ مُقلَتِي تَمسُّها وقُبلَتِـي
فأضُمُّهَا مِن وَلَهِي بِيَديّ نَشوَةً من الظَفَر
ثُم آهٍ من مَيّسِ ضَجعَتِه طَرَباً فى قِبْلَتــِي
وَيَالهَفِي مِن شَرَرٍ تَطَايَرَ أشْعَل مِنّى الوَتَر
يَقدَحُ وَجدِي وفَقدِي فَيُبلِغُهُ مِنّى سَطْوَتِي
فيَاظَمَأِي لِسَلْسَالِه يَنشُرَ دَافِقَاً نَيلَ الوَطـر