النت قبل الخبز أحياناً
بقلم: تيسير علي
لا تنكروا تلك الحقيقة المؤكده .. لقد صرنا جميعاً أسرى لهذا الشيطان العنيد وماعدنا نستطيع التغلب عليه بسهولة .
إنتصرت المؤامرة علي عقولنا وأصبحنا ندور في فلك عدونا يحركنا مثل عرائس الماريونت وبسهولة .
الإنترنت أصبح الأولوية الأهم في حياتنا جميعاً وما عاد يستطيع أحد الإستغناء عنه تحت أي ظرف من الظروف .
الأب يشتكي مرارة العيش وينتقد الغلاء وقسوة الحياة .. يوفر لقمة العيش بالكاد لأبناؤه .. ولكن .. لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يقول لابنه لا داعي لباقة النت هذا الشهر .. إنه حتي لا يجرؤ أن يفعلها .. الأم تشتكي من كل أعمال المنزل والعمل .. إلا النت .. لا يمكنها الإستغناء عنه مطلقاً .. تقوم بأعمالها المنزليه وهي علي النت وقد تهمل حياتها من أجله .. أطفالنا أصبحوا أسرى لشاشات التابلت والآيباد .. أسرى لأفلام وألعاب تدمر حياتهم ونحن غافلون .. آباء نسيوا أدوارهم كابآء وصاروا يتنافسون علي أدوار البطولة في قصص الحب الوهميه خلف شاشات الهواتف الذكية .. خيانات وصراعات وبطولات زائفه .. كلها من نسج خيال أعدائنا ..
زيفوا الحقائق واستبدلوا قيمنا بأفكارهم وغيروا مفاهيم وثوابت تربينا عليها ليحل محلها الكراهية والتخوين وتبادل التهم .
صدق من أسماها شبكات عنكبوتية فقد عششت وتوغلت وسيطرت ونسجت خيوطها داخل عقولنا باحكام … السؤال .. متى سنفيق ؟؟
متي نعلن أننا فهمنا … متي نعلن أننا ما عدنا دمى في يد أعدائنا .. متي نقطع الخيوط ؟؟
متي نعلن تمردنا وعصياننا .
شباب مصر يا من خرجتم إلي الميادين مطالبين بحريتكم ومات منكم من مات لتنالوا حريتكم .. حزينة أن أخبركم إنكم لن تنالوها وإنكم عبيد لعدوكم الحقيقي ولكنكم أبداً لا تدركون .. أفيقوا شباب مصر ورجالها ونسائها قبلتكم خاطئة .. كفوا عن المطالبة بحريتكم ممن لا يملكون إعطائها لكم … حريتكم ملك يمينكم لكنكم لا تدركون .. فكوا خيوط المؤامرة وتحرروا من عبودية الأفكار .. وطنكم يحتاج لكل يد تعمل .. وعدوكم يشل آياديكم بالإحباط .. يحتاج لكل عين تراه يتقدم وعدوكم يعمي عيونكم بالفواحش والبذاءه والتدني .. وطنكم يحتاج لخطى ثابتة نحو التقدم وعدوكم يعرقل خطاكم بالسلبيات والتهويل والإشاعات والشحن .. وطنكم يحتاج للحب وقلوبكم يملؤها السواد .
أحبوها وأعطوها وثقوا أنها لن تخذلكم أبداً .
وقبل أن تنددوا وتطالبوا بحرياتكم ممن لا يملكها تذكروا لا يطلب الحرية سوى العبيد .. فتحرروا أولاً من قيود عدو أحاط عقولكم بالسلاسل ثم أقنعكم أنكم عبيد غيرة وشحنكم ضد وطنكم وأطلقكم فيه كارهين له منددين و مطالبين بالحرية .. إذن فلتكن الحرية .. عدوكم يتسلل لعقولكم عبر هواتفكم الذكية .. فتحرروا .
بني وطني …. تحرروا.